المغتربون .. يواجه المغترب هذه الأيام صعوبات شتي ..وبالذات ذاك الذي يعمل في دول المقاطعة ..لأنني أعتقد أن ما سوف يطبق في إحداها علي المقيمين ..سوف يطبق علي بقية الدول ..الرسوم الباهظة التي فرضت علي المقيمين تجاه مرافقيهم ورسوم الإقامات والتعليم والخروج والعودة ...الخ ارتال من الجبايات في كل شئ..في مخالفات المرور ..في رسوم التعليم ..الصحة ..كل شئ..مسكين ذاك المقيم .وتوطين الوظائف لأن تختصر علي مواطني تلك الدول .المغترب عن وطنه وأهله وعشيرته. .وبعضهم اتخذ الاغتراب هجرة ..حيث بعض الأخوان مقيم في دول الخليج منذ السبعينات..والثمانينات. .والمعروف أن دول الخليج لا تمنح الجنسية ..إلا واحد في المليون لمن رحم ربي .. عالما أو جراحا ..أو طبيبا مشهورا أو كما الفريق طه.. وبعض المغتربين اكتشف الخطأ مبكرا وهاجر الي امريكاوكندا واستراليا وأكمل أغترابه وهجرته وتجنس بجنسية تلك الدول واراح نفسه وأسرته. واستراح. وتعتبر هذه الفئة من المحظوظين.. ولكن السؤال الآن ..ماذا أعدت الدولة لهذه الهجرة العكسية ..ما الذي رتبته لذاك المغترب الذي ساهم مساهمة لا يستهان بها في شرايين الاقتصاد السوداني حتي ولو كان يحول مدخراته عبر السوق الموازي ..هذا في حد ذاته إسهام لأن ذاك المال الذي تم تحويله يستغل في شراء مواد خام لهذه المصانع التي بدورها تسهم في دورة الاقتصاد ككل .. الآن ..ماذا أعدت الدولة .. لا أعتقد أنها أعدت شئ...إن الدولة تأخذ ولا تعطي..علي كل يجب علي هذا المغترب أن كان دون الخمسين أن يفكر في دولة أخري يواصل فيها أغترابه أو هجرته حتي تتحسن أوضاع بلدنا السودان ..دولة مثل امريكا ..كندا ..أستراليا ..نيوزيلندا ..الخ ..ومن ثم عليه العودة ..طبعا أعلم أن هناك مجموعة أوضاعها الاقتصادية مرتبة ومميزة ..ولها ما لها من الأملاك والمشاريع ..التي أمنت من خلالها مستقبلها ومستقبل أسرها. .ولكن حديثي هذا للسواد الأعظم الذي يمثل 90% أو 95%من شريحة المغتربين ..الذين كانوا يقصدون من الاغتراب العيش الكريم لهم وأسرهم وتعليم أبنائهم .. يجب علي الدولة أن تنتبه لتلك الفئة ..ولتلك الهجرة العكسية وتحفظ لهم حقهم فيما قدموا لهذا الوطن من قبل ..وتساهم معهم في معاشهم وسكنهم وتعليم أبنائهم وعلاجهم. .عن طريق منحهم بطاقات تامين صحي بمبالغ رمزية ..حتي يحفظوا لهم جميل قدموه يوما ما لهذا الوطن .. ماذا أعدت الدولة لما سوف يتمخض عن الأزمة الخليجية التي تدور رحاها هذه الأيام والمقاطعة وانعكاساتها علي الاقتصاد السوداني ؟ ؟ أين الاستثمارات التي اجتذبتها الدولة من قبل في مجال الزراعة والتعدين وووو..أين ريعها الآن والاقتصاد في أمس الحوجة لها الآن !! كم هو صادر الذهب الآن ؟ ؟ ؟ كم هو صادر المحاصيل الزراعية الآن ؟ ؟ ؟ كم هو صادر الثروة الحيوانية الآن ؟ ؟ ، كم هو صادر المعادن غير الذهب الآن ؟ ؟ ؟ كم يوجد لدينا في بنك السودان احتياطي من النقد الأجنبي ؟ ؟ الآن ؟ ؟ أسوة بما تفعله معظم الدول وتعلنه علي الملأ لمواطنيها.. علمنا أن حينما أعتلت الإنقاذ دفة الحكم في 89 كان لدينا في بنك السودان 100 الف $ !! طيب كم لدينا الآن بعد 28 عام حكم انقاذي! ! بترول ..ذهب ..معادن ..يورانيوم. .علي حد قول عبدالرحيم حمدي ..نخشى علي السودان أن يكون دولة اشعاعية. .أو كما قال !! وأن نسبة الإصابة بالسرطانات لا تتجاوز نسبة الخطر ..نتيجة هذا المعدن الثميييييين جدا ... هل تم تصديره ؟ ؟ وأين ريعه ؟ ؟ وكم ؟ ؟ كم حجم ديننا الخارجي ؟ ؟ هلا خرجت وزارة المالية وأوضحت للمواطن السوداني وملكت هذه المعلومات للمواطن. . علي أقل تقدير ليطمئن علي مستقبل بلده واولاده... أعتقد أنه طلب مشروع. . ولأجلك يا وطن ندلو بدلونا. . نسأل الله الاستجابة. .. جمال رمضان