الخرطوم : هويدا المكي : على الرغم من تطمينات الولاية للمتضررين التي اعلنها الوالي في اول ايام العيد بمناطق الكرياب ومرابيع الشريف ان الصندوق الذي أنشأته الولاية لهذا الغرض سيبدأ مهمته بحصر المنازل التي تضررت كلياً أو جزئياً بالتعاون مع القيادات المحلية وان الأولوية في أعمال الصندوق ستكون لإعادة تأهيل المرافق العامة كالمدارس والمراكز الصحية والمساجد ومن ثم تبدأ عمليات التعويض العيني للمواطنين بتوفير مواد بناء للمنازل التي تهدمت بفعل السيول معلناً ان الولاية وضعت مبلغ «10» مليار في الصندوق وهو مفتوح لمساهمة الخيرين وغيرهم، فيما كشف امين امانة المؤتمر الوطني مندور عن اتجاه الولاية الى منح المتضررين بلكات للبناء لاعادة تشييد منازلهم بدلا عن منحهم اموالا نقدية وطالب المنظمات بالمساهمة في جلب ماكنات البلكات للمساعدة في اعادة تشييد المنازل المتضررة الا ان المتأثرين تخوفوا من عدم ايفاء الولاية بوعدها ومساهمتها في اعادة بناء منازلهم التي جرفتها السيول وقالوا ان الدعم الذي وصلهم ولازال مستمرا الغذاء والكساء وهم ليسو في حاجة الى ذلك اكثر من حاجتهم الى غرفة تضم ابنائهم من اشعة الشمس الحارقة. التقت «الصحافة» بمجموعة من المتأثرين الذين ابدوا قلقهم من تماطل الولاية في مساعدتهم او التلاعب من بعض الجهات كما حدث في تسريب الاغاثات الى الاسواق، وابتدر الحديث الحاج العوض فضل قائلا عند زيارة الوالي اليهم ووعده لهم بالتزام الولاية بمساهمتها في اعادة وتأهيل وبناء منازلهم شعروا باطمئنان وكانت الزيارة للمتأثرين ذات تأثير واضح عليهم لكن بعد الاخبار التي وردت في بعض وسائل الاعلام بان هنالك بعض الجهات تلاعبت في الاغاثات التى بعثت بها بعض الدول وتم تسريبها الى الاسواق بدأ الخوف والقلق يسيطر على المتضررين خاصة انهم لا يملكون قوت اليوم مطالبا الولاية ان تقف معهم وتهتم باعانتهم ولو قليلا حتى يشعروا بالامان وقال ان اغلبية الاسر التي جرفت السيول منازلها من ذوات الدخل البسيط وليس بمقدورهم بناء غرفة واحدة من الجالوص، من جانبه قال المواطن صلاح ان الحياة باتت قاسية وليس هنالك اصعب مما يفقد الانسان المأوى الذي يحفظ اسرته مبينا ان جميع الاسر المتأثرة عاجزة ماذا تعمل وكيف تعالج ما حدث لها من اضرار خاصة ان ليس لديها القدرة في اعادة مناطقهم ولو بابسط الاشياء، وهم في انتظار العون الذي وعدتهم به بعض الجهات المسؤولة متمنين منها ان لا تخذلهم وان جميع الاسر معولة ومعتمدة على هذا الدعم الذي يتمثل في طوب البلك بينما تساءل المواطن عماد عن حديث امين امانة المؤتمر الوطني غندور بان الدعم سيكون بلكات للبناء بدلا عن دعم مالي ماذا يقصد هل لخوفهم من بعض الجهات ان تتلاعب بالاموال ام من المتضررين انفسهم؟ مبينا ان المتأثرين ليس يهمهم ان كان الدعم ماليا ام غيره بل يصلهم الدعم ايا كان نوعه. وقالت ام الخير انها استطاعت ان تجمع بقية مقتنياتها بعد ان تهاوي منزلها بفعل السيول والتي لاتزال المياه تحيط ببقايا المكان لكنها ستبدأ في بناء المنزل فورا لانها لاتستطيع البقاء في العراء لمدة اطول من ذلك وتستعين بذلك بالمواد المحلية وبقايا المنزل وهي في انتظار الدعم الذي تحدثت عنه الولاية ولم تفقد الامل حتى الان على الرغم من الحديث الذي تسمعه هنا وهناك عن ان الولاية لا تستطيع دعم جميع المتأثرين. وليس بعيدا عن بقايا منزل ام الخير وجدنا مجموعة من الشباب يقومون بصناعة طوب من الطين وعندما سألنا احدهم قال ان اسرته ذهبت الى احد اقربائه لان الاقامة باتت صعبة خاصة ان لدية اطفال صغار، مشيرا الى دور الاسرة التى يقيموم معها وهي على اهبة الاستعداد ان تضمهم اطول فترة ممكنة حتى ينصلح الحال لكن على الرغم من ذلك لا يستطيع تركهم اكثر من ذلك وقاطعناه بالحديث لماذا انت مستعجل للبناء بالطوب الاخضر والولاية وعدتكم بالدعم والبناء بالبلوكات؟ صمت برهة وقال: ان الدعم يحتاج الى زمن طويل اذا حدث اصلا، موضحا ان عدد المتضررين كبير جدا ويشك في ان الولاية تستطيع دعمهم لذلك لابد ان يجتهد حتى ولو ان يقوم ببناء غرفة تضم ابناءه الصغار حتى لا يكونوا عالة على الآخرين ثم رجع وقال اما اذا اوفت حكومة الولاية بما وعدت فهذا ما تنتظره كل اسرة متضررة.