بريطانيا .. (سيدى بى سيدو)    كريستيانو يقود النصر لمواجهة الهلال في نهائي الكأس    المربخ يتعادل في أولى تجاربه الإعدادية بالاسماعيلية    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    دورتموند يسقط باريس بهدف فولكروج.. ويؤجل الحسم لحديقة الأمراء    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    واشنطن: دول في المنطقة تحاول صب الزيت على النار في السودان    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالصور.. المودل والممثلة السودانية الحسناء هديل إسماعيل تشعل مواقع التواصل بإطلالة مثيرة بأزياء قوات العمل الخاص    شاهد بالصورة والفيديو.. نجم "التيك توك" السوداني وأحد مناصري قوات الدعم السريع نادر الهلباوي يخطف الأضواء بمقطع مثير مع حسناء "هندية" فائقة الجمال    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    طبيب مصري يحسم الجدل ويكشف السبب الحقيقي لوفاة الرئيس المخلوع محمد مرسي    "الجنائية الدولية" و"العدل الدولية".. ما الفرق بين المحكمتين؟    الى قيادة الدولة، وزير الخارجية، مندوب السودان الحارث    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فلوران لم يخلق من فسيخ النهضة شربات    رئيس نادي المريخ : وقوفنا خلف القوات المسلحة وقائدها أمر طبيعي وواجب وطني    لأول مرة منذ 10 أعوام.. اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيران    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المواطنة ومنهجية التحول الديموقراطي (7)


المواطنة ومنهجية التحول الديموقراطي:
الحلقة السابعة
شعب الله المختار:
لم أجد أثرا للنبوء ة التي أطلقها الترابيون بأن الاسلام سينطلق مرة أخرى من الصحراء الأفريقية مثلما انطلق أول مرة من صحراء الجزيرة العربية، وتوجد بعض النبوءات ضد اليهود، وربما يكون ذلك فبركة واشاعة ترابية للدعاية والاعلام في الداخل والخارج، وقال نافع علي نافع ان الدهاء والمكر والغش السياس سلوك سياسي مشروع وليس فسادا وافسادا سياسيا، لكن علي بن أبي طالب قال ان معاوية وعمرو بن العاص يوم التحكيم في حرب صفين ليسا أدهي منه لكنه يحرم علي نفسه المكر والغش والاحتيال، وانتهت الخلافة يوم التحكيم الي كسروية وفيصرية وملك عضوض مثلما انتهي المشروع الحضارى المزعوم في السودان الي بئر معطلة وقصر مشيد وانفصال الجنوب علي حساب المجالات الحيوية للاسلام واللغة العبية في السودان وأفريفيا كلها، والسياسة التي وصفها أرسطو بأنها أكثر الفنون شرفا وشمولا اذا لم تكن التزاما بالصدق مع النفس والأمانة في القول والتطاق بين القول والفعل والظاهر الباطن تكون سلوكا اجاميا هداما، وزار الترابي أميركا وخاطب الكونقرس لكن نائبا برلمانيا قال محذرا منه بأن الترابي رجل ثعلباني خطير، والعرب ينازعون اليهود في خيريتهم المزعومة لكن الخيرية في الآية القرءانية مقرونة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعرب أبعد الشعوب عن المعروف بدليل ان ما يعرف بالعالم العربي أشد الأقاليم اضطرابا في عصرنا هذا، وأدعياء العروبة في السودان في أغنيتهم العنصرية التي يغنيها حسن خليفة العطبراوى يزعمون بأنهم أمة فاضلة جاءت الي مجاهل أفريقيا لتعليم الناس مكارم الأخلاق وانقاهم من الجهل والتخلف وهو ادعاء يكذبه الواقع بدليل الحاضر المؤلم والمستقبل المظلم في السودان وفاقد الشيء لا يعطيه، والترابي بهلوان سياسي يحاول اللعب علي كل الحبال والمتناقضات ويحتاج لعصببية أدهياء العروبة واقناع العرب بأنهم عرب حقيقيون وليس أفارقة وعبيد بالميلاد وان الخرطوم ليست بطيخة سكانها عبيد، وأنهم عربوا لهم مليون ميل في أفريقيا وأنهم قادرون علي تعريب أفريقيا كلها ويطالبون بالأتعاب ريالات ودلارت بترولية لكن الترابيين الذين كانوا طباخ السم وسماسرته أكلوا السم كله، وكان الترابي يتهم القبائل الأفريقية بالانحياز الي جون قرنق فسلح القبائل العربية في مناطق التماس القبلي باسم الدفاع الشعب وحماية المراحيل وكون الملشيات العربية كالجنجويد وحرس الحدود في دارفور فسقطت الدولة القومية وأصبحت طرفا في الصراع ولا تصلح أن تكون حكما فيه، وأعلن ان الحرب في الجنوب دفاع عن ثغور العروبة والاسلام، وهذا ما يأخذه عليه التنظيم الدولي للأخوان المسلمين لكن التنظيم لا يستطيع لتخلي عن النظام خوفا من فضائح مدوية يتردد صداها في الداخل والخارج علي حساب الاسلام السياسي فقد جاء ترتيب النظام في ذيل قائمة الدول الأكثر فسادا والأقل شفافية.
القرضاوى في الخرطوم:
كان اعلام الترابيين يسوق القرضاوى والقيادى في التنظيم الدولي واتحاد علماء المسلمين كفقيه وسطي، لكن القرضاوى عندما جاء الي السودان مبعوثا من التنظيم للتوسط بين الترابي وحيرانه الذين تمردوا عليه قال ان جون قرنق محاد لله ورسوله ولا يجوز شرعا التفاوض معه والترابي غضو في المنظومتين، وتجاهل القرضاوى أيات الحرية والتسامح ومنها آيات التعامل مع أهل الكتاب، وتجاهل وثيقة صلح المدينة المكونة من خمسين بندا وكان مجتمع المدينة كالمجتمع السوداني مجتمعا تعدديا ودولته دولة تعددية تقوم علي حق المواطنة، وفي صلح الحديبية اعترض المشركون علي استهلال وثيقة الصلح بعبارة بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله وقالوا لو كنا نعترف بأنك رسول الله لما قاتلناك، فأمر النبي غلي بن أبي طالب بأن يستهل الوثيقة بعبارة باسمك اللهم ووافق المشركون، ويوم فتح مكة أمن النبي المشركين علي مالهم وعرضهم ، وكان منهم قادة الكتائب في القادسية واليرموك كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وعكرمة بن أبي جهل وكان أبو سفيان بن حرب قائد التوجيه المعنوى، وتحالفت القبائل بقيادة ثقيف لتصرة قريش وطرد المسلمين من مكة فطلب المسلمون من النبي أن يدعو ربه ليهلك ثقيف ومن معها لكنه رفع يديه الي السماء وقال اللهم أهدهم وأت بهم مسلمين وهداهم الله وجاء بهم مسلمين وكانوا مقاتلين في القادسية واليرموك، وحانت صلاة الظهر وعمر بن الخطب مع القساوسة في كنيسة القدس فطلب منه القساوسة أن يصلي صلاته داخل الكنيسة لكنه امتنع لا لأن الصلاة داخل الكنيسة لا تجوز وانما لكي لا يأتي المسلمون ويقولون ها هنا صلي عمر فيصادرون الكنيسة وأدى صلاته بالقرب منها وبني مسجد في ذلك المكان لا يزال يعرف بمسجد عمر، وأدى وفد نجران النصراني صلاته بمسجد المدينة أمام النبي وصحبه، وكان المسلمون والنصارى يقتسمون كنيسة دمشق الكبرى كمسجد وكنيسة حيث صلي أبو عبيدة عامر بن الجراح وبلال بن رباح من فتح المدينة في عهد عمر بن الخطاب ويدخلون ويخرجون من باب سورها الوحيد الي عهد الواليد بن عبد الملك الخليفة الأموى الرابع، وعندما قرر الوليد بناء المسجد الأموى تفاوض مع النصارى واتفقوا معه علي التنازل للمسلمين عن الموقع علي أن تبني لهم كنيسة علي نفقة الدولة وبدأ الوليد ببناء الكنيسة قبل أن يشرع غي بناء المسجد، واستعان الوليد بالعمال المهرة من كل الملل فكان المسجد الأموى في زمانه أحد عجائب الدنيا السبعة، وكان الأخطل الشاعر النصراني يعرف بشاعر أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان وكان عبالملك يحسب من فقهاء المدينة قبل أن يكون خليفة، وكان أبا يزيد الشاعر النصراني من مستشارى عثمان بن عفان وجلسائه المقربين، وكان علماء النصارى واليهودوالمسلمين يتناظرون في مجلس المامون الخليفة العباسي السابع، ولم أجد أثرا لاضطاد أهل الكتاب الا في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي في مصر فقد أمر اليهود بلبس الطيلسان والنصارى بتعليق صلبان في رقابهم طولها ذراع في ذراع ، وحرم علي المصريين أكل البامية والملوخية ومنع النساء من الخروج من منازلهن أو التواجد أمام الشبابيك والأبواب أو الجلوس في البلكونات ومنع النقلتية من صناعة الأحذية النسائية، وكان المصريون أول من ابتدع المقاومة بالكتابة علي الجدران فأغضب ذلك الخاكم بأمر الله فاستباح القاهرة لعبيده سبعة أيام ثم أمر باحراقها، والحاكم بأمر الله متهم بالجنون لدى بن كثير والطبرى وتآمرت أخته علي قتله وتخليص الناس من شره، ومافعله الترابيون في السودان منذ اغتيال محمود محمد طه لا يصدر الا من عقل شرير ونفس أمارة بالسؤ ومتعصب مخبول ومكابر جهول، وقال الامام الغزالي ان التعصب حالة من الجنون ووصفه بن حزم بأنه آفة من آفات العقل البشرى ووصفه فراتسيس بيكون بأنه مانع من موانع التفكير المنطقي السليم، وضبط القرضاوى في شريط فيديو بثته قناة العربية مع مجموعة من حيرانه ينشدون انشودة تقول كل شيء يجوز في سبيل الاله كل شيء يجوز في سبيل الكتاب بمعني ان الغاية تبرر الوسيلة، وقد سبق عبيد الله بن زياد ميكافيلي بمئات السنين عندما قال لن نصل الي الحق حتي نخوض في الباطل خوضا، وجيء اليه بأعرابي متهما فقال له قد تكون بريئا أيها الأعرابي لكن في قتلك صلاح الرعية، والتنظيم الدولي للاخوان المسلمين كما أسسه حسن البنا لاستعادة الأراضي التي كان يحكمها الاسلام كواجب ديني واسترداد الخلافة الاسلامية، ومن هذه الأراضي الهند ودول البلقان والأندلس الذى يعرف الآن باسبانيا والبرتقال، وكان حسن البنا حاضرا علي الطاولة في مؤتمر الشعب العربي والاسلامي وكذلك المهندس المصرى شوقي أحمد المصطفي مؤسس تنطيم التكفير والهجرة فقد كان داعشية ونازية دينية، وكانت بيوت الأشباح واغتيال مأتين من المتظاهرين في سبتمبر ارهابا ولا يقاس عدد الضحايا من الأبرياء في السودان بعددهم في شيلي والأرجنتين والبوسنة والهيرسك وراوندا وسوريا والعراق مجتمعين.
القرضاى في دارفور:
تستر النظام المايوى علي كارثة الجفاف والتصحر الي أن وصل الرعاة بأغنامهم العجفاء الي امدرمان ومات الكثرون منهم ومن أغنامهم عبر الصحراء جوعا وعطشا مصداقا لما تداولته وكالات الأنباء، وكانت أغنامهم تباع بتراب الفلوس وانهارت أسعار اللحوم بالعاصمة القومية، والكارثة حدث يقع فجأة وبدون مقدمات وكان ذلك متوقعا فقد حذرت منه أوساط علمية قبل ذلك بعامين، ولا تريد الحكومة اعلان السودان منطقة موبوءة بالكولرا لأن ذلك يضر بمصالح البرجوازية الاسلامية في الداخل والخارج ويأتي بمنظمات الاغاثة الدولية ومعها المتطفلون من نشطاء حقوق الاتسان، ولولا نيفاشا وحكومتها ودستورها الانتقالي الذى سرعان ما أصبح حبرا علي ورق وحبالا بلا بقر بانفصال الجنوب لما كان كمال الصادق مدير تحرير الأيام حاضرا في منتدى الفاشر التداولي عتدما كانت النار لا تزال مشتعلة في القرى التي أحرقت والطيور تحلق فوقها طلبا لشواء لانسان أو حيوان، وزار القرضاوى دارفور وقال ان الناس في دارفور متشابهون ولا يمكن التمييز بين العرب وغير العرب وان المشكلة مشكلة رعاة ومزارعين ترويجا لادعاءات الحكومة بأن الجنجويد عصابة خارجة علي القانون مكونة من كل الفبائل، وقد لايعلم القرضاوى شيئا عن اللضان الحمرة واللضان الزرقة والعرب والرطانة في دارفور، لكن قائد الجنجويد موسي هلال اعترف بأنهم فصيل من فصائل الدفاع الشعبي ونشرت مستندات مصورة بصرف مستحقاتهم النقدية والعينية من خزينة الحكومة ووصفتهم مجلة تصدرها وزارة الداخلية برماة الحدق للدعاية والاعلام، وفي منتدى الفاشر التداولي قال العمدة ابراهيم سليمان انه ذاهب اليهم ليعرض عليهم العفو الذى أصدره حاكم الاقليم والعفو حق للمجني عليهم ولا يملك حاكم الاقليم الحق في الغقو عن الجناة، ويفهم من كلام العمدة ابراهيم سليمان أن للجنجويد معسكرات ورتب عسكرية، واختلفت التقديرات حول عدد الضحايا واعترفت الحكومة بعشرة ألف قتلوا بسلاح الحكومة بعلمها أو بدون علمها، والناس لا يهربون من أرضهم وديارهم كالحيوانات الهاربة من الحريق في الغابة ويواصلون السير ليلا ونهارا ويلجأون الي الدول المجاورة الا في حالة الرعب والخوف الشديد والاحساس بالخطر علي حياتهم والا اذا شاهدوا بأعينهم ما يكفي من الفظاعات والاصرار من جانب الجناة، وفي منتدى الفاشر التداولي قال البروف أبو القاسم سيف الدين ان المشكلة ليست مشكلة رعاة ومزارعين وانما قهر واجبار علي النزوح واخلاء الأرض وان الفور الزغاوة هم المستهدفون وأيد ذلك المهندس ابراهيم والتجاني سراج وكانت أصابع الاتهام تشير الي الجنجويد، والتناقض بين مصالح الرعاة والمزارعين في كردفان وجنوب وشرق السودان كما في دار فور، وفي دلتا القاش المزارعون جلابة مهاجرون من الشمال والرعاة هددنوة ويتعمد الرعاة الاقتراب بأبقارهم من الحقول ويحرسونها بسيوفهم وليس من الممكن السيطرة علي أبقار جائعة ترى أمامها حقولا خضراء من الذرة، وكانت ادارة مشروع القاش تضطر الي الاستعانة بالقوات المسلحة لحماية المزارعين، والقبيلة في السودان أرض وشعب كدار المسيرية ودار الشايقية ودار جعل لكن الوضع في دار فور يختلف في أن لكل قبيلة أرض تعرف بالحاكورة وأجدبت حواكير الرعاة بسبب الرعي الجائر والجفاف والتصحر فازدادت اعتداءاتهم علي حواكير المزارعين والرعاة عرب والمزارعون أفارقة، وانحاز الترابي العرب ودعا الي استجلاب العرب من غرب أفريقيا وتوطينهم في دارفور وترحيل الفور الي وادى هور والزغاوة الي أم روابة وتوطين العرب بجبل مرة للاستفادة من المراعي الخصبة، وكان ذلك صبا للزيت علي النار ورخصة لملشياته الغربية للتنقيذ الفورى، ولا يصدر مثل هذا الكلام الا من عقل مريض فالترابي أصل الشر وطائر الشؤم في السودان ومصدر الفتنة الدينية والعرقية، ولجنة دفع اله الحاج يوسف كالقرضاوى شاهد ذور ويفترض أن تشترط كلجنة تحقيق قومية نشر تقريرها قبل قبول التكليف وأن تنشره اذا امتنعت الحومة عن نشر التقرير.
قانون الدفاع الشعبي:
عاتبني صديق انقاذى بقول جرير أقلي اللوم عاذل والعتابا وقولي ان أصبت لقد أصابا، ولست باحثا أكاديميا يحلل العينات وصولا الي أحكام مجردة ويرمي فضلاتها في سلة المهملات فأنا كاتب صحفي كما قلت للدكتور حيدر ابراهيم أدور مع الأحداث في مداراتها للحكم علي القوى التي تصنع الأحداث، وقبل ذلك مواطن سوداني يرى وطنه ووطن أحفاده يتمزق، وللأحداث تداعياتها ومآلاتها وسرعان ما تطغي النتائج علي المقدمات وتصبح المقدمات نسيا منسيا وأحاول احيائها بالرجوع الي ارشيف مقالاتي منذ الديموقراطية الثالثة ومقالاتي تتضمن مؤشرات للباحثين الشباب بعد أن أصبحث شيخا حبيسا فانيا، ويختلف المجتمع السوداني عن المجتمع في العراق ولبنان في أنه كان مجتمعا ديموقراطيا بحكم واقعه التعددى وخلفياته الصوفية، وكانت الطائفية تتراجع بحكم انتشار التعليم والهجرة من الريف الي المدينة الي أن جاءت ملشيات الحركة الترابية وسقطت الدولة القومية، وكانت الحركة الترابية طائفة ثالثة لكنها كانت أشر الثلاثة لأنها فاشية دينية وعرقية مركبة، ومن حق القبائل الأفريقية في دار فور تكوين الملشيات وحمل السلاح وهو حق تكفله كل الشرائع الأرضية والسماوية طالما ان الدولة عاجزة عن حمايتهم وتوفير الأمن للجميع ففقدت مبرر وجودها والبادىء أظلم والأمن قضية الانسان الأولي منذ أن كان في الغابة صيدا وصيادا، وتستطيع الدولة الاعتماد علي المقاولين في كثيرا من أعمالها الا الأمن لأن ذلك يتنافي مع سيادتها وحاكميتها ومبرر وجودها في حياة الناس، وفي رسالتي الي موسي هلال بجريدة الجريدة نصحته بأن يذهب الي الملشيات الأفريقية حاملا كفنه علي ذراعية بطريقة الصعايدة في مصر وتكوين جبهة موحدة للمطالبة باعمار ما دمرته الحرب، وقلت له ان العرب والأفارقة في دارفور مواطنون من الدرجة الثانية في منظور أدعياء العروبة في الشمال الذين أسسو الدولة لتأمين مصالحهم ونفوهم الاجتماعي وان الحركة الترابية تستقله لأهداف خارجية لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وتبنت مشروع قانون الدفاع مجموعة من كبار الضباط لتقنين ملشيات الحركة الترابية ومراكز التدريب التي كانت تعمل بالعاصمة ومناطق التماس القبلي وكان منهم المشير سوار الدهب، وربما كانوا من خريجي كورس الدعوة الذى كانت تنظمه وتديره وتموله منظمة الدعوة الاسلامية وهم الذين قادوا الانقلاب العسكرى وقادوناالي هذا النفق المظلم والمصير المجهول، وكان صبية الترابي يهتفون صعب صعب سوار الدهب وكافأته الجبهة بمنصب رفيع في منظمة الدعوة الاسلامية وكذلك الجزولي دفع الله الذى خان الحركة النقابية وشعارات الانتفاضة التي كانت رفضا شعبيا للفاشية الدينية والعررفية المركبة وكانت قوانين سبتمبر الشرارة التي أشعلت الانتفاضة، وسيان في الدكتاتورية قمع الرأى الآخر أو تجاهله فقد ارتفعت الأصوات علي صفحات الصحف تحذر من مغبة اجازة قانون الدفاع الشعبي وأذكر أنني قلت أنني لاأفهم موقف حزب الأمة الا اذا كان لديه ملشيات مسلحة وصحت توقعاتي فقد اعترف الصادق المهدى لاحدى الفضائيات العربية بأن حزبه كان لديه ملشيات صغيرة لحماية المراحيل وهذا كالخمر قليله مثل كثيره حرام.
عبدالله محمد أحمد الصادق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.