أشواق وأشواك. الحركة الشعبية وبداية النهاية.!! ما وصلت اليه الحركة الشعبية شمال من تصدع لم يكن متوقع،بهذه السرعة,فهاهي تتدحرج وتسقط سقوطا مريعاً في هاوية الشقاق والتشرذم، هذا الداء العضال الذي فتت من قبل الحركات الدارفورية المسلحة الى (فصائل) تكاد لا تحصى ولا تعد، كنا نستبعد ان تقع الحركة الشعبية شمال فيه،بحكم انها عايشت التصدع والشقاق داخل الحركات المسلحة عن قرب ، بل حتى حالة تشتت الجبهة الثورية هي جزءً منه وشاهداً عليه،فالشعبية كانت تمثل الأمل المرتجى والغاية المنشودة لكثير من سكان الهامش كما ورد على(لسانها) فالذي يحدث من إنقسام في مكونها الذي يضم جنوب*كردفان والنيل الازرق لم يكن مجرد نوع من مستصغر الشرر او شكل من اشكال الازمات العابرة، بل هو أندلاع نيران في(هشيم) الحركة الشعبية بجملته وهو اكبر تصدع وإنهيار يحصل لها في تاريخها، بيد انه يأتي هذه المرة في وقت قاتل وعصيب، وقت تنهار فيه الدولة الحاضنة التي تمثل الشريان الداعم دولة( جنوب السودان)ووقت تنحسر فيه الرقعة الجغرافية التي كانت تنتشر فيها وتسيطرعليها اوما يعرف( بالاراضي المحررة) وكذلك الصراعات التي دخلت فيها في جنوب كردفان مع بعض القبائل الرعوية،و الاحوال الانسانية وشح الغذاء، كل هذه العوامل تفرض على الحركة ان تتماسك جبهتها الداخلية لانها قد رفضت الحوار والتفاوض واختارت طريق القتال؟ فبدل من ان تلعب الشعبية دوراً إيجابياً بعد انفصال الجنوب اصبحت تنهار و(تترنح) في دروب النضال كما يحلو لها، وكان واضحاً ان غياب مجلس التحرير القومي بعد الانفصال وفرض نفوز الحركة الشعبية جبال النوبة على مسار الامورله اثر كبير في التعجل بإنهيارمشروعها، حيث بدأ يلوح في الافق الانقسام الواضح بعد صعود الحلو رئيسا مكلفا وتجريده لعرمان وعقارك من كافة تكاليفهم التنظيمية والعسكرية عدا الاحتفاظ لهم بحق العضوية في حضور المؤتمر العام حال إنعقاده،هذه الخطوة التي مهد لها الحلو منذ فترة,حينما ابدا إمتعاضه على طريقة ادارة ملف الحركة من قبل الرفاق (المقالين)،وقد وجدت تحفظاته تجاوب كبير من منسوبي الحركة في المنطقتين مهد لقبول قراراته بإبعاد عرمان وعقار وجلوسه على(عرش) الشعبية المهزو؟،خاصة وان الحلو يحمل في طياته اجندات يرى سلفه أنها ليست من الموضوعات المتفق عليها في منفستو الحركة، كحق تقرير المصير للمنطقتين والاحتفاظ بجيش الحركة طيلة فترة توقيع السلام مع الحكومة وغيرها من الاجندات التي تشكل برنامج الحلو الذي يجد التأيد والمناصرة من جبال النوبة,حيث يمثل جيشها القوة الرادعة للجيش الشعبي،فبين انتظارالمراقبين لانعقاد المؤتمر وتحسب اخرين لاي خطوة يمكن ان تطل برأسها على الواقع المأزوم،باقت عقارالحلو بقرارات وضعت الانشقاق امراً حتمياً وواقعياً،حينما إتكأ عقارعلى شرعيته السابقة واصدر قرارات اعفى بموجبها عدد من المسؤلين على راسهم الناطق الرسمي ارنو نقو تلو لودي، ومدرا مكاتب الحركة الشعبية في عدد من البلدان،وعمل على ترفيعات في رتب بعض القيادات العسكرية،هذه الخطوة جعلت الشعبية شمال في مهب الريح وهي بلا شك خطوة مربكة لحركة تقود تفاوض مع الحكومة وتقاتل في جبهات عدة،أن اشواق الرفاق التي تتوق لترقية وترفيع المشورة الشعبية في اتفاقية نيفاشا 2005م الى حق تقرير المصير,تبددت اليوم بأشواك المطامع الشخصية والصراع الاثني الذي ذهب بطموح الشعبية أدراج الرياح واوردها مهالك الانشقاق والتشرذم. عوض فلسطيني الوان.