ظللت لسنوات طويلة لا أجد تفسيراً لملاحظة ربما هي ليست خاصة بي فقط بل قد يكون الكثير من القراء قد لاحظوها، وهي إصابة الكثير من السودانيين الذين يهاجرون إلى ليبيا منذ زمن القذافي بلوثة إضطراب نفسي.. أو حالة لا تفهم هل هي حالة مرضية أم ربما حالة ترتبط بظروف محددة مر بها هؤلاء.. وكثيراً ما كنت أفكر في نفسية الرئيس الليبي السابق الذي لم أكن أنظر إليه كشخص عاقل إطلاقاً بل تبدو عليه الكثير من علامات الجنون وقد لاحظتها أكثر حين أتيحت لنا فرصة لزيارته في قصره بباب العزيزية في طرابلس عام 2005 برفقة وفد سوداني تلبية لدعوة منه للحضور إلى ليبيا بخصوص قضية دارفور. وأول أمس حين استمعت إلى حديث العقيد أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم قوات الجنرال خليفة حفتر أو ما يعرف بالجيش الوطني الليبي واتهامه في القاهرة للسودان بتزويد الحوثيين في اليمن بالسلاح ضد التحالف الذي تقوده السعودية شعرت أن شيئاً ما يجمع ما بين القذافي وهذا المسماري وحفتر نفسه.. هذا الشيء الجامع بينهم هو نفس الذي قد تلاحظه في بعض ضحايا الاغتراب الذين كانوا يعودون من ليبيا.. ضعف في التركيز أو ضعف في الكفاءة النفسية أو ربما العقلية حتى. المسماري تحدث في القاهرة حديثاً لم تهتم به وسائل الإعلام برغم خطورته، باستثناء بعض الأجهزة الإعلامية المصرية ذات الغرض أما الإعلام الخليجي والعربي فقد أهمل تماماً حديث المسماري واتهامه للسودان بدعم الحوثيين لأنه حديث غير منطقي وغير عاقل، كيف يدعم السودان الحوثيين ويزودهم بالسلاح وهو الذي يشارك ميدانياً بفصائل من الجيش السوداني في الميدان منهم من استشهدوا في مواجهاتهم للحوثيين. كيف يتهم هذا المسماري (الما نصيح) السودان بالتعاون مع إيران ضد السعودية والسودان قطع كل حبال الوصل الدبلوماسي مع ايران وقام بطردهم وإغلاق سفارتهم وإغلاق مراكزهم الثقافية في الخرطوم وأعلن مشاركته بصفة أصيلة في التحالف العربي الخليجي الذي تقوده السعودية نفسها.. هل أنت عاقل يا مسماري أم انك مثل القذافي رحمه الله بك شيء من الجنون..؟!! المزاعم الكاذبة والمفضوحة للناطق الرسمي باسم جيش حفتر ضد السودان بمحاولة التشكيك في موقف السودان وتحالفه مع أشقائه في الخليج تسببت تلك المزاعم المفضوحة في مصادرة مصداقية المسماري في أي زعم آخر او اتهام للسودان بالتدخل في ليبيا ودعم الجماعات الإرهابية فيها خاصة وأن المسماري لم يقدم دليلاً على اتهاماته تلك بل رفع بيده أوراقاً وقال إنه يمتلك وثائق تثبت تورط السودان في دعم الإرهاب في ليبيا لكنه لم يفصح عنها وبالتالي أهمل الإعلام العربي والغربي أيضاً هذا الاتهام باعتبار أن الرجل كذاب يخطرف بكلام فارغ ويحاول بأي طريقة أن يشوش على موقف السودان لخدمة أجندات خاصة به وبمن احتضنوا مؤتمره الصحفي وقدموا له الرعاية الكاملة. شوكة كرامة لا تنازل عن حلايب وشلاتين. اليوم التالي