كلما تحاول ان تصمت الا ان المسألة اصبحت لاتحتمل ، والبلايا تحيط بنا من كل جانب ، حتى اتهمنا النائب ابوالبشر بأن الله يعاقبنا بسبب ضعف ايماننا ، لذلك حل بنا الجوع والمرض والنقص في الثمرات. لكن نسأله لماذا العقاب الالهي يصلنا نحن المسلمون الفقراء ويترك هؤلاء النصارى والملحدين والذين لايؤمنون بوجود الله في الاصل. مع اننا نصلي اوقاتنا الخمس ونصوم رمضان المبارك وندفع الزكاة التي تؤخذ منا بالقوة رضينا ام ابينا. الا ان البلايا تأتينا من دون البشر الذين لايخافون الله ، وهم يدعون الاسلام. وقد لفت نظري اليوم خبر قصير ، بقدر ما اضحكني ابكاني ، مفاده بأنه قد تم تغريم ست شاي 500 جنية بحجة انها تعمل اثناء صلاة الجمعة. معظم النساء اللائي يقمن ببيع الشاي يقمن على أسر بسبب فقدان العائل سواء بالطلاق او الموت. وهذا العمل الشاق الذي يتم في الشمس وفي العراء ويتحملن حرارة الصيف وبرودة الشتاء وامطار الخريف. وبدلا من وعظ هذه المسكينة وتنبيهها بالتي احسن ، يتم خصم هذا المبلغ الذي تشقى من اجله طوال اليوم وتتحمل ما تتحمل من معاناة حتى توفر لقمة العيش لأسرتها. ومن الممكن انها لاتدرى أنها خرقت القانون ، ومثل هذه الاشياء تنم عن ان كل شخص في بلدنا يأخذ القانون بيده ويفعل ما يشاء، حتى القاضي الذي اضاع زمنه مع هذه المسكينة هناك من تحايلوا على القوانين واستولوا على المليارات ولا احد يسألهم. وهذه تذكرني واقعة حدثت في سوق قندهار عندما طلب احد المسؤولين من ستات الشاي وبائعات الطعام استبدال العناقريب لأنها غير مطابقة للمعايير وباع لهن عناقريب جديدة حتى يستفيد من هذه الحلقة الاضعف في المجتمع. وبدلا من القيام ببهدلة هذه الفئة من المجتمع يجب علينا القيام بدعمها وتشجيعها للعمل وكسب رزقها بالحلال. مثل اعفائهن من رسوم تجديد الرخص وكافة المعاملات الحكومية ، وتوفير اماكن لهن مؤهلة بكافة التسهيلات مثل المياه النقية والكهرباء مجانا ، بدلا من قيام اليسع بتأجير الارض لهن بالشبر. رأفة بهن يجب أن نقوم بتوفير الحماية لهن وايجاد خط ساخن لتلقي الشكاوى منهن ، لأنهن يتعرضن للكثير من التحرش ومحاولة استغلال ضعفهن. لأن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام اوصانا خيرا بالنساء في خطبة الوداع. بالإضافة إلى توفير فرص للتدريب حتى يستطعن تطوير مهنتهن والارتقاء بها. وحمايتهن من الدخلاء ومن الاجنبيات اللاتي تغولن على ارزاقهن. ومساعدتهن باقامة نقابات تحمي حقوقهن وادخالهن في مظلة التأمينات الاجتماعية ، ومنحهن تأمين صحي لهن ولأسرهن. وتوفير السلع لهن عن طريق الشراء الجماعي حتى يتمكن من تعظيم الربحية. وإن كان هناك مآخذ على البعض نحن لسنا في المدينة الفاضلة ، لذلك يجب ان نعمل على معالجة الظواهر السالبة في هذه المهنة والارتقاء بها وتعليمهن كيفية الاهتمام والنظافة والصحة والسلامة وكيفية حماية البيئة. وتعليمهن اساليب الضيافة الحديثة ، ومن الممكن أن يكن وجهة سياحية ، من خلال اتباع العديد من الخطوات البسيطة التي تدعمهن وتوفير تسهيلات من خلال المصارف والمؤسسات المالية بفوائد أقل وشروط ميسّرة دون الاضرار بهن لأن المدخول من هذه المهنة في الغالب غير كبير. كنان محمد الحسين [email protected]