* مَن حِرفته الموسيقى وله براعة في تأليف الألحان ، أو من برع في التأليف الموسيقي والعزف يعرف بالموسيقار ، ولما نقول موسيقار أول ما يتبادر إلى ذهني موسيقار الأجيال الفنان المصري الراحل محمد عبد الوهاب ، حكاية مصر هذه بالضرورة نأخذها معنا بإعتبار أن مصر والسودان شعب واحد (شعب وادي النيل) ، العلائق التي تجمع بين شعبي هذا النهر العظيم *أكبر مما تفرق ، وأكبر بكثير من كل ما يجمعنا بسائر الشعوب الاخرى ، رغم الهنات التي تحدث مؤخرا والتي تتناقلها الكثير من وسائل الإعلام ، ولكن تظل العلائق إمتداد وهي قديمة ربما منذ تقديم مذكرة مؤتمر الخريجين للضيف الزائر حينها رئيس الوزراء علي ماهر والتي كانت سببا للجفوة بين الحكومة الريطانية وقادة المؤتمر ، العلائق متأصلة* لا نستطيع نفيها* لمجرد خلاف عابر *ومن يؤلف قلوب الناس ويقودهم ب(فن الممكن) ، كمن يؤلف الألحان والموسيقى والعزف ببراعة ، ومن لم يصنع الجمال أو يتماهى معه فهو في حاجة لمراجعة ووقفة مع الذات *حافظ عبد الرحمن كموسيقار هو أحد صنّاع الجمال في بلدي و(الناس في بلدي يصنعون الحب ) ، تمكن حافظ أن ينقش إسمه عاليا في سماوت الإبداع والجمال والموسيقى ، فحلّق حاذقا ومجيدا في دنياوات الفلوت ، عرف كيف يطوّع هذه الآلة التي ينفخ عليها ويجعلها تنداح نغم شجي وآسِر *هذا السحر يقودنا إلى الموسيفار اليوناني الساحر (ياني) الذي يأخذك بما بعد حواسك الخمس بمقطوعاته الموسيقية الكثيرة والجميلة *قال الفيلسوف أورباخ : (الموسيقى تغسل الروح من غبار الحياة اليومية) ، ونحن أحوج ما نكون لصور جمالية تزيّن لنا القبح الذي نراه في كثير من الأماكن ، لكلمات جميلة توازن لنا هذه النفس الإنسانية ، وتلك ربما هي فلسفة (القول الحسن) ، (الكلمة الطيبة) ، (فليقل خيرا أو ليصمت) إلى آخر المحفزات البشرية والربانية *ليس بعيدا عن عبد الوهاب وياني وحافظ يشكل صاحب سوداني أسمراني عاصم الطيب حضورا طاغيا خاصة بما تغنى وتغزل في (السوداناوية والسمرة والحنين ) هذا الثلاثي الذي يجمّل لنا الكثير من صور القبح بصورة أخص في الخارج (الغربة) ، والذي يجعلنا دائما نشبه ونتشبه ببعض فضلا عن صفات أخرى كثيرة . سوداني أسمراني بحنانو إحتواني *محطة أخيرة الإمام الغزالي: (من لم يهزه الربيع وأزهاره والعود وأوتاره فاسد المزاج ليس له علاج ) . [email protected]