*اكثر دول العالم العربي في تعريب الافلام الاجنبية الي مشابه عربي هي لبنان ومصر فيما اعلم ولعل جيلنا ما زال يذكر سبق لبنان في الترجمه الي العربية في الافلام الاجنبية علي الشريط مباشرة ولا زالت ذكريات معامل ( انيس وعبيد ) غضة طريه في الوجدان !!! *ولعل من اشهر تلك الافلام والمسلسلات ، مسلسل قادم من الضباب بلبنان حسب مشاهداتي ومدرسة المشاغبين المصرية الماخوذة من الفيلم الامريكي (لك حبي يا استاذي ) او (sir with love ) فرغم جدية الفيلم الامريكي ببطولة الاسود سيدني بوتيه الا ان الفكرة قولبها المصريون بذكاء ومهنية وخفة دمهم المعهوده فلا تحس بانها ماخوذه عن فيلم اجنبي ولا زالت تسيطر علي سوق الكوميديا !!! *يبقي ان اقول ان فيلم (لك حبي يا استاذي ) شهدناه في الراحلة في زمن الرحيل المذهل هذا للتاريخ والجمال سينما كولوزيوم اوائل السبعينات قبل ان ازور الكولزيوم شخصيا متنزها عام 1982 لتاكيد خصوبة انسان السودان وارضه في مهاجنة العالم ومشاركته في الثقافه والحضارة لانسان حضارته اثارها في كهوف المكسيك في حين اثارنا مره اصنام تحتاج للهدم ومرة معضلة في اشكالية التاريخ ووعي بالسياحة ورئيس وحدة الاثار بالوزارة من اوائل من اعتقل ليلة 30/6/1989!!! *علي الصعيد الوطني في مثل هذه الاعمال لم يكن منها الكثير وحتي ما ظهر جاء علي فترات متباعده لذلك لم يكن لها اثر اوترسيخ في وجدان الناس مما يذكر في التاريخ الا ان محمد نعيم سعد مع فرقة الاصدقاء المبدعة (مكسرة المجاديف ) اثبت بما لا يدعو مجالا للشك في قدرتنا علي سودنة كثير من الاعمال الاجنبية علي الطريقه السودانية بابداع باهر مجنون كجنون سعد وفرقته المشاهده في العالم العربي وخاصة الخليج في (متاعبهم الرائعه ) !!! *فقد روي سائق تاكسي عماني لسودانيين ركبوا معه بينهم (الامير) موسي الامير قائلا (انتم سودانيون مواصلا انا يوم الخميس اهيئ نفسي واشتري احتياجاتي واغادر العاصمه باكرا لقريتي لكي اسهر علي متاعب السودانية واجد نفسي مستمتعا بها ومعي اسرتي ) وهذا لا يدري معاناة هؤلاء المبدعين في بلد يحارب الابداع بالعصا الغليظه وان اجبره الابداع لخواء جرابه لاحقا ان ينحني للغناء والكرة مرغما اخاك لا بطل حيث انفض السامر من حولهم لبؤس ويباب الطرح فلم يجدوا جمهورا الا جمهور ما حاربوه طويلا حتي هزمهم بالقاضية ورغم ذلك يكون الفوز في الانتخابات بالنسب الخرافية من قاع صفصف !!! *عودا (لنعيم ) في جنونه الابداعي في متاعبه المتعبة فقد سودن بمهنية عاليه وسودانية محضة شكلا ومضمونا ولغة وحركة وتصويرا واخراجا (فيلم عالم مجنون ) الذي شهدناه ونحن طلبة بسينما الحارة الرابعه بالثورة اواخر الستينات لست ادري اهي موجودة ام التهمها استثمار الجوعي من فقراء النظام لالتهام كل موقع مما جعل نائب الامين العام السابق الراحل عبد الله حسن احمد يقول في تسريب غير رسمي (لقد خذلنا ابناء الفقراء الذين علمناهم واهلناهم ووزكيناهم للمناصب فاذا هم افسد من يمشي علي قدمين ) !!! *ابدع نعيم ايما ابداع وحبذا لو جد مساندة ليكون فيلما سودانيا وليضع طوبة في الطريق الطويل لسينما و لمسرح جاد ومهني وليبدأ طريقا في السودنه بخطي ثابته ومهنية عاليه في هذا المنحي من جوانب الحياة فما ابداه (نعيم ) في هذه السودنه ينم عن بركان من الابداع لو وجد العناية والمساندة والحرية الكاملة لان الحرية هي روح المسرح وحياته ليؤدي رسالته علي الوجه الاكمل !!! *نشد علي ايدي ( نعيم ) وفرقته علي هذا الابداع المجنون وهذه السودنه(لفيلم عالم مجنون ) علها تكون بداية عن تراكم وتقدم وليس كالسودنة أبان الاستقلال مما اورثنا ما نعانيه الان من خلل !!! [email protected]