مثل كثيرين غيرنا استبشرنا بما أعلنه وأذاعه البنك المركزي بأنه وجه البنوك المحلية للعمل بتسليم الحوالات الواردة إليها بالعملة المحددة في التحويل للمستفيد (دولار- يورو- ريال – درهم- استرليني ... وغيرها من العملات)، واتجه الكثيرون للتعامل عبر هذه الآلية ، ولكن!! ( ولكن السودانية هذه دائما هي استدراك " للكن الكلام أو الموضوع") يبدو أنها كانت شركا لأمثالنا ممن لازالت لديهم ثقة في النظام المصرفي و سياساته التي يعلن الالتزام بها!!! في أواخر شهر أكتوبر 2013 قمت بتحويل مبلغ بالدولار عبر بنك (تلي موني) إلى بنك البركة – فرع المغتربين، وعند مراجعة المستفيد أفادوا بأنه لا تتوفر لديهم دولارات في الوقت الحاضر وعليه مراجعتهم بعد الساعة (12) ظهر اليوم التالي، وعند مراجعته لهم أفادوه بأنه ليست لديهم دولارات وأنه أمام خيارات ثلاثة: استلام المبلغ بالعملة المحلية!! استلام المبلغ بالريال السعودي بعد ان أبانوا له أنهم سيحاسبونه على أساس سعر الدولار 3.75 ريالا سعوديا مع العلم بأن البنك المراسل (تلي موني) يبيعك الدولار بسعر 3.77 ريالا، وبعد السؤال عن السبب في فرق السعر أجابوا أنه بيع وشراء!! إعادة المبلغ للبنك المرسل (تلي موني) ليعيده لصاحبه بعد خصم قيمة الإعادة – بمعنى أنك تدفع للبنك المرسل رسوم التحويل و تدفع للبنك المراسل رسوم إعادة بعد فشله هو في الإيفاء بالتزاماته للبنك المرسل!! وبعد الاتصالات وتدخل ممثل البنك في السعودية تمت معالجة الأمر وسلم المبلغ بالدولار وقلنا ( العَتْرَة بِتْصَلِّح المشية)! وما كنا ندري أنها لدغة أولى، أو لعلها قد تكون لدغة واحدة وبس!! ولسذاجتنا ما كنا نظن أننا سنلدغ ثانية وخلال شهر !! وهذا ما جري صبيحة يوم الاثنين 2/12/2013، فعندما راجع المستلم بنك البركة فرع المغتربين لاستلام مبلغ محول بالدولار حول عبر(تلي متوني) يوم الخميس 28/11/2013 أفادوه بالتالي: استلام المبلغ بالريال السعودي بنفس طريق الحساب السابقة!! وإن كان في عجلة من أمره يمكنه استلام المبلغ بالعملة المحلية!! وقد ترك الخيار الثالث هذه المرة مفتوحا؟ بمعنى أن يقوم هو بالمتابعة معهم عبر رقم هاتف تم تزويده به ليتصل عليهم من وقت لآخر ومتى ما توفرت دولارات لدى البنك يحضر لاستلام المبلغ بدون أي تحديد لتاريخ أو وقت لذلك!! وهذه تجربة شخص لدغ من بنك البركة مرتين خلال شهرين والغريق قدام وعلى كل مغترب تدبر أمر تحويله بصورة أفضل؟ ومن وعظ بفعله كان هاديا السعيد من وعظ بغيره