المسكين هو من لا يملك قوت يومه ، وطبعا 90% من ابناء الشعب السوداني مساكين ، جميعهم يستدين قبل آخر الشهر ، فالمرتب لا يكفي الشهر ، واليوم بعد ان رفعت حكومة الإنقاذ الوطني ، الدعم عن المواطن ، ذلك الدعم الذي توارثته الأجيال جيلاً بعد جيل منذ الإستقلال ، وإنتهى عهده في زمن الإنقاذ ، أصبح المواطن يستدين مع نهاية العشرة الأوائل ..!! . بعد رفع الدعم ، ظل السفير الأمريكي ( يفول التنك ) ، وظل أصحاب العربات يقضون كل مشاوريهم ومكيفات عرباتهم لا تتوقف وكأن شيئاً لم يكن ، وظل الأغنياء يتسوقون بلا حدود ، فتلك الدريهمات التي اضيفت على بعض السلع لا تؤثر في سلوكهم الإستهلاكي ، فالمليارات التي لا تنتهي ، تفي بكل الأغراض ..!! . بعد رفع الدعم ، قل حجم الرغيفة للنصف ثم إنعدم ، وقفزسعر أنبوبة الغاز من 15 جنيها إلى 35 جنيها ، وزادت تعرفة المواصلات بنسبة 100 % ، وستزيد فاتورة المياه في مقبل الأيام كما الكهرباء ، وتوقفت بعض شركات الطيران عن العمل داخل السودان لغلاء الوقود ، وزاد الدولار الجمركي ، وزادت الضرائب ونشطت الحملات المرورية للتحصيل يعني التأثير لم يأتي إلا على الشرائح الضعيفة ، التي قيل انها لن تتأثر ..!! . بعد رفع الدعم ، ظهرت دمغات غريبة صادرة من ديوان الضرائب تصل قيمة الدمغة لخمسة جنيهات ، وهذه الدمغات بدون عنوان ، يعني لا نعرف لها جهة صرف ، ولا دمغة واحدة تتحدث عن دعم مرضى الكلى والسرطانات ، يعني المواطن يدفع وهو لا يعلم اين تذهب أمواله ..!! . بعد رفع الدعم ، أصبحت الشرائح الضعيفة ، تبحث عن مصدر دخل اضافي لتغطي به الزيادة التي طرأت على الأسعار ، ولكن هيهات ، فالإقتصاد أصبح في خبر كان ، ولايقبل القسمة على مادون الأغنياء ..!! . نحن لا نريد ان نثبت ان رفع الدعم كان له الأثر السالب على المساكين ، فهذا الكلام قلناه وعارضنا هذا القرار ، ولكن هاهي مياه زيادة الأسعار في السلع المنقذة للحياة كضبت غطاس خطابات الإنقاذ التي طلعت فشنك ، ولكن نريد ان نثبت ان المسألة لم تكن رفع دعم ، فالدعم رفع منذ زمن بعيد ، وكل ماحدث هو زيادة في الأسعار .. . قيل لنا في دروس التاريخ في الصف الخامس الإبتدائي ان الضرائب الباهظة كانت من اسباب سقوط حكم الباشوات والإمبراطوريات العظمى ، كانت هذه الدروس في السابق ، أما اليوم منهج التاريخ يتحدث عن تاريخ شبه الجزيرة العربية ودورها في السودان ..!! [email protected]