أهدى لى الأستاذ محمود خضر , السكرتير السابق لأتحاد السباحة السودانى .. كتاب ألفه بطل السباحة السودانى والعالمى ممدوح مصطفى , مسجلا فيه رحلته الطويلة مع السباحة وما عاناه فى سبيل الحصول على الألقاب والبطولات المحلية والإقليمية والدولية . حقيقة أن الكتاب يقع فى مائة واربعين صفحة من القطع المتوسط , قامت بطباعته دار جمعة الخرطوم للطباعة والنشر فى العام 1979 م , وقد صيغت صفحاته بلغة ادبية سلسلة وبسيطة , مما جعلنى أقفز فى قراءته من صفحة إلى أخرى فى رشاقة وخفة نسيتهما زمنا طويلا , لأحتدام الأحداث ولغة التشويق العالية التى كتب بها كابتن ممدوح كتابه , مما جعل الكتاب قطعة أدبية ناصعة الديباجة مملؤة بالمغامرة والتشويق والتحديات الجسام . الحقيقة ولأول مرة أتناول كتاب بالتعليق مؤلفه شخصية رياضية , إلا أن الكتاب لفت إنتباهى وشدنى بأسلوبه السلسل والطرح الشجاع , كما أن أغلب صفحاته مثيرة لأنها جميعها كانت تغمرها الأمواج العاتية فى نابولى أو القاهرة أو جبل الأولياء , كما أن هناك سببان جعلانى اتحمس بشدة فى تقديم هذا الكتاب لقارئ الراكوبة الفطن واللماح والذى يهتم كثيرا بالمواضيع والمقالات التى تتناول القضايا الأكثر جدية , كما أن رياضة السباحة حينها كانت شهرتها لاتقل عن شهرة كرة القدم والسلة والطائرة فجميع هذه الرياضات لها محلها فى الساحة الرياضية ومحترفيها كانوا نجوما بالبطولات التى كانوا يلقون بأنفسهم فيها محليا أو دوليا , فضلا عن ان السباحة الأكثر شعبية لقرب النيل الى قلوب ووجدان الشعب السودانى بإعتبار النيل هو الملهم الأول لنا والحاضن الأول لرياضة السباحة . ثانيا : لأننى كنت من المتابعين لأبطال السباحة وأخباربطولاتها وابطالها : مثل سلطان كيجاب , سارة جاد اللة , سمير عبد الكريم وفضل سليمان إلخ .. لأنها كانت حافزا يوازى تطلعاتنا وإهتماماتنا البكر فى المجالات الرياضية الأخرى كذلك الأكاديمية . الشاهد كتاب صراع مع الأمواج لمؤلفه السباح العالمى ممدوح مصطفى , يقع كما أسلفت فى 140 صفحة من القطع المتوسط , مزخرف وموشى بصور البطولات التى خاضها مؤلف الكتاب , وقد أهدى لى هذا الكتاب الأستاذ محمود خضر سكرتير إتحاد السباحة السودانى , والذى كان له دورا ملموسا فى دعم وتشجيع السباح ممدوح حين عز الرفيق وطال الطريق . البداية من النهاية : وقبل أن أبدأ فى سرد حلقات كتاب السباح الدولى كابتن ممدوح مصطفى المثير والمشوق و الذى جاء بعنوان ( صراع مع الأمواج ) , نأخذ خاتمة الكتاب التى كتبها مؤلف الكتاب والتى جاء فيها : ( هذا هو كتابى قدمته لقرائى وإن لم تكن الكتابة صناعتى , فأنا سباح فقط , حكيت فيه قصة حياتى مع الماء , حكيتها ببساطة وكما هى دون أى تزييف أو تزيين , قلت فيها الحقيقة ولا أحسبنى تجنيت على أحد .. الرياضة ميدان رحب فيه كبير محترم للمنتصر بشرف وللمنهزم بشرف , وهدف الجميع خدمة الرياضة وخدمة المجتمع وخدمة الوطن .. آمل أن تكون كلماتى هذه قد أوضحت لك بعض جوانب معاصرتى للسباحة الطويلة قرابة العشر سنوات يا قارئى العزيز .. وعبرت لك عن بعض شعورى بالجميل لإهتمامك بمعرفة شئ عن جهودى المتواضعة وتشجيعك لها والتى ظلت محل إحترام وتقدير لشخصى .. وبإلله التوفيق ..) . ومن النهاية يبدأ الكتاب بالمقدمة الفلسفية التى قدم بها الأستاذ الشاعر والدبلوماسى الأعلى صلاح أحمد إبراهيم نقتطف لقارئ الراكوبة جزء من تلك المقدمة : ( مالى وللسباحة حتى أقدم لكتاب بقلم سباح مرموق كممدوح , وأنا الذى كما يقولون أغرق فى شبر ماء .. ألا يذكر أصدقاء لى بتوتى كيف دعونى وفى الجو أنفاس شتاء لندوة فى توتى .. طلعت على السقالة المؤدية إلى المعدية فإذا بها تتراقص تحتى .. نظرت إلى أسفل فإذا البحر دميرة .. عينة حمراء .. وبطنه طامة تحولت من كاتب إلى بهلوان وسقطت فى الماء .. ببدلتى وحيدة والديها الشعب والحكومة بما فى ذلك ربطة عنق وفى الجيب الداخلى أوراقى لحس بعض حبرها النيل العزيز إمتدت الأيادى الكريمة , سلامة , سلامة وانا أرتعش كالعصفور بلله القطر أتسأل هل سيصدق هولاء التواتة ما سالقى عليهم بعد هذا ؟ .. وأيضا نقتطف من مقدمة الأستاذ صلاح أحمد إبراهيم : البطولة مغالبة النفس فى وجه الضعف والتخاذل والإستسلام وهى الصمود فى وجه اليأس وإستنهاض مكامن العزم حين يقف الإنسان وحده فى ساحة النضال , إستنهاض مكامن العزم وكل المواهب والقدرات , والبطولة تعنى التغلب على المشاق حتى حين تكون المشاق مرهقة والتضحية غالية والأمل متلاش ) .. وحتى لاتكون القراءة مملة لهذا الكتاب فقد قمت بتقسيمه إلى عدة حلقات متسلسلة حتى لا أرهق ذهن القارئ بمط الكلمات .. فى القادم : قصة كفاح مع الماء [email protected]