*كيف يسمح لفنان أن يتغنى بأغنيات عدد كبير من عمالقة الفنانين دون أن يتسلم إذنا أو سماحاً من الملحنين والشعراء من أصحاب هذه الحقوق، كيف يسمح له ضميره أن يوزع على الناس برتقالاً من حدائق أغنيات لا يملكه ، وعدنا أمين عام المصنفات الأستاذ بشير سهل أنه سيسعى إلي وقف هذا الحريق قبل أن يتمدد، ولكن يبدو لي أن الأمين العام لو استعان بالنيلين معا لإطفاء حريق هذه القرصنة فإنه لن يتمكن من ذلك، إذن ليس أمامنا إلا أن ندعو الله أن يمن علينا بصبر جميل. *قام عدد من طلاب إحدى الجامعات في المملكة العربية السعودية بزيارة لمعلمهم السوداني المريض للاطمئنان على صحته، فوجدوا أمامهم الشاعر الراحل صديق مدثر يستقبلهم على عتبة الباب، فسألوا عن معلمهم فقال لهم بسخريته المعهودة إنه نسبة لسفر عائلته في إجازة دلف إلى المطبخ قبل لحظات ليعد لنا وجبة الغداء، ثم نادى الشاعر الكبير على المعلم الذي خرج عليهم من المطبخ ولسانه يلهج بالشكر لأبنائه الطلاب، وفي الطريق أخذ كل طالب يقول للآخر ما أعظم تواضع العلماء من السودانيين. *قام الشاعر المعروف حسين عثمان منصور باتهام الشاعر حسين بازرعه بأنه قام بسرقة فكرة أغنية (ليالي القمر) من شاعر لبناني، وكعادته دائماً لم يرد عليه قيصر الأغنية السودانية بكلمة، بل أكد لأصدقائه أن الأيام كفيلة بالرد عليه، ذات مساء تعرض حسين عثمان منصور إلى وعكة مرضية دخل بسببها المستشفى، إلا أنه لم يصدق عينيه وهو يرى القيصر، هو أول من جاء أمامه، جاء للإطمئنان على صحته، وبعد خروجه مباشرة أخذ يقول لكل من يقابله لم يكن شفائى من أدوية تناولتها، ولكن شفائي كان بزيارة أكرمنى بها أجمل الشعراء حسين بازرعة * تعرض أحد المعلمين إلى ظرف مادي صعب دفعه إلى القيام بطلب سلفة من أحد طلابه على أن يردها إليه في أقرب وقت ممكن، لم يتردد الطالب في مد يد العون لأستاذه حيث قام بتسليمه المبلغ المطلوب كاملاً، ثم توالت الأيام دون أن يتذكر الأستاذ أن عليه ديناً واجب السداد، وقد عز على الطالب أن يتحدث إلى أستاذه في ذلك، عسى أن يجد من خلاله مخرجاً، أثناء أمسية شعرية شارك فيها عدد من الأساتذة والطلاب، وقد كان من ضمن المساهمين فيها هذا الطالب، أستاذ هذا الطالب قام بتقديمه كواحد من طلابه الموهوبين في كتابة الشعر، إلا أن الطالب قبل أن يصل إلى المنصة لتقديم قصيدته عرج على أستاذه وهو يهمس في أذنه قائلاً نعم أنا (طالبك..وطالبك في نفس الوقت)، وفي اليوم التالي قام أستاذه بسداد المبلغ. * إن هناك اعتقاد سائد بين عدد من مواطني كسلا أن طائر الخداري يحمل أجنحة مباركة، ما أن يهبط بها على منزل في المدينة إلا وبشره بفرح قادم، ثم مضت السنون لتكشف لنا أن ما يحكون به عن الخداري أصبح مجرد وهم بين الأحباب في مدينة كسلا، وذلك بعد مشاهدتهم لأجنحته المباركة تهبط على كثير من منازلها دون أن تفعل فعلها في الإتيان بأعراس للعذاري، الشيء الوحيد الذي خرج به الخداري منتصراً هو أن أجنحته وجدت حماية من بنادق الصيادين، بإعتبار أنها أجنحته مباركة تصطاد من يصطادها. * قال لها هل تعلمين إن الموجة بلمستها الرقيقة قادرة على تفتيت صخرة صماء، وأن الوردة قادرة على مواجهة أعتى الرياح إذا كانت مؤمنة بأنها لم تخلق إلا للتأمل وليس للمتاجرة بما تحمله من عطر.. وأن المحبة قادرة على تحويل العداوة إلى ملامح طفلة صباحية الإبتسامة، وأن التسامح قادر على الارتقاء بالإنسان إلى درجة تمكنه معها أن يلمس السماء.. وأن المستحيل يمكن أن يكون ممكناً لو تكرمتي أن أتأمل عيونك قليلاً عن قرب. هدية البستان مجلسنا ناقص زول من روحي شايلنو عارفنيي ما بقدر لحظات أغيب عنو اخر لحظة