لا ينكر إلا مكابر التدني المريع في الخدمات الطبية وما وصل إليه الحال من تدني لصحة البيئة بالمستشفيات والمرافق الصحية ...وانعدام المعينات الطبية وخصوصا الضروري منها كالادوية المنقذة للحياة والاوكسجين وغيره.... إنه من السوء أن يصل الأمر بالاطباء الي مرحلة تنفيذ إضراب عن العمل ولكنه يبدو أنهم استنفذوا كل السبل الاخري من إبلاغ ....وشكوي. ....واحتجاج ..مع سلطة لا تري ولا تسمع ولا تحس بانين المواطن الجائع المريض ولا تستجيب لا لمن حمل السلاح...... الذين يستنكرون علي الأطباء مهنيا واخلاقيا الإضراب ويعتقدون انه زهق لأرواح بعض المرضي الأبرياء يجب أن يعلموا أن أرواح هولاء المرضي مهدرة في وجود الأطباء اوعدمه نسبة لافتقار المستشفيات لأدنى مقومات الطب والعلاج ...ولعل حادثة مستشفي أم درمان والكثير غيرها خير دليل علي ذلك. ...كما أن مهنية الأطباء دعتهم للاعلان عن الإضراب عن علاج الحالات الباردة فقط بالإضافة إلي ما يعانيه الأطباء من إحباط ناتج عن تدني مخصصاتهم المالية وتدني بيئة عملهم وتنازع ضمائرهم بين انسانيتهم وما تمليه عليهم واجباتهم المهنية والاخلاقية وبين ما يرونه من موت للمرضى أمام أعينهم وهم مكتوفي الأيدي مما دفع الكثير منهم للهجرة فقد أصبحوا واجهة لفشل الدولة في القطاع الصحي وأصبحوا هدفا لاعتداءات متكررة من المرضي وذويهم فاقت حد الإساءة اللفظية للاعتداءات الجسمية في صمت مريب من الحكومة وأجهزتها العدلية ..... حل أي مشكلة يستوجب الاعتراف بوجدها في المقام الأول ..ولذلك فسوف لن تجدي محاولات وزير الصحة الولائية في ادعاء أن الوضع الصحي عال العال ....فإن استطاع الوزير إقناع الرئيس بذلك حتي أصبح خطأ أحمرا لا يمكن الاقتراب منه أو التعرض اليه فإنه لا يستطيع إقناع المواطن العادي الذي يئن تحت وطأة المرض وانعدام الخدمات الطبية الذي لا تخطيه عين مبصرة... محاولة الوزير بالدفع بعجالة بحوالي 800 خريج للعمل بدون تدريبهم ....محاولة يائسة وهي كالدفع بجنود لمعركة لا يملكون لها خبرة أو سلاح كذلك فان ادعاء أن أطراف سياسية خلف الإضراب تمثل هروب من جوهر المشكل الي أمور انصرافية. .. فتدني الخدمات الطبية مثبت ...ومطالب الأطباء واقعية ومنطقية ومهنية لا يبطلها تبني حزب شيوعي أو حزب شيطاني لها.... تعامل الدولة مع الامر اتسم كالعادة بعدم المبالاة فبدلا من الاعتراف بالمشكلة والجلوس مع الأطباء لإيجاد حلول لها فقد سخرت الدولة كل أجهزتها الإعلامية واقلام كتابها وعلماء سلطانها لانكارها والتقليل من أهميتها فرأينا في أجهزة إعلامها دفارات تنزل حمولتها الطبية ببعض المستشفيات...وطالعنا مقالات الهندي عزالدين ومحمد عبدالقادر التي يدينون فيها الأطباء ويتهمونهم فيها بانعدام المهنية والاخلاق والضمير وسمعنا أئمة المساجد في خطب الجمعة يصورون الاضراب بالعمل المنكر ويذكرون بحرمة الخروج عن طاعة ولاة الأمر. .... انه من السذاجة أن بعتقد وزير الصحة أنه قد يخدع المواطن بان الحكومة قد اوفت بشرط توفير المعدات برؤية المواطن لبعض الدفارات تنزل حمولتها ببعض المستشفيات ....وهو يعلم كطبيب وكمستثمر في المجال الطبي أن القطاع الصحي يحتاج لتوفير المعينات بصورة مستمرة ..وكان واجبا عليه الاشتراط علي وزارة المالية تخصيص ميزانية متفق عليها تسلم حالا لوزارة الصحة وتكوين لجنة من الاطباء للاشراف علي الصرف علي الضروريات لضمان توفر هذه المعينات بصورة مستمرة.....أن إرسال بعض...الأغراض لبعض المستشفيات مع التركيز الإعلامي عليها بمثابة الهاء طفل عن البكاء بحشر قطعة لولي بوبا في فمه ان التواجب المتعاظم مع مطالب الأطباء من كل الفئات النقابية بالداخل والخارج وفتاوى بعض رجال الدين كفتوي الشيخ عبدالحي يوسف يوكد عدالتها وضرورة تنفيذها ....وعلي الحكومة التعامل معها بواقع وجدية قبل أن يلحق بقطار الأطباء الكثير من القطاعات التي هي ليست بأحسن حال من الأطباء من مهندسين ومعلمين وعمال وزراع وطلاب ...عندها لن يفيد الحكومة عض بنان الندم [email protected]