فى مكان ما من جمهورية ابتلاستان بعمامته الضخمة وكرشه المتضخمة يجلس تاجر العملة مع صديقه صاحب مطاحن الدقيق تتعالى ضحكاتهما وهما يتابعان اخبار رفع الدعم الذى تم بمبرر جلب المال لخزينة الدولة : ههههه لا كده مية مية ياسلام الخزنة حتتملى عندى كمية دولارات كبيرة جات معاى تمام : نفس الفهم الدقيق كميات راقد فى المخازن يومين تلاتة كده نزيد سعر الرغيف وكل الحاجات المرتبطة بالدقيق ياسلام ياخ ده ذكرنى بالمثل بتاع رب ضارة نافعة وبضحكة عالية : ضارة نافعة مش كده بالله ؟ ثم : يلا ياولد ارفع الصينية الفيها الخروف المحشى دى جيبها هنا وبعدين ماتنسى البارد وجهز الشاى والقهوة والشيشة مع المعسل يلا اتحرك جيب الدعم سريع. فى اماكن اخر تجتمع مجموعات من الديناصورات منها ما يجتمع بهدف اقناع المواطن بجدوى ما اسموه الاصلاحات الاقتصادية وما يجتمع بهدف اقناعه بضرورة التحرك لتغيير النظام ليجيئوا كبديل فاشل اخر بكل بساطة ! فى مكان اخر ليس بذات الاتساع و الفخامة والرفاهية يجلس واحد من الناس امام التلفاز ليطل عليه احد اصحاب التصريح المعتاد : الاصلاحات الاقتصادية تهدف لتحسين مستوى حياة المواطن واعلاء شان الوطن (مالازم يبقى طوالى عالى فهو اصلا شىء غالى والغالى بغلاتو يضوقك حلاتو وكده ! ) . اخذ يتجول ما بين القنوات ليتوقف عند خبر يقول : رئيس البرلمان يوجه النواب بعدم اللعب بالموبايل يعنى المشكلة بقت فى نوعية الالعاب ! كانت هنالك صحيفة بجانبه مد يده فتحها ، تصفحها : نائب برلمانى : مافى شىء بيرفع سعر الدولار غير التجار اللى بيشتروا كريمات واحتياجات البنات (بس كده ! يعنى المشكلة مافى السياسات الاقتصادية الفاشلة وقلة الانتاج ولا فى البيئة الاستثمارية الطاردة و الرسوم الباهظة و الصادرات الاقل من الواردات ! ) مضيفا ان الاقتصاد هو ان تعمل ميزانية لنفسك يعنى لو بتاكل كيلو لحمة اكل اقل والدولة ليست مسئوليتها ان تجعل المواطن غنيا ! يطالب المواطن بتقليل اكل اللحوم والفواكه لتخفيف اعباء المعيشة ! . يضع الصحيفة جانبا ليقول بصوت عالى : ليست مسئوليتها ان تجعل المواطن غنيا وربما ليست مسئوليتها ان يجد المواطن ماياكله او لايجده (لاغرابة فقد صرح مسئول المالية بان لاعلاقة له بقفة الملاح التى هى من صميم عمله ! ) وكذلك ربما ليست مسئوليتها ان يجد علاجا او لايجده ، لحمة وتفاح يامرتاح ! هو انا برضو بتاع الحاجات دى ؟! . [email protected]