اجزم انه لو كان للقائمون على أمر اقتصادنا (قليل بصيرة) كبصيرة (أم حمد) الشهيرة، ما كان بلغنا من الحال هذا السوء الذي نعيش فيه، ولمن لا يعرف أم حمد وبصيرتها، يقال ان ثوراً ادخل رأسه في زير ماء ليشرب منه، فعلق رأسه بداخله ولم يتسطع ان يخرجه، فتجمع حوله الناس وحاولوا الامر نفسه ولكنهم فشلوا ايضاً، وبعد عدة محاولات فاشلة هدأ بهم التفكير الي إستشارة بصيرة ذائعة الصيت تسكن قريتهم تدعى (أم حمد)، وفعلاً أرسلوا للبصيرة لتحضر وتحل لهم هذه المُعضلة وعندما جاءت البصيرة أشارت لهم بقطع رأس الثور من خلال ذبحه ففعلوا ولكنهم لم يستطيعوا إخراج الرأس من الزير ، فقالت لهم اكسروا الزير، فكسروا الزير وبذلك فقدوا الإثنين معاً الثور والزير الذى لم يسلم، فأصبح مضرباً للمثل. ازعم أن الناس تنكروا عن قصد او دونه لجميل أم حمد التي ببصيرتها المسؤولة اشبعت قريتها من لحم الثور المذبوح مقارنة ببصيرة (زولنا) الذي ذبح ثورنا - اقصد - اقتصادنا، ولم يذق احد لحمه قط ،وللتاريخ فان تعويم العملة الوطنيه، اي قصة استشهاد (جنيهنا البطل) الذي وافته المنية غرقاً في بحر الدولار العام الماضى بفعل بصيرة من لا يبصر شيئاً غير الكرسي الذي يجلس عليه، سيظل وصمة عار في جبين من صنع هذا القرار في بنك المركزي ووزارة المالية والي يوم الدين. سنحكي للاجيال سيرته وبصريته الظلماء،وكيف كانت لذبحيته نتائج وخيمة على الاقتصاد والعباد!، وكم اكتوت الغلابة بنارها التي لاتزال جرحها ينزف في جسد المواطن المسكين حتى هذه اللحظة، وهذا ما لم تفعله أم حمد بأهل قريتها المحترمين، واستغرب باي منطق صنع الناس منها مثلاً ساخر؟ في حوار اجريته قبل يومين مع رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان القومي "قوج مكواج"، قال فيه ان مستوى التضخم في البلاد وصل الي 700% واذا لم يحدث اي تحسن اقتصادى فيتوقع ان يبلغ التضخم ال"1000%" بنهاية هذا العام، وبهذا يصبح عملتنا الوطنية فقدت قيمتها كلياً على حد قوله، وانا اوافقه الراي، ولكني اختلف معه في توقيت موت (الجنيه) اي المعياد الذي حدده لفقدان العملة الوطنية فيها لقيمتها نهائياً، فهي في الواقع (ميتة) منذ ان ترك البرلمان امرها لتقررها بصيرة (زول) البنك المركزي ووزارة المالية، الذي لم يكن باي حال من الاحوال قدر (ام حمد) في المسؤولية،. وبسببه اصبح الكل في بلادنا يبكي علي اللبن المسكوب، الله يجازي الكان سبب. وألقاكم. سايمون دينق [email protected]