أشواق وأشواك. 19 يوليو 1971-19 يوليو2017م! ستة واربعون عاما مضت بنهاية هذا اليوم، على تاريخ السودان، بعد احداث 19/ يوليو1971م، التي استلمت فيها مجموعة من الضباط الشيوعيين والديمقراطيين والوطنيين السلطة في السودان في ظهيرة الاثنين 19 يوليو 1971م، قبل ان ينقلب عليهم جعفر نميري خلال 72 ساعة اى في 22 يوليو 1971م ويقضي على آمالهم في التغيير ،الانقلاب يعد واحدا من الحلقات المهمة في تاريخ السودان في مقاومة الدكتاتوريات، حيث قاوم ديكتاتورية نظام جعفر نميري، ودفع الانقلابيون الثمن غاليا متمثلين في الشيوعيين والديمقراطيين في البلاد، اذا أن الاحداث من جانبهم كانت تحديا ورفضا صارخا لتهريج نظام نميري الذي فرض ديكتاتورية عسكرية باسم التقدم والاشتراكية، واحكم قبضته الأمنية كمنهج في الحكم الآحادي للبلد ، وفرض نظام وسيطرة الحزب الواحد المتسلط على الدولة، والذي ارهق كاهل الجماهير حسب ما جاء في منفستو الانقلابيين بالضرائب وارتفاع تكاليف المعيشة وكّرس الفساد بعد أن نهب ممتلكات الناس باسم الاشتراكية؟؟ رغم عن ذلك يحدثنا من شهد ذلك العصر و حضر تلك الايام بأشواقه لها ويصفون ايامها بالزمن الجميل.؟؟ فما أشبه اليوم بالبارحة ، حينما يتجرع ذات البلد وشعبه وبعد مضي ستة واربعين عاما من ذات الكأس،حزب واحد قابض ووطن يئن من ويلات الحرب و الجوع والعطش والاضطراب السياسي، وبعد مسيرة الحزب الواحد لثمانية وعشرين عاما من حكم ثورة الانقاذ التى انقضت على أشلاء الديمقراطية المبعثرة التي كادت ان تأكلها الكلاب،لم يقدموا للشعب رغم إختلاف الظروف وتغير الاحوال إلإ المزيد من الضنك واليأس ،حيث لم يستطع النظام من ان يعبر بأجواء الحوار الوطني الى وفاق شامل، مع انه إتكأ على تشكيله لحكومة وفاق وطني من الاحزاب المحاورة لتسيير دفة البلاد،حيث تتفق الحكومة وشركاؤها ظاهرا على برنامج مخرجات الحوار ومن داخلها تمثل كل دكتاتورية الحزب الشمولي القابض، رغم اجتهاد الشركاء في تحسين صورة حكمها وإكسابها صبغة الوفاق الوطني،؟؟ الحدث الابرز خلال الستة واربعين عاما الماضية هو غياب الحزب الشيوعي عن الساحة السياسية تماما، حيث لم يعد شيئا يذكر اليوم،وهو الذي لعب ادوارا تاريخية في الحقب الماضية رغم الظروف التي عاشها في تلك السنين. من الملاحظ اندثار وتلاشي الحزب الشيوعي من الساحة السياسية،والتدهور المريع الذي طالة منذ بدايات الانقاذ واختفاء الراحل نقد الشهير والتصدعات والانقسامات مؤخرا! الان تمر البلاد بظروف عصيبة خرجت من فترة حوار قاطعه الشيوعي ومعه اخرون وتعاهدوا على مكافحة ومنافحة النظام حتى قيام ثورة الشعب،؟؟ لم نر جديدا ،بعد مرور كل هذه السنوات ينتظر الوطن إلتآم قواه السياسية الحية وتفاعلها سلما لتخرج بالشعب السوداني من وهدته التى طال امدها، و بحثه عن الديمقراطية والسلام،حيث برهنت الايام والسنوات الماضية ان الفائدة الوحيدة التي جنتها البلاد و إستفادتها من عظة التاريخ هي عدم تكرار شريط الانقلابات العسكرية ولا جديد.!! عوض فلسطيني الوان.