منظمة الصحة العالمية تؤكد أن ملايين العراقيين مصابون بامراض نفسية جراء الحروب والأزمات المستمرة في بلادهم، ونشطاء يطلقون مبادرة للتخفيف من معاناتهم. بغداد - أكدت منظمة الصحة العالمية أن ستة ملايين عراقي (أغلبهم من الأطفال) مصابون بامراض نفسية جراء الحرب والعنف المستمر في بلادهم منذ عقود. ويرفض كثير من العراقيين الاعتراف بالامراض النفسية، ويعزفون عن معالجتها بسبب ثقافة العيب المنتشرة في البلاد. وتشير نتائج آخر إحصاء للأمراض النفسية في العراق أجري بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، إلى أن نسبة الأمراض النفسية في البلاد بلغت 18.6 بالمئة (حوالي 6 ملايين من أصل 32 مليونا) وتؤكد وجود حوالي 300 ألف شخص مصاب بالفصام، فضلا عن ان 40 بالمئة من مراجعي المراكز الصحية في البلاد يعانون من مرض نفسي لايرغبون بالبوح به. وشهد العراق حصارا دوليا الى جانب ثلاث حروب مدمرة خلال العقود الأخيرة أسفرت عن أمراض اجتماعية ونفسية متنوعة. ولا تتضن البلاد سوى ثلاثة مستشفيات نفسية (الرشاد وابن رشد في بغداد وسوز في السليمانية) فضلا عن 36 مصحة نفسية و200 طبيب فق (طبيب واحد لكل 150 الف نسمة)". ويؤكد المراقبون أن المصابين بالاضطرابات والامراض النفسية يلجؤون عادة للمشعوذين والمحتالين ما يؤدي الى تفاقم المرض وتضاؤل فرص علاجه. وقامت السلطات العراقية بإصدار قانون للصحة النفسية عام 2005 بهدف تأمين رعاية مناسبة للمصابين والتخفيف من معاناتهم ضمن برنامج علاجي منظم يهدف الى معالجتهم وإعادة تأهيلهم اجتماعيا، الا ان القانون الجديد واجه قصورا كبيرا في التطبيق تجلة في الاهتمام بالشق الطبي وإهماله الجانب الاجتماعي. وقدم بعض العاملين في منظمات المجتمع مؤخرا مبادرة جديدة تهدف للتخفيف من معاناة المرضى النفسيين في العراق، وتتضمن توفير كوادر طبية متخصصة في مجال الصحة النفسية وبناء المزيد من المباني الصحية المتخصصة (مستشفيات ومصحات نفسية) والاستفادة من تجربة البلدان المتقدمة في هذا المجال. كما تدعو المبادرة إلى نشر الثقافة النفسية وتضمينها في المناهج الدراسية وقيام منظمات المجتمع المدني المختصة بهذا المجال بفتح عيادات مختصة في توفير استشارات نفسية واعداد دراسات واحصائيات مستمرة تحدد طبيعة الامراض الموجودة من حيث نوعها واعداد المصابين بها، ليتم على ضوئها وضع خطة استراتيجية لضمان العلاج.