أخلاق مجتمعنا صارت عنوانين للصحف تعكس انهيار الأخلاق نتيجة الفقر والقهر والكبت، واستهداف كرامة الإنسان- بحمد الله- شهد شاهد من أهل المشروع الحضاري، القيادي في المؤتمر الوطني د. محمد محي الدين الجميعابي رئيس منظمة (أنا السودان)- شهد بفشل المشروع أخلاقياً، وشعاراته الأخلاقية، والدينية لم تصلح ما أفسده دهر الإسلاميين؛ لأنها تتناسب عكسياً مع سلوك أغلبية أصحاب المشروع، الذين انطبقت عليهم مقولة ابن سيناء (بلينا بقوم يظنون أن الله لم يهد سواهم).. حقيقة أنهم يعيشون في الوهم، ويبعيونه، ويشترونه باسم الدين، والشاهد على ذلك بعد 27 عاما يأتي رجل منهم (الجيمعابي) يتحدث عن ازدياد كبير في أعداد الشواذ جنسياً، وانتشار واسع لظاهرة زنا المحارم في البلاد، ونزيد في قوله واغتصاب الأطفال. عزا الجمعيابي الزيادة الكبيرة في التردي القيمي والأخلاقي إلى انعدام القدوة الدينية، والسياسية، وارتفاع نسبة العطالة وسط الشباب- كل ما ذكر صحيح، والغريب أن الجميعابي يتحدث عن الأخلاق وذاكرة السودانيين الذين عاصروه في جامعة الخرطوم لن تنسى الجميعابي قائد إستراتيجية (تجنيد الطالبات) في جامعة الخرطوم في تنظيم الأخوان باستغلال (الوسامة .. الوجاهة)، وتمثيل دور المحب الذي يعطي كل اهتمامه للمحبوبة دون أن يصرح بكلمة (حب) ، لأنه يعلم- هو ومجموعته- أنه ويقوم بتنفيذ توجيهات التنظيم، وبعد أيام يرمي شبكته لاصطياد أخرى .. بالله هل هناك تردٍ أخلاقي أكبر من الاستهتار بمشاعر الإنسان؟، هل الجميعابي في تلك المرحلة لم يقرأ (سورة يوسف) في حلقات تحفيظ القرآن التي ينظمها التنظيم؟، وأين كان من صيام الإثنين والخميس في تلك الأيام؟، هل الآن دخل مدرسة الأخلاق وعرف الفرق بين من يخاف الله حقاً- سيدنا يوسف- وبين من يستغل وسامته لصالح دنيا يصيبها، ويأتي حاكماً باسم الدين؟. الجمعيابي أقرّ بفشلهم في امتحان السلطة، واعترافه أن كثيرا من الإسلاميين غادرت صدورهم المعاني الطيبة، وطهر اليد، وعفة اللسان، وسقوط كثير من القيادات التنفيذية.. ليس في الأمر عجب يا الجميعابي أساس البنيان لم يكن سليماً، والنفوس خربة، ومكرتم على الشعب باسم الدين والله خير الماكرين. السؤال الجوهري للمؤتمر الوطني وقادته- الذين بدأوا يتلامون- هل يحق للفاشلين أن يبقوا في السلطة، واغتراف المزيد من الفشل، أم علينا أن ننتفض للتغيير؟؛ فاستمرار الفشل يعني أن الشعب يدفع فاتورة تتناسب طردياً مع الفشل، والاعترفات من قبل الذين يريدون الاغتسال من خطيئة الإنقاذ بالنقد والهجوم، نقول لهم مخرجنا منكم التغيير الشامل لمحو الفشل، وتأسيس وطن ديمقراطي آمن من أصوات الرصاص. التيار [email protected]