(1) اذا كنت مكان النشطاء والقوي المدنية التي نظمت العصيان المدني لشكرت الشعب السوداني علي وقفته الصلبة وتجاوبه مع العصيان ، وأسدلت الستار علي هذا المشهد الكبير في تاريخ السياسة السودانية بختام يليق به ، فنحن شعب يعرف البدايات ولا يُحسن الخواتم . (2) اذا كنت مكان الحكومة بدلاً من الشماتة والاعتقالات وتحميل المعارضة مسؤولية هذه الاضرابات ، لشكرت الشعب السوداني علي هذه الرسالة الحضارية ، وسحبت البساط بأناقة بخطاب من رئيس الجمهورية ، يقدم فيه للشعب السوداني اعتذاراً عن سياسات الانقاذ الاقتصادية التي انهكت الشعب ويقدم وعوداً صريحة وجادة بان يراعي الله في هذا الشعب المؤمن ، ولا بأس ان يكذب علينا كذبات بيضاء ولكن بلغة مختلفة وبدرجات اقل ، لا يليق بكبير الاسرة السودانية ورئيس الجمهورية مهما كانت الرسالة الاستفزازية التي يريد ان يرسلها للمعارضة السياسية ، ان يعلن الشعب العصيان ويسافر هو لحضور سباق الفور ميلا . (3) اذا كنت مكان الاحزاب السياسية لأغلقت دورها لستة اشهر قادمات وحولتها الي مسارح ونوادي للشباب السوداني ، وذهبت بقياداتها الي دار المسنين ليعيشوا حياة كريمة تليق بهذا العمر الذي لا يستطيع فيه الانسان ان يحول رأسه من علي مخدته الي الجهة الاخري . (4) اذا كنت مكان الحركة الشعبية لاستبدلت خطاب التطمينات للإسلاميين والشعب السوداني بأفعال حقيقية ، الشعب انتظر الحركة الشعبية لثلاثة سنوات من اجل اطلاق سراح عشرين اسير فقط وما زال ينتظر ، خطاب التطمينات يحتاج الي افعال استاذ ياسر عرمان . [email protected]