قديما سجن احد الساسة السودانيين حتي ضاق بالحبس والقهر وسوء الحال والمعاملة فلما خرج كتب وصية جاء فيها ( ايها الساسه اهتموا بالسجن اكثر من اهتمامكم باحزابكم وبيوتكم فانكم حتما داخلوه)...ودعاة الكبت والبطش والقهر ينشطون الان للتضييق اكثر واكثر على الحريات ومنح جهاز الامن مزيدا من السلطات الباطشة تفتيشا وقبضا واعتقالا وتعذيبا بلا ضابط ولا رقيب فقط لان الجهاز الحاكم لا يستطيع ان يتنفس الا بخنق الاخرين ...ويتناسي هؤلاء ان الحريه ليست خصما علي احد بل هي كسبا للجميع ..كل الطغاة في التاريخ كانوا يسلكون ذات الطريق الذي ينادي به دعاة الكبت والقهر والبطش حين يبنون بيوت التعذيب ويرعون اجهزة القمع فترتد عليهم يوما ما وتذيقهم من ذات الكاس التي سقوا بها خصومهم...الشيخ الترابي داعي الحريات من ايام عبود ونميري هزم دعوته لما الت اليه مقاليد الامر والنهي مشرعا اوحدا فبني في سكرة السلطان اعظم جهازا للكبت والقهر والتعذيب فى التاريخ الحديث اتباعا لذات الفلسفة التي تقوم عليها قواعد الاستبداد والتسلط والقهر ويصدقها الحاكمون والحالمون حماية لمصالحهم ظنا منهم ان غيرهم يسعي لاستئصالهم فينشئون الاجهزه التي تنكل بالاخرين بفقه( ان البلاد مستهدفه وتحتاج الي جهاز له سنان )ومن عجب ان ذات الجهاز الذى شرع له الشيخ واقام بنيانه علي هدي البطش والقهر والكبت وسكت عن كافة التقارير التي كانت تحكي عن تجاوزاته وبيوت اشباحه وقتله للمعارضين وتعذيب كل صاحب راى ومنحه مجلس الشيخ كل صلاحيات القهر والتعذيب لم تمض سنوات حتى اعتقل الجهاز ابيه وفتشه وسجنه وعذبه بلا تهمة ولا جريمة ولم يقدمه لمحاكمه وافرج عنه بعد سنوات دون ان يقول له لم اعتقل ولم افرج عنه ..وكل العجب ان جميع الذين يستنكرون سطوة الامن عليهم وعلي حرياتهم هم ذاتهم الذين يبنون له صروح الاستبداد والفساد حين يجلسون على كراسي الحكم تنفيذا وتشريعا...ان اكبر فرية تنطلي علي اغبياء السياسه الزعم بان منح جهازا للبطش مزيدا من الصلاحيات كفيل بان يرد الاستهداف عن البلاد ..ومن المضحك المبكي ان ينادى قادة الحزب الحاكم بتوسيع صلاحيات جهازا للارهاب وبعبعا يخوفون به خصومهم وهم يعلمون ان الحكم دولة وانه سيؤول الي غيرهم ان عاجلا او اجلا فعندها لست ادرى كيف سيشعرون ... فللذين يشرعون لانفسهم ويريدون ان يمددوالاجهزة الاستبداد والكبت والقهر والتعذيب والتنكيل تذكروا ان الامر سيؤول الي غيركم يوما ما وستذوقون الويل مما كتبت ايديكم وسترون الويل مما تكسبون ..ضعوا من التشريع ما يمنع الظلم والقهر عنكم وعن الناس ولا تشرعوا للباطل ولا تكونوا اعوانا له فكم شقيتم من بطش الامن في عهود سابقات سجنا وتعذيبا وتشريدا وقتلا فاستنكرتم وقاومتم فلما ال اليكم الامر اذ انتم تسلكون ذات النهج المعوج لتذيقوا الناس من بأسكم لكن فلتعلموا ان تشريع العدل احصن لكم ولدولتكم فلا يخدعنكم احد بدعاوى استهداف البلاد فان اكبر استهداف للبلاد هو الظلم و تشريع الفساد والاستبداد وقهر الناس وكبت الحريات ..دعوا الناس يقولون ويكتبون وينشرون ويعتقدون ويعقدون ولا تحجروا علي احد بالبطش والتسلط وتوسيع صلاحيات الارهاب فرب قانون للبطش تضعوه ينتظركم ولو بعد حين.ولنسال الذين يناجون وينادون بتوسيع صلاحيات جهاز القهر والكبت والخنق متى كان الجهاز حارسا لامن البلاد ورائحة الفساد تزكم الانوف؟ متي كانت للجهاز صولة ضد الفساد الاقتصادي والسلع الفاسدة اغرقت البلاد واهلكت العباد؟ متى كانت للجهاز كلمة والادوية المغشوشة والمضروبه تقتل الناس صباح مساء؟ ومتى كان كشف الجهاز عن الفساد المالي والاداري الائن في اجهزة الدولة ومن كبار المسؤلين؟ومتى وقف الجهاز ضد تمدد الاجانب ومنحهم الامتيازات فى ارض السودان؟ يقينا اننا لم نسمع ولم نر الجهاز حارسا لامن البلاد الاقتصادي والاجتماعي بل هو حارس امين علي الفساد وتجارة لاجانب والشركات الوهمية ...فلماذا يطالب الجهاز بتوسيع صلاحياته ومهامه وهو لا يستأسد ولا يتسلط الا علي الاحزاب السياسية والمعارضين وكتاب الصحف ويسكت عن مافيا الفساد والاقتصاد والادوية المغشوشه والسيارات المعطوبه ولا يقبل ان يتحدث احد عن سوءاته؟ولماذا يريد الجهاز ان يكون محصنا من التعديلات بل و يمنح الصلاحيات التي تمنع الناس حرياتهم؟ هل لان منح الناس حرياتهم يقلص من ميزانيات الجهاز الضخمة ويقضى على مخصصات قادته ويذوب شركاته الوهمية ؟ ...ايها الساسه لن تنفعكم امننة الدوله ولن تحمي ملككم الا الحريات فاعطوا الشعب حقه واعلموا ان الحكم لن يستقر لكم الا بالعدل والاحسان [email protected]