افردت قناة النيل الأزرق الاسبوع الماضي حلقة من سهرة «سهران يا نيل» لمناقشة أسباب هبوط الاغنية، عبر ضيوف اختارتهم ليدلوا بدلوهم في الامر بمصاحبة اكثر الفنانين اتهاماً بالغناء الهابط طه سليمان.. ولعل الاضافة التي جاءت بها الحلقة هي الافادة التي دافع بها طه سليمان عما وصف ما يؤديه بالهابط..معللاً ان اغنياته في مقدمتها قنبلة تعبر عن مفردات عصرية، أو مفردات جيل اليوم.. وانه شخصياً يستخدم تلك الاغنيات للتحايل على جيل اليوم كي يستمعوا لما بعدها من أغنيات الحقيبة وغيرها.. هل الأغنية السودانية القديمة وصلت مرحلة تسويقها مندسة خلف آخريات؟ وهل فعلاً تعاني الأغنية من أزمة مفردات.. قد تجعلنا لا نتوقع اضافة للأغنية، غير القنابل والمسدسات؟ وجملة تساؤلات أخرى سقناها الى بعض صانعي الاغنية أو المشاركين فيها بالمفردة.. الشاعر السر دوليب إعتبر امر اختيار الكلمات يقع على عاتق الفنان، لانه في النهاية يحاسب بما يقدم.. ويعرف السر دوليب الشاعر على انه المبدع المتمكن المثقف الذي يبحث عن مفرداته بعناية.. واكد دوليب ان لا احد يستطيع أن يدافع عن الغناء الهابط، باية كيفية، كما لا يمكن تسويق الغناء الجيد عبره البته. وقال انه منذ القدم قد أسهم في محاربة الغناء الهابط بكتابة الجيد من الاشعار، بل وبتفريغ بعض الالحان من كلماتها ووضع كلمات جديدة لها.. تتوافق واللحن وتتوافق والعصر.. واكد انه مع الفنان الراحل عثمان حسين قدما عدداً من الأغنيات خفيفة الايقاع سهلة الحفظ.. لأن الهابط لا يحارب الا بالجيد.. واعتبر الشاعر سعد الدين ابراهيم ان الهابط موجود على مر العصور.. كما كان يوجد الغناء الدكاكيني الذي يتكلم عن النزوات والخاص جداً.. والعصر ليس له دور في المفردات بحسب سعد الدين لانه عندما كتب بازرعة (شجن) بمفردات راقية في ذات العصر كان هناك غناء هابط يسمعه الناس.. وقال: ان اغنيات الحقيبة نفسها إذا تم التعبير عنها بمفردات هذا العصر ستصبح غير مقبولة وهذا يحفظ ان لكل زمان معياره.. ومع ذلك.. فان دور الشاعر ان يغوص وينتقي.. ويرى سعد الدين ان اخطر ما في الأغنية الهابطة أن شعراءها اصبحوا نجوماً في المجتمع.. ويعتقدون ان ما يكتبون «ماشي في السوق». واكد على انها فورة وتنتهي.. متسائلاً: اين قنبلة واين سنتر الخرطوم.. واين عوض دكام.. وراجل المرا.. كلها أخذت دورتها وتلاشت لأن الناس تتعامل معها للتطريب ولا تأخذها مأخد الجد.. اي هي اغاني تستخدم لمرة واحدة. واكد الشاعر الشاب ايهاب الامين ان الغناء الهابط يعطي شهرة سريعة لأنه دائماً ما يكون مثار جدل.. ودلل أن ما وجدته «قنبلة» من رواج اكثر مما وجدته «روعة» لعصام محمد نور. وقال ان الفنانين الان يسوقون انفسهم عبر الغناء الهابط.. لانه لا توجد أزمة شعر ولا أزمة مفردة.. انما هبوط في المعنى يحتاج لشاعر وصفت بالهابطة ليسوا من الشعراء المعروفين، وانما اشخاص يفتقرون القدرة على التعبير.. وهاشم صديق يكتب والكتيابي، ومحجوب شريف، والاعيسر وغيرهم من الشعراء.. فكيف تكون هناك أزمة مفردة؟ وحتى لا نظلم الجيل الجديد بانه يريد الغناء الهابط قال ايهاب «مما قمنا.. وجدنا غناء هابطاً تجاوز غربال الاذاعة عندما كانت المميز الوحيد للفنانين وغنت الفلاتية «الليمون سقايتو علي» ووجدت هجوماً حينها.. وكذلك الراحل احمد المصطفى في المقطع الذي يقول فيه «ازور بيت الخياطة» كلها اجيزت ووجدت نقداً. الخرطوم: ماجدة حسن