إن قياس مدى تطور ودرجة وعي المجتمعات مرتبط بالعديد من القضايا ومن اهم هذه القضايا قضية حقوق المرأة تلك القضية التى كتب عنها المفكرون وتصدى لدفاع عنها المثقفين. بالرغم من اننا نعيش فى زمن المطالبة بحقوق الانسان إلا ان التجربة الإنسانيه لم تصل قمتها فى مسألة حقوق المرأة ،ففى المجتمعات الغربيه التى تعتبر مقياسا لحقوق المرأة ما زالت المرأة تتجرد من اسمها بعد الزواج لتحمل اسم زوجها! اما فى مجتمعات العالم الثالث فحدث ولا حرج ، مجتمعات تصطدم فيها المطالبه بحقوق المرأة بحائط الثقافة (السطوه) الذكورية تلك الثقافه السائدة والراسخة رسوخ الجبال والمغلفة بغلاف الدين.تلك الثقافة التى تعظم قدرالرجل وتجعل منه القائد العظيم وتحط من قدر المرأة ومن شأنها وانها ليس سوى تابعه لرجل العظيم ولا تخرج من وصايتة . وهى ثقافة مجتمع رجال ونساء بمعنى انها هى المرأة نفسها من ستزرع بذرة هذه الثقافة فى ذهن ابنائها. ويجب الوقوف هنا للمعرفة مصادر الثقافة الذكورية لتفكيك هذه المنظومة الثقافية التى اكتسبت قدسيتها مع مرور الزمن لما بها من إرتباط وثيق ببعض التصورات حول بعض النصوص الدينيه المرتبطة بالمرأة بحيث اصبحت هذه التصورات احدى مصادرها وإستندت عليها دون غيرها وتسوق تلك التصورات المرأة على انها مجرد عوره وناقصة عقل ودين ويجب تقييدها ، هذا الارتباط هو خط الدفاع الأول للمنظومة الثقافيه عند دفاع عن نفسها. المصدر الثانى هى العادات والتقاليد الاجتماعيه التى كرست لهيمنة الرجل وتكونت فى لحظه تاريخيه معينه حسب تصورات اجتماعية ووعى اجتماعى معين اتجاه المرأة، اصبحت هذه التصورات هى الركيزة الاساسيه للثقافة الذكورية . وما زلنا امم ومجتمعات تقدس الماضى دون ممارس اي نقد .ونقف فى بعض الاثار التى خرجت من رحم الثقافة الذكورية: -يعلم الولد من قبل امة قبل ابية انه الولد وان كلمته فوق إخواته وتعلم البت ان تسمع كلام اخيها حتى وان كانت هى اكبر منه وعندما يكبر يمارس سلطته الذكوريه على إخواتة ويصدر اوامره التى يجب ان تطاع -في مؤسسة الشراكه الزوجية تكون الكلمة الاخيره للرجل ولا عجب ان كانت بعض الامثال تدعو لمشاورة المرأة ومخالفتها -عندما يقيم شاب وفتاة علاقة غير شرعية المجتمع يحمل الفتاة المسؤولية ويجرمها اما الشاب يقال عنه مجرد نزوة فى مرحلةشبابيه وغدا يعقل، مع انهما متساويان فى الجرم .ونستحضر هنا مقولة على شريعتى (اشفق على فتاة حين تسوء سمعتها فهى لا تستطيع تربية لحيتها لتمحو تلك الصورة) اذن هى سلطة الثفافة الذكورية فى مجتمعنا سلطة لان تزول بين ليلة وضحاها، والخطوة الاولى هى ان تحرر المرأة نفسها من قيودها الداخليه الانهزامية وان تعى بحقوقها وتطالب بها هى الخطوة الاولى فى مشوار انتزاع حقوقها ومقاومة السلطة الذكورية. يقول على شريعتي(حرية المرأة لا تعنى ابدا تحريرها من الملابس والزينة التقليدية وان حرية المرأة تعنى حرية الاختيار وحرية التفكير وحرية الحياة). [email protected]