ماتوا 35 بس ، هكذا وببرود قالها سادن بائن بعد يوم دام قتل فيه ما يزيد عن 210 شهيد في مدن وقري السودان وبالأمس أعلنت الحكومة حصيلة جديدة للشهداء قوامها 70 ، يعني ضربوا الرقم في 2 ومن قبل ذلك كان سادن آخر قد قلل من أهمية العنف الدائر في دارفور بالقول أن القتلي 10 ألف بس . وكلمة بس عند السدنة والتنابلة لا تعني قلة العدد بقدر ما تعني الاستهانة بالمعدود . ومن ضمن هذه الإستهانة أن النظام أنكر قتل الشهداء وألقي باللوم علي جهات مجهولة تحمل السلاح ولو صدقنا أن السودان ضمن منظومة ال 20 الكبار لصدقنا حكاية الجهات المجهولة التي لا تظهر إلا حين يتظاهر الناس ضد الحكومة . والجهات المجهولة لا تتصيد إلا المعارضين ولو كانوا في زنازين النظام ، فقد أغتيل شهداء داخل بيوت الأشباح وفي الشوارع بل أمام منازلهم ، واغتيل طلاب وطالبات بدم بارد ، واغتيل البجة في بورتسودان وهم في مظاهرة سلمية واغتيل في كجبار شباب كانوا يرفضون التهجير . ولأن ملفات القتل تطوي بسرعة فإن القتل يظل مستمراً ، والإنكار يظل سيد الموقف مختوماً بكلمة بس . ولو (نفق) وزير بحادث حركة أعلن النظام الحداد ونكس الأعلام وأطلق اسمه علي شارع رئيسي وتأسست منظمة لتخليد ذكراه . لقد أضاف النظام سبباً آخر للناس لا للتظاهر وإنما لإسقاطه مهما كلف الأمر . وباتت المعادلة واضحة للذين كان في عيونهم ( طشاش) من أجل بقاء النظام تصرف الأموال العامة علي الدفاع والأمن ، والناقصة ( تنتم) من البنزين ولو مات المساكين ومن أجل بقاء النظام تضرب المظاهرات بالرصاص الحي لقتل المتظاهرين ولكنها معادلة طرفها القوي هو الشعب ، إذ لا يستطيع رصاص القتلة محو 30 مليون شخص من الوجود هم الغالبية الفقيرة والمعارضة في بلادي . ولا تستطيع الأيدي المرعوبة أن تطلق الرصاص علي الحشود متي ما تقدمت بثبات نحو القصر ولا يستطيع السدنة بعد ذلك أن يقولوا للإنتفاضة ( بس) ، وعندها يرجح ميزان الشعب لا مناص ثورات الشعب البيضاء في اكتوبر وابريل باتت حمراء في سبتمبر عذراً أيها الشهداء ما زالت دماؤكم ساخنة في الطرقات ، عذراً أيها البنين والبنات وموعدنا لا زال قائماً في الساحات عندما يلتقي جيل البطولات بجيل التضحيات الميدان