نائب رئيس المؤتمر الوطني بغرب دارفور كان حاضرا في صحف الأمس..الزعيم المخضرم مارس عادة تكسير الثلج ثم طالب فقراء ولايته واغنياءها بتسديد الحساب..النائب المحترم نشر إعلان طويل وعريض يهنيء فيه رئيسه المباشر بنيل درجة الدكتوراة في مجال الحماية القانونية من إحدى الجامعات السودانية العريقة..المهندس ابراهيم شمر لم ينس أحد قادة الحزب الكبار والا جاء به في لوحة العرفان للامير أبوالقاسم بركة والي غرب كردفان..سمو الأمير هذا لقبه وليس جزءا من الاسم ولكن يبدو أن الوالي المبروك لاتكتمل سعادته إلا بذكر اللقب الجديد الأمير الدكتور. لكن اول البارحة كان وكيل نيابة شجاع يضع فاصلة جديدا في العمل الحزبي في السودان..حيث قررت النيابة العامة بولاية الخرطوم تعيين مراجع مالي جديد ليراجع حسابات الحزب الإتحادي الديمقراطي.. جاء القرار على خلفية شكوى قدمها المواطن خالد الفحل مشككا في القوائم المالية التي قدمتها قيادة الحزب عبر مراجع آخر..أهمية القرار انه يضع يده على عش الدبابير..لفترة طويلة كانت الأحزاب تعتبر أموالها داخل اطار ملك اليمين..لا أحد غير الزعيم مخول له النظر إلى داخل الجيب الحزبي..الرجل الأول يجيب البقرة من قرونها ثم يتولى الحلب بنفسه. هل تصدقون أن الحزب الحاكم الذي أعلن فطامه من لبن الحكومة الشهر الماضي لايملك حتى الان امانة مالية تتولى تدبير المال..معظم الصرفيات تمرر عدا و نقدا..الشيخ احمد عبدالرحمن حينما سألته الزميلة التيار ذات عام عن من يمول الحزب الوطني..رد الرجل الصادق من غير تردد( الدولة)..منطق الشيخ انهم حزب كسائر أحزاب العالم الثالث. حزب الأمة الكبير إبان إنتخابات عام 2010 تلقى دعما سريعا من الحزب الحاكم..كل الدفعيات تمت تحت جنح الليل..الأنصار استخدموا القاعدة الشعبية( أكلوا توركم وادو زولكم)..بعد عمليات الاستلام انسحب حزب الأمة من السباق الإنتخابي عد المبالغ المدفوعة خصما من الأصول التي صدرت عشية وصول الانقاذيين للحكم ذات ليلة ظلماء..الحزب الذي تخضع حساباته للتدقيق أقر رسميا انه يتلقى معونات من الحزب الحاكم (جدا). في تقديري أن الوقت مناسب لإجراء اصلاحات في بنية الأحزاب حتي يتحقق شعار القومية والشفافية..الآن أي مواطن بمساعدة عشرته الاقربين بإمكانه أن يسجل حزبا يحجز به مقعدا اماميا داخل قاعة الصداقة..بل بإمكانه أن يتاجر بتلك اللافتة ويتلقى عونا أجنبيا أن أراد..الخطوة الأولى في الإصلاح أن تصبح الأحزاب مؤسسات مجتمعية ينفق عليها الناس..تأسيس اي حزب جديد يحتاج إلى توقيع مائة ألف مواطن..التوقيع يكون حقيقيا والرقم الوطني..على أن نضع حد أدني لكل ولاية لا يقل عن ألف مواطن..عبر هذه الآلية ستموت أحزاب الزينة تتمدد الأحزاب القومية والقوية..هذه التوصية لن تعبر عبر توصيات حوار قاعة الصداقة لأن أغلب المكونات المشاركة في ذاك الاحتشاد تحمل تلك الجينة المسببة للشلل السياسي. الخطوة الثانية في الإصلاح تقتضي وضع منهج محاسبة شفاف وصارم..كل حزب معتمد يكون له حساب بنكي وينشر تقرير مالي سنوي مراجع من مكتب مراجعة معتمد..مثل اعلانات المصارف التجارية يكون التقرير مبذول للعامة ومن الأفضل أن تكون هنالك صفحة إلكترونية في مجلس الأحزاب تتولي الإشهار..مثل هذه الأضواء تمنع أن تكون السياسة منطقة جذب للانتهازين..ذلك يكون مرتبطا أيضا بالمؤتمرات الراتبة تحديد الدورات الرئاسية على مستوى الحزب. بصراحة..الآن أفضل وظيفة في السودان هي رئيس حزب..لهذا تجد قادة مثل الإمام الصادق يجلسون على العرش لأكثر من خمسين عام..مولانا الميرغني فقد كل الشهوات ومع ذلك ظل محتفظ بمنصب الرئيس في حله وتسفاره ..لا اظنكم تحتاجون لمزيد من الامثلة. [email protected]