الحكومة العاجزة حتى الآن عن توصيل الموية والكهرباء لسكان مربع 29بالحاج يوسف،وهو على مرمي حجر من كافورى حي السدنة والتنابلة،أعلنت عن نيتها إعادة الحزام الأخضر للخرطوم،وشكلت لجنتين عليا وفنية لهذا الغرض. وليس من عجب أن جهاز الأمن والمخابرات يشارك في عضوية اللجنتين،لسبب قد لا يخفى على أحد،فالجهاز ومنذ أن فارق دوره المرسوم في الدستور بات(بتاع كلو)،فبالإضافة لمسائل الرصد والاعتقال وإغلاق الصحف،انتقل إلي مجال الرياضة،والفنون،وامتدت هيمنته للاقتصاد،والتجارة،وصار السودان مقراً دائماً لأجهزة المخابرات الأفريقية،كيف لا وهو الخبير في قمع الشعوب وتثبيت الديكتاتورية،وللأمن جيش يستعرض طوابيره في الهواء الطلق،ومعاينات أفراده يعلن عنها في الصحف،وهاهو ذا يدخل بثقله في مسألة الحزام الأخضر المحاذي للحزام الأمني كما قال الإعلان. ولو فسر لنا أساطين الزراعة والغابات الحكمة من وجود ممثلين لجهاز الأمن في لجنتي الحزام الأخضر لكفونا (شر) هذا الكلام والتأويل،ولكن لا بد مما ليس منه بد. ربما كان الوجود الأمني في الحزام الأخضر مرتبطاً باعتقال طلاب جامعة الخرطوم من مكتب الأستاذ نبيل المحامي،وطالما بدأت إنتفاضة الطلاب بقصة بيع الجامعة فالحزام الجديد يقع بالقرب من المنفى الذي ستنقل له كليات الجامعة المختلفة،وربما أراد الجهاز من وجوده في امر الحزام أن تتاح له الفرصة لنصب كاميرات مراقبة من على رؤوس الأشجار لمراقبة حركة الطلبة وأنشطتهم حتي تتحرك عناصره في الوقت المناسب. وقد يكون جهاز الأمن قد تحسب سلفاً لأزمة الغاز القادمة،ودخل في مسألة الحزام الأخضر(توووش)لاحتكار تجارة الفحم لاحقاً فانظر كم من الأموال ستصب في خزينته طالما كانت الفحمة الواحدة بمبلغ واحد جنيه. وقد يكون سر إشتراك الجهاز في قصة الحزام الأخضر مرتبطاً بحوار الوثبة (المطرشق)،حيث ستنتقل الجلسات إلي الظلال الوريفة في الحزام الموعود،عسى ولعل أن تشغل الرأي العام عن الأزمات المتفاقمة،والغلاء المتصاعد،وبالتالي تأجيل الإنتفاضة الحتمية. وربما كان من ضمن البنود السرية للحزام الشجري الجديد،والذي استدعي أن يكون جهاز الأمن عضواً بارزاً فيه،التشويش على الطائرات الإسرائيلية حتى لا تقصف كما قصفت من قبل،أو ربما يريد النظام مبادلة حلايب بالحزام حتي ترجع إلي حضن الوطن كما رجعت سيناء إلي مصر في سالف العصر والاوان. وحتي ينكشف سر وجود الأمن في لجان الحزام الأخضر،فإن اللجان نفسها ستكون عبئاً على الموازنة(المنهارة)طالما كان تسيير عمل أي لجنة يتطلب الضيافة والبنزين وحافز الإجتماع،وما خفي اعظم. عندما تعجز وزارات الزراعة والبيئة والغابات عن إعادة تأهيل مشروع الجزيرة تبتدع حكاية الحزام الأخضر الذي سيحمي الخرطوم من الاتربة والغبار والهواء ،والخرطوم نفسها تعج بالفقراء والمشردين والجوعى والمرضى الذين لا يجدون الدواء،والجنيه(تعبان)والإقتصاد في هاوية،وكل ما تقوله الحكومة(هراء). ومع ذلك فالأمن مستتب،بدليل أن الجهاز المذكور لا هم له إلا الحزام الشجري،واكتشافات العصر الحجري،وربما الفحم الحجري،بديلاً عن عائدات البترول التي سرقها(الفنجري). [email protected]