أيام قلائل بعدها سيغادر الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما وعائلته " البيت الأبيض " إلى قصر فخم يحتوي على تسع غرف في أحد الأحياء الراقية في واشنطن.ورغم احتفاظ أسرة أوباما بمنزلهم القديم في ولاية شيكاغو، الا أنه أكد أن إقامته وأسرته في واشنطن سوف تستمر حتى تنتهي ساشا، ابنته البالغة من العمر 14 سنة، من دراستها في مدرسة سايدويل فريندس في 2018. معظم الأمريكيين سيتذكرون رئيسهم السابق " أوباما " بمشاعر قد تكون متضاربة ، إلا أن المؤكد سيتذكره الغالبية العظمى من الشعب الأمريكي بالخير والسعادة ، لأشياء كثيرة غيرت مجريات حياتهم وكثير من واقعهم المعيش : * إن الهزة العنيفة التي هزت الاقتصاد الامريكي في العام 2008م استطاع الرئيس السابق " أوباما " وبكل ثبات تجاوزها بسلاسة أدهشت الشعب الأمريكي والمسئولين الامريكيين . * لم يتدخل عسكريا في سوريا لأنه تعلم الدرس من العراق، ووصف قراره هذا في أوساط الشعب الأمريكي بأنه من أفضل وأحكم القرارات على الاطلاق بل كان الممول الأكبر في العالم لإغاثة اللاجئين السوريين، حيث أنه يقدم لهم نصف مليار كل سنة، بينما العرب والدول الأخرى لا تفعل شيئا . * إن الوظائف في عهده كانت في تصاعد مستمر ودون توقف فمنذ اوائل 2010م تم ايجاد نحو 16 مليون وظيفة جديدة ، وارتفعت الاجور بنسبة 3% * وضع خطة صحية عرفت باسم " أوباما كير " لنحو 20 مليون امريكي من الفقراء وذوي الدخل المحدود ساعدتهم على الحصول على تأمين صحي وانقذت كثيرين منهم من أمراض خطيرة ما كانوا يحلمون بمعالجتها من دون خطة أوباما الصحية . * سيتذكره ملايين الأمريكيون من أصل افريقي ولاتيني والمسلمون بأنه حصن لهم مواقعهم في العمل دون تمييز وساوى لهم مرتباتهم واجورهم بنظرائهم في القطاع الخاص . * حارب بالفكر والمنطق العنصرية التي كان يراها "عاملا تقسيميا" في المجتمع الأميركي، ودعا إلى تعزيز القوانين لضمان العدالة بين الأعراق، وقال إنه يجب رفض كل المحاولات "لكسر الرابط المقدس الذي يربط بين الأميركيين". ثم تعهد بروح عاليه لا تكمن فيها حب السلطة بانتقال ديمقراطي وسلس للسلطة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترمب يوم 20 يناير/كانون الثاني الحالي. هكذا يستطيع الحاكم أن يحصد ثمار جهوده من خلال مشاعر الاحترام والمودّة والثقة العميقة والصادقة التى يكنّها له شعبه . وسخاؤه يمتد إلى خارج الحدود بتصديره للديمقراطية وحرية التعبير . وإنهم بغض النظر عن مكانتهم الدينية والدنيوية أثبتوا للعالم أنهم أصحاب عدل ومساواة وديمقراطية وأيادٍ بيضاء لشعوبهم على وجه الخصوص . [email protected]