في يونيو عام 1347م : دخلت بعض الفئران إلى ثلاث سفن إيطالية نتيجة خطأ قطبان هذه السفن التي كانت راسية في الصين، حيث إنهم لم يحسنوا إغلاق الأبواب ولم يحتاطوا بدخول الفئران إلى هذه السفن وكانوا على علم بأن هناك فئران تحاول الهرب من الصين بعد أن أصابت الناس هناك بالأمراض ونشرت الهلع بينهم .. ولم يعد المكان يسعها وكانت في محاولات للهرب إلى أي مكان آخر فوجدت هذه الفئران في هذه السفن الراسية على ميناء الصين ملازها الآمن , ودخلت الفئران حتى وصلت إلى وجهتها وحين وصلت هذه السفن إلى ميناء مسينا الإيطالي خرجت منها, ونشرت الطاعون في المدينة ثم في كامل إيطاليا.. وكان الطاعون قد قضى أصلاً على نصف سكان الصين في ذلك الوقت وكان ذلك بعد غزو المغول في القرن الثالث عشر ولقد تعطلت الزراعة والتجارة، وأدت إلى مجاعة واسعة النطاق. وانخفض عدد السكان من نحو 120 إلى 60 مليون. بسبب طاعون القرن ثم من إيطاليا انتشر في كامل أوروبا فقتل ثلث سكانها خلال عشر سنوات فقط وهذا يعتبر إنجاز للفئران التي أدت مهمتها على أكمل وجه .. في 30/ يونيو عام 1989 : دخلت دولة السودان سفينة تدعى سفينة الإنقاذ كما يحلو لركابها تسميتها والتي أبحرت من مكان ما .. مجهول الهوية ولا يعرف إلى يومنا هذا من أين أتت هذه السفينة !!! لذلك مازال هذا السؤال قائماً لم يجد إجابة ( من أين أتى هؤلاء ؟؟ ) رغم التساؤلات الكثيرة عن أصلها ومنشأها بعد كل حالة سلوك مشين أو ممارسة شاذة لم يتعود عليها هذا المجتمع ... تحمل هذه السفينة فئران بشرية مصابة بطاعون السرقة والدمار والفساد والتزوير وكان ذلك نتيجة خطأ تاريخي تتحمل مسؤوليته الفئة المؤكل عليها حراسة وقيادة سفينة البلد والربان لهذه السفينة في تلك الفترة هي ( الأحزاب طائفية ) التي لم تحسن إغلاق الأبواب أغمضت العين عند دخول الفئران .. لكي تسمح للفئران بالدخول وسهّلت لهذه الفئران الدخول من سفينتهم الموبوءة والتوغل في السودان نتيجة لإهمال هذه الأحزاب ... ومازالت هذه الفئة الفاشلة تقدم لهذه الفئران الخدمات والدعم بل وصل بها الأمر أن تتعاون معها حتى أصبحت شريكة لها في دمار الدولة وهي من ساعدها على تمكينها وفي تأديت واجبها ... ولقد إنتشر هذا طاعون الذي قضى على كل الأخلاق والقيم السودانية السمحة بعد أن أصاب نصف الشعب بهذا المرض وهو مرض سريع العدوى وهذا ما أدى إلى زيادة نسبة الإصابة بهذا المرض .. فتعطلت الزراعة والصناعة والتجارة ... وتعطلت الأخلاق والقيم السمحة وجه الشبه هنا كما الفئران الصينية أنقذت نفسها من الإبادة في الصين فهاجرت إلى إيطاليا وأصابت الآخرين بالأمراض كذلك فئران الإنقاذ أنقذت نفسها وأصابت غيرها ... ولم تصب هي بأي أذى وبقيت هي حية وسليمة وتتمتع بالصحة والعافية وزاد شحمها ولحمها وعددها حتى صارت ( جقورا ) ضخمة ولا حياء لها وبعد مرور ثمانية وعشرون سنة من دخول هذا الفئران .. وبعد أن أكلت (وتربربت ) هذه الفئران حتى أصبحت ( جقورا )..... وتمددت وإنتشرت .. وغزت المؤسسات العامة ... وأنجزت مهمتها على أكمل وجه وكان إنجازها خلال هذه العقود هو : التعليم مات بالضربة القاضية ... قسمت الوطن الواحد ... أشعلت نار الحروب التي لم تنطف في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان ... قضت على كل المشاريع الحيوية .. دخلت مشروع الجزيرة لم تبق منه عودا أخضراً واحدا... دخلت الخطوط السودانية ( سودانير ) قضت عليها وقرضتها ... دمرت سكك حديد السودان أكلت حتى ( فلنكات خشب القضبان ) ... عموما الخلاصة دمار في دمار ولا داعي للتذكير .. ولم يعد لدى الدولة موردا واحد يعتمد عليه في جلب العملة الصعبة إلا الماشية ولم تتركه في حاله .. فمنذ عهود مضت وقبل أن ترسى هذه السفينة العجيبة على شواطئ دولة السودان كان من السهل أن نتهم مواطنا سودانيا بالخيانة والإنحراف وفق المعايير المعروفة للمجتمع ... لكن الآن إختلّت هذه المعايير .. ولم يكن الفساد والخراب بهذا الفجور ... الأخطر من ذلك عدم الإندهاش والإستغراب لسماعنا قضية فساد أو سرقة أو سلوك مشين وغريب فهنا تكمن الخطورة عندما يصبح الفساد ثقافة وتربية ... ما أوصلتنا إليه سفينة الإنقاذ لقد أجبرت الناس على برمجة عقولهم ووجدانهم طبقا للواقع الذي فرضه ( طاعون العصر ). ويبدو أن هذه البرمجة كانت سهلة بالنسبة لبعض العقول الانتهازية الطفيلية أصلا والتي إستطاعت أن تعيد ترتيب أوضاعها ومصالحها بسرعة غريبة حسب إتجاه الرياح . ويبقى السؤال قائماً من أين أبحرت سفينة الإنقاذ حاملة ( طاعون العصر ) ؟ فهل من إجابة ؟