الثورة الفرنسية أعتمدت على نجاحها الذى استمر الى الآن على ثلاثة قيم ثلاثة اعمدة الحرية والإخاء والمساواة . لم تعتمد على البناءات والأعمده الخرسانية وهى لا تبنى وطناً نظريا نسمع وقرأنا ان التنميه تبدأ بالأنسان وهدف التنميه الشعوب والتى مفردها الأنسان نعم الأعمدة الخرسانيه هى اساس لمرافق تهم الشعوب السودانيه ولكن إن لم نؤسس لقوانين خرسانيه ثابته تدوم قرونا تثبت يقيناً الحرية والإخاء والمساواة لن تكون لنا ارضا رغم اتساعها بعد فصل الجنوب الذى لم يجد شعوبه الحرية والإخاء والمساواة . الوطن معناه أن تفهم وتعتنق وتمارس نسقاً معرفياً لعصرسودانى جديد انسانى إما أن تكون أنت أحد رواده أو على الأقل تكون أحد أبنائه لكن لا يصح أن تكون خارجه. الدمار الاقتصادى فى بلدنا لن اتحدث عنه فقط لأن ناتجه السلبى يلتمسه الكل بفعل عدم خبرة الأسلامين وادعائهم بمجرد تطبيق شرع الله تتحسن الأحوال بدون فلسفة اقتصاديه ونظريات هى ناتج التجربه الأنسانيه المستمرة الآن دمار فى التعليم ولن أتحدث فيه لأن ناتجة ملتمس للكل مجرد ان تذهب الى مبانى مدرسة او جامعة اصطلاحا بدون فلسفة تعليم الخرسانة لا تبنى إنساناً ولا التلقين المعرفى الناقد والتجريب لأن المعلومة الملقنه بمفردها لو كانت تبنى إنساناً يحلم بوطن الحرية والإخاء والمساواة لم يذهب لمحرقة الجنوب بدعوى القدسيه التى استدعيت من رحم التخلف شباب الجامعات ومراكز الدروس الخصوصية إلى الإخوان المسلمون ودائما تتغير الأسماء عندما بصيبها الفشل وتلجأ الى فكرة التخويف أو استغلال قلة الخبره أو تحويلهم إلى كائنات فى حالة رعب شديد بغية السيطرة عليهم فالإثم هنا يقع على من يدأب على تخويفهم طواعية أو فى أحسن الأحوال ألا يكون هناك إنسان منسحب من الحياة وغير قادر على أن يكوّن رأياً نقدياً أو يقدر على الاختيار وهذا كان الهدف من تفريغ التعليم وتدميره هنا بعد هذه المقدمة ادخل الى تمهيد مهم وضرورى وهو تركيبة الهرم السكان الآن السودان حالياً به ثلاث مستويات المستوى الأكبر وهو الذى يشكل قاعدة الهرم السكانى وهم الأطفال فى السنوات السبع الأولى التى لم يتكون فيها وجدان ولا وعى ولا قدرة على الحكم ولا تحمل المسئولية فلا يستقيم أن يعرف المعايير مبكراً إلا ما خف منها إنما الأساس هو احتياجاتهم الاساسيه تعليم متقدم صحة متقدمة غذاء متقدم وصحى وحمايتهم بقوانين صارمة قانون الطفل هنا ياتى دورنا اتجاه الطفولة الان أثناء اسرعة الثورة اثناء نقدنا للتفكير السلبى والانتقال الى التفكير الأيجابى واطلاق طاقات الثورة الكامنه والمتقوقعة والتوقف عن وضع كل سلبيات الثورة امامنا حتى تصبح حائط وهمى ويصبح هو نفسه احدى مصدات الثورة دون ان نعى ذلك المستوى الثاني، أو السبع التالية؟ هى مراهقة الوعى، أى الذين لم تكتمل معاييرهم نضجاً ويرون فى أنفسهم القدرة على أن يكونوا أصحاب قرار وهنا تسبق رغبتهم فى تحقيق ذاتهم وأن يكونوا أصحاب قرار على استبيانهم لقاعدة قرارهم ومدى نضجها فينتهى الأمر لديهم إلى حالة من التخبط، ولا يكون بالضرورة التخبط هنا تخبطاً إجرامياً ولكن تخبط ناتج عن قلة خبرة وليس عن سوء نية.. المستوى الثالث وهو نتاج ال 27 عاما عجافا اذن هم نتاج الأزمة الحاليه (جيل الأزمة) لكن تجربتهم مع حكم وتسلط حركة الأخوان المسلمين قسمتهم مستويات وعى مختلفة ومتضاربه ومتشككة ومتضطربة نتيجة التعليم المفرغ ، هناك مغيبون وهناك مشاهدون وهناك مراقبون، وهؤلاء المراقبون يرون أنهم يستطيعون التغيير لكنهم لا يقبلونه، وهناك أيضاً مشاركون فى كل مجتمع وفاعلون أى يتقدمون بمبادرة فعل انسانى هنا وهناك ( مبادرة شارع الحوادث وغيرها من المبادرات الانسانيه ولابد ربط فعل هذه المبادرات بالتغير ولابد أن يعى هولاء الشباب رغم انسانية فعلهم ودورهم أن اعمال الخير لاتقوم باصلاح مادمرته السلطة القائمة ورفع يد سلطتهم من مكتسبات الشعوب من مجانية التطبيب والصحة والتعليم ) وهناك قادة فى كل مجتمع وهناك ملهمون وهم رأس السلم.. موجة سبتمبر كانت رسالة تصحيحيه من قبل الجيلين الذين على الارض للسلطة والمعارضة فى آن واحد بأن هذه السلطة لم تستطيع هدر قيمهم الوطنيه ولم تنفصلهم من معانات واللام شعوبهم منذ الأستقلال مرورا بالسبعة والعشرون العجاف الأسلاميه تتنازعنا وتتجازبنا النزاعات التشاؤميه اغرقنا بالأزمات المتلاحقة والنكسات والهزائم لموجات التغير مما جعل تفكيرنا سلبى اتجاه الثورة واصبحنا ميالين للأهتمام بالمشكلات اليومية التى تقفز من حين الى آخر ونميل الى تضخيمها والغرقان فيها وصرنا نتربص ونصطاد السلبيات والتركيز عليها وتضخيمها التفكير السلبى يتسم بالعدوى الأنفعاليه فتصتف جوقة من تداعيات الأفكار السلبية والأدانة والتجريم والتبرم والملامة والشكوى والنخراط الجماعى ومن ثم تتدحرج كما كورة الثلج ومن ثم الرجوع للأنكفاء الذاتى وهذا مايعطل الثورة ومايخدم الثورة المضاده التفكير الأيجابى هو اقتدار وقدرة معرفيه فى التعاطى الفاعل مع قضايا ومشكلات شعوبنا وتحدياتهم اليوميه التفكير الأيجابى ليس فقط مقاربة منهجية علميه بل هى تعبى الطاقات والأمكانات الحاضرة والكامنه اتجاه التغير الجذرى هذا الوجود اليومى مع قضايا شعوبنا يشكل العلاج الناجع لتغذية الثورة واستمرارها واسرعتها ويحافظ على المعنويات هو العمل اليومى نعم هى مهمة صعبة لكنها ممكنة تحتاج لمواجهة مايخيم على رؤانا وذواتنا التى تعطل طاقات الحياة فينا نحن فى حوجة ماسة وسريعة للخروج من حالة المرض النفسى الانكفائى الذى اخذنا ان نعتاش معه وكانه واقع حال دعونا نكتفى من جلد ذواتنا دعونا نقدر الامكانات والطاقات والفرص الموجودة والتى يمكن ان نصنعها نحن نصنع حظنا وليس العكس لابد من قلب المعادلة أن نحدد نوع القيمة التى ننتصر لها أو نهدرها بفعل ما فى المجتمع أياً كان نوع القضية.. ولكننا بصدد اسرعة الثورة وانتاج افكار ايجابيه عبقرية أى شعب له قدرته على أن يمارس أعلى قدر من الحرية وان ينتزعها وأن يصل بها ار إلى مداها نريد مثالاً ينتصر لموجة اكتوبر وموجة ابريل وموجة سبتمبر؟ واسرعة الثورة فى ايدينا وانجاحها لتصل الى اهدافها القصوى التى تخدم مصالح كل الشعوب السودانيه فى ايدينا هذا دورنا وللاحزاب ومنظمات العمل المدنى والثوار المسلحون لهم دور فى اسرعة الثورة التى لاتقبل المصالحة فقط التغير اذا اتجهوا للتفكير الأيجابى الذى يتخطى السوداويه والأزمات المفتعلة والتفكير السلبى الذاتى المنكفى الذى لايرى غير سلبيات الاخر [email protected]