ليست شكاية سادتي ولن أقلق راحتكم بحديث متشائم ولكن أذكر الجميع بأن نماذج النخب التي تهرول الآن نحو التوقيع للحاق بالوثبة لن تحدث التغيير الذي ينتظره الشعب .. وهنا سأتحدث عن نموذج من الساسة كانت قد قدمت نفسها كشخصية يسارية قومية ونجحت في ذلك ولكنها الآن بثوب جديد وهي متحدث جيد بإسم النظام حالياً وتسوق ببذل وقدرات تتجه لمصب واحد وهو دعم النظاام الشمولي الفاسد ناسية أن ما يحدث الآن في بطن التأريخ سيدون وأن المشاهدون الآن هم اللاعبون غداً .. لست محللا سياسيا بارعا بما يكفي لتقييم عثرات السياسيين ولكن ما شذ عن المألوف لا بد أن يستفز أي أحد من غمار الناس مثلي ولعلمي أن السياسة فيها ظاهر وباطن أيقنت أن تراخي قد أعدت لهذا اليوم عدته وجهزت (عدتها) ولم تستطيع ضبط أعصابها وبدت تكد ذهنها لتقول ما يرضي السيد كما قال متحدث أنصار السنة .. قالت تراخي فيما قالت أن العسكر دايسين علينا بالجزمة وأننا لا حول لنا ولا قوة معهم ونشكرههم على اﻹهتمام بنا وإرسال الدعوات وطبعا التذاكر واﻹقامة .. لقد دعا بعض العاطفيين يوماً ما من أيام التاريخ الملك فاروق بالملك الصالح ويوم أن طرد من مصر لم يستطيعوا تمالك أنفسهم وضبطها من الفرح .. لقد قالت تراخي كلاما مشابها متغزلة في سيد أهل السودان كلاما تشب له القلوب وتحمى منه الرؤوس .. تراخي تقول كل ذلك وتعلم أن هذا الرجل العظيم قد وضع البلاد في محك اللا عودة ودمر في عهده اﻹقتصاد وتم إرضاء الكثيرين بالمال والسلطان ثمناً لمواقفهم وخذلانا ﻷحزابهم .. مما يعني أن اللعبة قذرة ولا يوجد فيها كل ذلك التشويق والتسويق الذي تقوم به تراخي ومن معها .. متراخي أنصار السنة شبهه بالحسن إبن علي وأنه سيسود في الناس ويصلح بين طائفتين .. أما المتراخي اﻷكبر إبن اﻹمام فقد رفعه لمقام اﻷنبياء مع عيسى وموسى ومحمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .. إن الخاصة ممن يمسكون بملفات الحوار يدركون ما ستؤول إليه اﻷمور وما سينهار من جسور ثقة والفطن من سينظر لﻷمور بمفحص القطاة نظرة شاملة نظرة المتمرس الذي يقرأ ما بين السطور .. إن ما قالته تراخي عار على سودانيتها سيجعلها تسير ما بقيت على الحياة بلا عزة ولا مجد وقد أساءت كثيرا لزملاءها في المعارضة متذاكية ومتمثلة دور المرأة العبقرية معتقدة أن التفكير بالرأس لم يعد ممكنا ولا مقبولا ً وأن ما ينطقه اللسان هو الذي يحقق لها الفارق بسحر الكلام وحلاوته وهو في الغالب مدحا لحزب ممتاز والبشير .. ستفرح تراجي يوما ما بذهاب البشير مثلما فعل المنافقون مع الملك فاروق .. وسترقص مع اﻵخرين من الحماسة وتغلي العواطف من جديد .. وهكذا هي الذاكرة السودانية مليئة بالتناقضات وإزدواج المعايير وضبابية الغور في المستقبل واﻷمثلة والشواهد .. منصور خالد .. الصادق المهدي .. مبارك الفاضل ..التجاني السيسي .. أحمد بلال و. مني أركي وأخيراً والحق أن تراخي لن تكون اﻷخيرة ولكنها اﻷولى من طائفة السياسيات .. كنت أنوى كتابة الكثير وربما سأعود ﻷصل ما قطعت من حكاية إسمها تراخي الساسة وبعدهم عن هموم الناس والشارع .. وصلى الله على محمد أبو أروى موسى محمد الخوجلي [email protected]