أشواق وأشواك. إعلان غريب !!؟؟ قديما قيل،قلة الشغلة بتعلم ( المشاط) وكذلك يقول المثل السوداني( الطشاش في بلد العمى شوف)تابعت خلال الاسبوع المنصرم إعلان في إحد الصحف اليومية الصادرة في الخرطوم،مفاده الاتي.. (ولاية الخرطوم،محلية الخرطو،،،تدشن آسطول الآليات ومركبات الخدمات الجديدة وبداية عمل شركة اوزون المغربية للنظافة!! ورد في متن الاعلان عبارات مفادها يهيب معتمد محلية الخرطوم بجميع المواطنين، ..نعم جميع المواطنيين وليست سكان حارة محددة او حي بعينه ،لحضور تدشين اسطول الآليات ومركبات الخدمات الجديدة،والتي تم توريدها حسب ما ذكر الاعلان عبر التمويل الذاتي من موارد المحلية دفعا للتنمية وتجويدا لخدمات النظافة وإصحاح البيئة ودرءا لآثار الخريف وفيضان النيل،حيث يشمل التدشين عدد (43) آلية ومركبة متعددة الأغراض،فضلا عن الإحتفال ببداية العمل لشركة اوزون المغربية اول شركة عالمية تعمل في مجال النظافة بالبلاد،إنتهي الاعلان!!! هذا المشروع الضخم والذي سيحول الخرطوم الى جنة او ستصبح هي العاصمة الاجمل بين المدن والعواصم العالمية،كما يراه ابو شنب معتمد الخرطوم، يأتي تحت رعاية وتشريف والي الولاية وأعضاء حكومته،!!! الاعلان بتفاصيله المملة وعباراته الفضفاضة يبرهن عن الازمة التي يعيشها العقل الحاكم في البلاد،والغيبوبة التي لازال فيها السادة الحكام،لم يفتح الله عليهم ببصر ولا بصيرة ليخرجوا من (جحورهم) الى الفضاء الواسع ويتخيروا العبارات المناسبة لمخاطبة إنسان تجاوز العصر الحجري الذي كانت تستهويه العبارات من شاكلة (تهيب) و(هلموا) و(خروجكم يعني الوقوف والمناصرة) ،للاسف هذا العبارات لم تعد تجدي،لان زمان الحشد والتصفيق ولى،لكن السيد المعتمد ووالي الولاية واعضاء حكومته لا زالوا يطربون لعبارات من(الامس) وكل هذه الهيلمانة تأتي لتدشين (43) عربة متعددة الاغراض!!!! قال متعددة الاغراض،!! بتعمل شنو يعني مثلا، (بتغسل) الزلط ولا بتعطر الشوارع ولا بتتفتح زهور عز الهجير ولا بترش مطر صناعي، بتعمل شنو يعني??? ما العاصمة الخرطوم ياسعادتك من اعفن وانتن مدن البلاد، صرفها الصحي يكاد يبطل الصيام، كوليرا تسرح وتمرح،قمامة ونفايات امام كل بيت و(إنتو بتجمعوا) في جبايات النفايات، شوارع في قلب العاصمة مكسرة ومغلقة لشهور وهي لا يتجاوز طولها مرمي حجر!! المعتمد وحكومته والذي يعلوهم،تنطبق عليهم قصة (زيدان الكسلان) اما حكاية النظافة وإصحاح البيئة ودرء آثار الخريف وفيضان النيل دي يا ابو شنب عبارات وطلاسيم لا تستطيع حكومتكم فك شفراتها، فلو لم يكن الخريف نعمة من الله، لجدد سكان العاصمة احزانهم كل عام، لان هطول الامطار عندهم يعني وداع المزيد من الاحبة الى الدار الاخرة، وهدم المزيد من المنازل وتجدد المزيد من ذكريات الموت تحت جرف السيل المتجدد بذات المجاري، سعادة المعتمد وواليه وحكومتيهما ادعوكم لقضاء نزهة عصرية في إحدى شوارع جنوب العاصمة، تحديدا (شارع الهوى) جنوب السوق المركزي.... ،بس رجاء دعوا النوافذ في العربة مفتوح، وإستغنوا عن المعطر لمدة عشرة دقائق ولتنظروا ماذا ترون!! الاخ ابوشنب ليست العيب ان تكون غير مواكب لزمن تعيش فيه، لكن العيب ان لا تستطيع ان تستفيد من المواكبين من حولك،فما أنت عليه(زمانو فات وغنايو مات) إن اشواق سكان الخرطوم في طريق للسير بلا زحام،وعاصمة خالية من روائح الصرف النتنة المنتشرة في كل زاوية،بيد ان أشواك اولياتكم المبعثرة وعيشكم في عهود غابرة،وتبديدكم للمال العام في الاحفالات والمهرجانات الهلامية وسوء إدارتكم التي تجعلكم تغرقون إنتم وحكومة ولايتكم في شبر مشروع من صميم اختصاص لجنة شعبية في اقرب وحدة إدارية،هي ما تجعلنا نزداد بؤس كل عام...،الله يصبرنا عليكم. عوض فلسطيني الموضوع عمود للنشر بريد إلكتروني الوان.
