فكل طرف من الاطراف الفاعلة في الشرق الاوسط يتهم الطرف المناوىء له بدعم التنظيم والمسؤولية عن قيامه بحيث يصعب على الانسان العادي التمييز بين الحقيقة والدعاية. فهي بكل تأكيد لم تأت من السماء ولم تأت من أبوين غير شرعيين ... خرجت داعش من بطن الكتب وتناسل فكرها حتى أصبح كالبعوض في كل مكان في العالم لقد تهاون العالم كله وخاصة العالم الإسلامي في ردم مستنقعات التراث فترة طويلة فخرج منها هؤلاء وإنتشروا حتى وصلوا في العام الماضي على بعد خطوات من قبر الرسول عليه الصلاة والسلام ... كما قتل شابين أبويهما بفتوى تجوز قتل الأبوين المشركين لأجل الفوز بالجنة كما قال أحد شيوخهم ... كما خرجن فتيات حسناوات من بيوتهن من السودان وتونس وكثير من بلدان العالم للإنضمام لهذا الفكر الضلالي من غير موافقة أولياء أمورهن وهذا يتنافى كليا مع تعاليم الدين الإسلامي وكلها كانت بفتوى من شيوخهم بجواز ذلك الآن يحاربون داعش في سوريا والعراق وليبيا وفي كل العالم بطريقة ليست ناجعة بل قد تجعلهم أكثر إنتشارا وخطرا جدا على مستقبل البشرية جمعا لأنهم سيواصلون التمدد خارج المستنقعات وعندها سيصعب جدا الحد من خطورتهم على الناس جميعا ... والسودان ليس بمناى عن هذا الخطر فإن أردتم محاربتها حقا وهزيمتها في مهدها عليكم بردم هذه المستنقعات التراثية وليس ردمها بالطائرات والقنابل بل بالأفكار وبالدين الصحيح وردم الموروثات الفقهية البالية التي شوهت الإسلام (فداعش) أصلها من هذه الأحاديث الفقهيه الموروثة التي لم تثبت صحتها وعليكم بالتوقف عن إتباع شيوخ الإسلام كما أسموهم والذين أجازوا تكفير الناس وقتلهم وتقطيعهم وتفجيرهم وكأنهم خلقوا ضد إرادة الله تعالى لن تهزم داعش بالسلاح وماهي إلا عمليات تفريق لها ستصيب العالم كله بعدوى الكراهية التي تتبناها هذه الجماعة إن أردتم حماية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام فعليكم أن تحموا أولا سنته الصحيحة من ألاف الأحاديث المغلوطة والمقولة عليه مركز أبحاث الرعاية والتحصين الفكري بمجمع الفقه الإسلامي في السودان إسم جميل وأهداف نبيلة فما هو دور هذا المركز وكيف تعاطى مع هذه الأحداث ومع هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد المجتمع والعالم بأسره .. أنّ المركز حاور (40) موقوفاً في خلال الأسبوع الماضي ( 30 ) منهم عدّلوا عن أفكارهم وعادوا لحياتهم بشكل طبيعي، بينما فشل في إقناع الآخرون وفقاً للمركز هذا كلام جميل جدا ، يجب أن يعرف الناس كيف تم إقناع هؤلاء المتطرفين ؟ لماذا لا يتم بث الوسائل والحجج التي تم بها إقناع هؤلاء... فهل تم بالترهيب والوعيد ؟ فهل تم إقناعهم بأسرار ولا يصح إفشائها للعامة ؟ هل تم إلغاء بعض الأحاديث التي سبب هذا البلاء وهذا الهلاك للبسطاء والسذج ؟ هل تم تجديد تفسير القراءن لهم ؟ وما هو مصير الآخرون الذين لم يستجيبوا ويعدلوا من رأيهم ؟ هل سيتركون طلقاء ليصطادوا البسطاء بقدر ما يستطيعوا ؟ كلها هذه أسئلة مهمة مشروعة ... لأن المنطق بقول كيف يستقيم حينما يقول قائل إن الكتاب صحيح لكن الذي يقوم بتطبيقه خاطئيا فهذا الرأي أعوج وغير منطقي ... أتمنى أن تبث هذه الحلقات والدروس التي وجهت لهؤلاء المتطرفين وعدلت عن أفكارهم في كل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة وفي الجوامع حتى يقتنع الذين يتعاطفون مع داعش.. وأيضا ليقطع الطريق أمام المضللين وتفشل محاولة إصطيادهم للبقية ... كما يجب أن تكون هذه الحلقات وهذه الجرعات التي تم إقناع هؤلاء بها من ضمن المنهج الدراسي ... والاصل الان أن يتم إعادة غربلة المناهج الدراسية حتى يتم إنتاج جيل جديد معافى ومنفتح على العالم نكفيه شر التطرف ( الداعشي ) كما نكفيه شر الإلحاد الذي أيضا أصبح خطرا لا يقل خطورة عن (داعش) بعد أن غابت الصراحة والمكاشفة للباحثين عن الحقيقة في ظل المعرفة المتاحة والأفكار المنتشرة ... عودوا إلى الله تعالى على حقيقة ذاته سبحانه .... وعودوا إلى الأخلاق التي بعث الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام ليتمها للناس [email protected]