٭ أخذت مجموعة من نساء المدينة يتفاخرن أمام السيدة سكينة بنت الحسين رضي الله عنها، كل منهن تفاخر بما جلبه لها والدها من الهدايا بكافة أشكالها من لؤلؤ وحرير وخلافه، أخذت سليلة آل البيت النبوي تنظر إليهن في صمت عرف عن آل البيت الذين إذا مرت بهم الشمس انحنت إجلالاً، وفجأة والكلام يدور ارتفع الآذان عالياً في السماء، وبمجرد أن قال المؤذن (أشهد أن محمداً رسول الله)، قالت لهن بصوت مسموع: هذا أبي، فصمت الكلام، وهل هناك كلام بعد اسم المصطفى عليه الصلاة والسلام. ٭ قلت للدكتور الشاعر عمر محمود خالد: ليتني لم أكتب أغنية (الأبيض ضميرك) التي كانت سبباً لمغادرتي من كسلا إلى أم درمان بعد شهرتي كشاعر، أخذتني هذه الأغنية بعيداً عن أهلي في قرية الختمية القديمة بمدينة كسلا، حيث كانت حياتي مكونة من بسمة للتاكا وأغنية من السواقي الجنوبية، وفجأة وجدت نفسي دون أن أدري مملوكاً لمدينة تشرب من دموعي وتقتات من عافيتي وتصر أن ترمي بي لمن لا يعرف لي اسماً ولا يذكر لي قدراً. * بعد أن لاحظت والدة الكاتبة البوليسية (أجاثا كريستي) أن ابنتها تمضي سحابة نهارها في حالة دائمة من الخمول، قالت لها افعلي شيئاً ترسمين به حياتك، ولو كان ذلك كتابة قصة بوليسية، كتبت أجاثا قصتها الأولى ففشلت، ثم أعقبتها بقصة ثانية ففشلت أيضاً، أما قصتها الثالثة (جثة تتكلم) فقد أحدثت دوياً هائلاً جعلها تعد من أعظم الروايات البوليسية، حيث استمر عرضها لأكثر من خمسين عاماً على أكبر المسارح الأمريكية ولا يزال عرضها مستمراً حتى الآن. ٭ ليس هناك ما هو أقسى على فنان تمردت عليه الأضواء فصار مجرد أغنية تبحث عن مكانها بين أوتار مهشمة، وبالرغم من ذلك تجده في صراع مستمر أملاً في استعادة أيام له كانت مع الأضواء، يؤلمني كثيراً أن أرى مثل هذا الفنان الذي يتجاهل تماماً أن الأقدار لها حكم نافذ على الخريف أن يبكي أمطاراً، وعلى الربيع أن يبسم أزهاراً، ليت هذا الفنان يعلم أن الأضواء التي كانت تصحبه على خشبة المسرح لم تعد إلا بقايا من الذكريات. ٭ الأغنيات الهابطة على مزارع أيامنا الخضراء من أمثال (الليلة الضبح) و(لعبنجي.. أي واحدة مجكسا)، بالمناسبة هذه الأغنية مسجلة صوتاً وصورة، لم تزل هذه الأغنيات قبيحة الوجه بشهادة كل المواقع الإسفيرية تطل على العالم أجمع، وليتها كانت تطل على بلادنا فقط، والسيد أمين عام مجلس المصنفات (الموقر) ينام نومة غرير العين هانيها، كلما قلنا له إن الأغنيات الهابطة ستجعل من مسارحنا يوماً غرف حمراء، صمت عن الكلام، فإلى متى يستمر صمت هذا الرجل، ليتني أعلم. ٭ هدية البستان عشت متهيئ لي حبك كل أيامي وحنانها ابتساماتك عزيزة بحرق الآهات عشانا كنت شايلك في عيوني وباني ليك أرفع مكانا بس لقيتك إنت جائر تظلم الحب بالمهانة اخر لحظة