يربط الخبراء انتشار مرض السكري بالتغذية غير الصحية والخمول وزيادة الوزن ونمط الحياة عموما، وتشهد معدلات مرض السكري انتشارا في جميع أنحاء العالم، وتشير الدراسات إلى ازدياد مخاطر إصابة الأطفال بهذا المرض، لكن رغم ذلك يعمل العالم جاهدا في خفض الإصابة، وإيجاد الدواء. السودان واحد من الدول التي بدأ مرض السكري ينتشر فيها، ويزداد عدد المصابين سنويا بصورة مذهلة؛ بسبب سياسات الدولة الداعمة للفقر والجوع والإحباط واليأس، وكل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، التي لا تساهم في زيادة نسبة المصابين بالسكري- فقط- بل والضغط، وأمراض القلب، والسرطان، وأمراض أخرى- لا تعد ولا تحصى. في السودان يزداد عدد المصابين بالسكري يوما بعد يوم، ورغم هذا لا يجد أغلب المرضى الرعاية الصحية في أدنى مستوياتها، والدليل ضعف الاهتمام حتى بالتثقيف الصحي الذي يفترض أن يكون مستمرا طوال العام لكن وزارة الصحة- كعادتها- لا تهتم بشيء من واجبها. يقول المختصون: إن هناك 50% من مرضى السكري في السودان لا يعلمون بإصابتهم لكنهم لم يفسروا السر وراء ذلك، هل هو الجهل بالمرض، أم غياب دور الدولة فيما يتعلق بالرعاية الصحية، أم لانشغال الناس بالحياة، وإهمالهم صحتهم، أم لكثرة الأمراض، وتشابه أعراضها، أم لسوء التشخيص؟، فالأمر يحتاج إلى وقفة حقيقية. كشق مدير مركز جابر أبو العز التخصصي في احتفاله باليوم العالمي لمرض السكري تسجيل 7 آلاف حالة يترددون على المركز بواقع 400 مريض في اليوم، منهم 200 يحتاجون إلى مقابلة اختصاصي جراحة، و100 اختصاصي باطنية، و100 عيادات أُخر، وقال إن 4% من المرضى من الولايات، وحذر اختصاصي الغدد الصماء من مضاعفات السكري خاصة على العيون حيث يعاني ثلث المرضى من انفصال الشبكية، الذي تسببه مضاعفات المرض، هذه الإحصائيات لا تؤكد غير شيء واحد- فقط- هو ضعف الرعاية الصحية، وإلا لما احتاج المرضى إلى تدخل اختصاصيين آخرين خاصة الجراحة، وما جاءوا من الولايات إلى الخرطوم. الحقيقة أن السكري مرض صديق- كما يقولون- أهم المتطلبات التي يحتاجها الشخص هو الغذاء المناسب، وفي السودان أغلب مرضى السكري بل حتى الأمراض الأخرى هم فقراء تواجههم مشكلة الغذاء جزءا مهما من الرعاية الصحية؛ لأن أنواع الأطعمة المتوفرة، وفي متناول الجميع لا يجب أن يتناولها مرضى السكري لكنهم مضطرون لعدم توفر البديل، وعليه يصبح أهم سبب في تدهور الصحة هو الغذاء. الأطفال الذين تقول الدراسات: إن المرض بدأ ينتشر بينهم بصورة مخيفة يحتاجون أن تراجع الدولة سياساتها تجاههم- إن كانت تسمعنا- لأن انتشار المرض بين الأطفال له تفسير أكثر إيلاما. الظروف التي وصل إليها حال السودان اليوم جديرة أن تجعل الشعب كله مصابا بالسكري؛ فالبلد- كلها- ضغوط ومشاكل وفقر وجوع، وعليه الجميع تحت تهديد السكري، وكل إمراض الغبينة، والغيظ، والهم. التيار