أشواق وأشواك. من الدلع ما قتل!! يبدو العنوان من اول وهلة صادم للقارئ الكريم وذلك لغرابته ،فقد يكون سمع من قبل، بأن من الحب ما قتل بيد انه لم يسمع (بالدلع القاتل) إلأ انها هي الحقيقة،في بلد كالسودان!! فالدلع مألوف ومعروف بالذات في الاسماء وهو تصغيرا غير مخل احيانا للاسم ،واحياننا أخرى (يخنق) الحروف التي تشكل الاسم ،حتى يخرج منها ( مولود مشوه) يصبح هو إسم الدلع للاسم المعني، وما اكثرها في جيل اليوم? ما نحن بصدده هذه المرة دلع من نوع اخر ، فالكل قد سمع بالاسهالات المائية، وظللنا نبحث عن الاسم الاصلي الذي ( خنق) وأخرج منه هذا المصطلح، هل هو الكوليرا مثلا?! ولا إحدى مشتقاتها?? كما نسمع كثيرا ايضا عن الفجوة الغذائية فهل هي المجاعة? ولا تشابه علينا البقر ،عليه إي كانت الاسماء التى إشتقت منها هذه التصريفات فإنها أسماء (دلع قاتلة) تتسبب في الوفاة بلا رحمة لمجرد تجريدها وتبسيطها بهذه الطريقة المخلة!! لان ما تسببه الفجوة الغذائية مثلا بهذا الاسم (المايع) هو مزيد من توسع رقعة المجاعة وسوء الغذاء وارتفاع حالات الوفيات بسبب عدم حصول المواطن في هذه الحالة على الغوث اللازم امام عجز الجهات الرسمية المسؤولة،،وفي كثير من الاحيان تضلل السلطات المهتمين والمتطوعين لتقديم العون الغذائي للمحتاجين!! وفي ذات الوقت تفعل الاسهالات المائية بالناس الافاعيل بصرف النظر عن كونها كوليرا او خلافه،فإن (الدلع المتعمد) بغرض التغبيش وتضليل الرأي العام والمنظمات التي تهتم بالعون الصحي،كذلك. شهدت مدن عديدة في البلاد خاصة ولايات النيل الابيض والخرطوم، إنتشار هذا الوباء وقد ظلت الاسهالات المائية (تزحف) و(ترزح) وارتفعت حالات الوفيات وتعددت الاصابات في ظل تكتم اعلامي كبير و(نكران) واضح من المسؤولين في الدولة ، حتى على مستوى وزارة الصحة الاتحادية،!! مهما كان الامر يظل قتل الناس بدم بارد أدانة وجريمة ،ولانه في الغالب تطلق هذه المصطلحات بعامل الهروب من المسؤولية المباشرة،لان الاعلان الرسمي عن الوباء بصورته المعروفة يعني لهم كثير عناء وتكلفة لا يتحملونها، وفي كثير من الاحيان يتوارون خلف جثامين الابرياء الذين لو فتح الله على الحكومة وسمت الاشياء بمسمياتها لاختلف الحال عن ماهو عليه الان?!! لان التداعي الذي سيتم من منظمات وطنية واجنبية وتلبيتهم لحاجيات الظرف الانساني يفتح البوابة لهم في كثير من المجالات الاخرى حسب راي الحكومة!! تظل حياة المواطن هي الاولى، لا سيما واننا في ظك منظومة أممية عالمية تتداعى علينا كمنطقة ضغط منخفض كل ما تعثرت احوالنا إقتصاديا تهب علينا رياح منظمة الاغذية العالمية، واليونسيف في التعليم والصحة العالمية في هكذا وبائيات، وحتى العدالة!! على حكومتنا ان لا تدفن راسها في الرمال، عليها مواجه الحقائق بكل تجرد، لان من حق الانسان أن يعيش كريم مستغيث وليس ميتا حبيس. عوض فلسطيني الوان