_ هناك الناس يعبثون بالأشياء ، وهنا الأشياء تعبث بالناس ، جسم غريب ملقي على الأرض قابل للإنفجار في أي لحظة لا يرحم حتى الأطفال والحيوانات بينما الجهات المعنية تنوه المواطنين الإبلاغ فور وجود مثل هذه الأجسام الغريبة ، ولا تزال كذلك _ مخلفات مواد مسرطنة جلبت خصيصا لإستخلاص الذهب ، يقول عنها أهل الإختصاص أن خطورتها كبيرة على الإنسان والحيوان معا وتتعداهما إلى النبات ، ويقول عنها أرباب التنقيب انها مواد مذهلة في تجميع وإستخلاص الذهب ، بينما لايقول عنها عامة الناس شيئا لأنهم يجهلون عنها كل شيئ _ السيانيد وما أدراني ما السيانيد ؟ مادة يقتلها مثقفي وسائط التواصل الحديثة بالنقاش ويقف معظمهم راجما لها بالتحذير والرفض والنكران مخافة أن تعبث هي الاخرى بالناس ، والناس لايرعوون ، يعرفون عنها فقط أسمها الرنان هذا وإرتباطها بإستخلاص الذهب ، أما غير ذلك فربما القليل _ وكذا برومات البوتاسيوم التي تعبث بصحتنا خاصة وانها تدخل في تعقيم المياه وأدوات التجميل ، والشائع عنها إستخدامها في تحسين الخبز ومنتجات غذائية اخرى تكاد لا تنفك عنا _ همباتة القرن الواحد والعشرين ، عصابات المواتر ، أشياءهم تقلهم إلى حيث يعبثون بأموال الناس ومصائرهم وأرواحهم ، يمرحون في كثير من الولايات يمثلون خطرا داهما يتقطر دهسا ودما وقلعا في الطرقات _ثقافة الحرب التي تمشي بين الناس هي من أخطر الأشياء التي تعبث بالناس ليس في بلدتي وإنما في موطني _ آلة الحرب التي يحملها الناس في أياديهم ، أيا كانت هي في الواقع مدعاة لثقافة العنف والقسوة وهي بذلك تشبه إلى حد كبير سوط العنج الذي يولول على ظهور بعضنا في بعض مناسباتنا مما يجعل الدماء تتطاير هنا وهناك وإن ألبسناها لباس تراثنا وثقافتنا _ إستخدامنا للعنف البدني واللفظي تجاه أطفالنا يعبث بنا وبهم بلا وعي ولا وحي أتانا ولا كتاب _ إذا شتان مابين هالة البدري مثلا في (السباحة في قمقم على قاع المحيط ) وهي (طفلة عابثة على الرمل عند آخر دفقات الموج عليه ) على شاطئ ستانلي بالإسكندرية ،وطفلة يعبث بها موروثها الثقافي في بلادها ، وبلادها ( بلاد ناسا في أول شئ مواريثهم كتاب الله ) _ هنا الأشياء تبدو ... بل (ليست كما تبدو ) _ هنا بعض رحيق ياقوت العرش (الغافل من ظن الأشياء هي الأشياء ) . [email protected]