تفشت في الفترة الاخيرة بسوق بورتسودان ظاهرة التداوي بالاعشاب البلدية ،وسط مخاوف مراقبين من ان يقود ذلك الى سلبيات يتضرر منها المواطن ،الا ان آخرين يعتبرون العلاج بالاعشاب افضل واقل سعرا مقارنة مع العلاج بالمستشفيات ،ويرون ان الفقر الذي يرزح تحت وطأته 90% من سكان بورتسودان دفعهم للاتجاه الى العلاج الاقل سعرا بغض النظر عن ما يحيط به من مخاوف. وانتشرت هذه الظاهرة في عدد من مناطق وولايات السودان خاصة في الخرطوم عاصمة البلاد حيث اصبحت منطقة السوق العربي وبعض الاسواق ببحري وام درمان تكتظ بهذه المحلات، واحيان تجد اصحابها يقومون بمناداة المواطنين عبر مكبرات الاصوات، وتلقت وزارة الصحة بالخرطوم في الفترة الماضية بلاغات من مواطنين تناولوا خلطات عشبية لعلاج امراض يشتكون منها ،وقالت الدكتورة ميادة الهادي مدير ادارة النباتات الطبية والعطرية بالادارة العامة للصيدلة بالوزارة، في تصريحات صحفية ان الخلطات العشبية لها مخاطر صحية يصعب تداركها وانها مجهولة المكونات ومقدار المكونات التي يتناولها المواطن اضافة لتعرضها للتلوث. من جانبه قال الاستاذ عثمان حدوق خبير ومختص بالادوية العشبية ببورتسودان (للصحافة): نحن لدينا اتحاد ويطلق عليه اتحاد العشابين السودانيين ،به دكاترة واختصاصيون وتوجد معاهد في الخرطوم قامت خصيصا لعلم التداوي بالاعشاب، ونحن نرفض عبارة الطب البديل التي يطلقها البعض ويتم تدوالها في الاعلام ،و الصحيح هو طب الاعشاب لانه الطب الاصلي وليس البديل، ومضي في حديثه ،مشيرا الى انه درس العلاج العشبي بعدد من الدول الاوربية ،مؤكدا ان الاضرار التي يلحقها الطب العشبي قليلة مقارنة مع العلاجات والعقاقير الطبية ،ويلفت الى ان تعرض الاعشاب لاشعة الشمس يسهم في تحللها وهذا ماقد يلحق ضررا بالمواطن الذي يشتريها للعلاج. واستطلعت (الصحافة) عددا من المواطنين الذين اختلفت آراءهم ،ويشير الطالب الجامعي مصطفى محمد الى ان الكثير من المواطنين يفضلون شراء الادوية العشبية بسبب ظروفهم المادية، ومعلوم ان الادوية في الصيدليات تباع باسعار غالية ومعظم الاسر تعاني من الظروف الاقتصادية الطاحنة، أما المواطن علي ادريس فقد اشار الى ان المواطن في الريف يعتمد بصورة اساسية على العلاج بالاعشاب الطبيعية ،وذلك لقناعتهم بجدواها ،اضافة الى عدم وجود مراكز صحية ومستشفيات توفر لهم العلاج. الصحافة