الخرطوم :رندة بخاري بلغ سيل الدراميين الزبى؛ ومن ثم نفد صبرهم على الأوضاع التي يعيشونها على وجه العموم بجانب الأجور الزهيدة التي يتقاضونها من الاذاعة الأم (هنا أم درمان) وجأروا بالشكوى لادارة الدراما بالاذاعة بيد أنها صمت آذانها حتى لاتسمع شكواهم؛ رغم أنها لاتعدو أن تكون سوى تعبير عن أوضاعهم المالية المزرية الداعية للشفقة؛ كيف لا والظروف الاقتصادية عصفت بذوي الدخل المرتفع؛ فمابالكم المحدود كلكم راعٍ طرق الممثل غدير ميرغني وزملاؤه من الممثلين العديد من الأبواب كان أولها إدارة الدراما باذاعة هنا أم درمان عملاً"بكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته"؛ ولكن ذلكم الطرق لم يؤدِ الى نتيجة تذكر؛ وقال غدير أمس ل(الأهرام اليوم) واصفاً حاله وحال زملائه منذ العام 1990م قائلاً بأنه لم تحدث لنا زيادة في الأجور؛ فقد لايعلم كثيرون اننا في الاذاعة لازلنا نتلقى عشرين جنيه على الأدوار التي نلعبها في المسلسلات الاذاعية؛ تلك الدراما التي ارتبطت بوجدان المستمعين سنين لاتحصى ولاتعد؛ والغالبية العظمى لازالت الى يوم الناس تدير المؤشر نحو موجة هنا أم درمان من اجل الاستماع الى المسلسل اليومي. تلاحقت الكتوف وأضاف حتى العشرين جينه لايتسلمها الممثل كاملة فهي تصل اليهم ثمانية عشر جنيه بعد أن تخصم منها إثنين جنيه ضريبة؛ وهذا المبلغ يقدم لكبار الممثلين أمثال محمد شريف علي ..رابحة أحمد محمود ..فائزة عمسيب ..عبدالرحيم قرني وذات المبلغ يقدم لممثلين مبتدئين تتلمذوا على يدي الأسماء سالفة الذكر؛ إذ كان بالأمس هنالك تصنيف يحفظ للمثل مكانته فهنالك ممثل درجة أولى وثانية؛ وعلى هذا التصنيف يكون التقييم المادي؛ اما اليوم فقد تلاحقت كتوف الاستحقاقات المادية مابين الجيل الجديد والقديم. من أجل المستمعين الممثلة فائزة عمسيب التي أنفقت عمراً عزيزاً في العمل بهنا أم درمان؛ وربما هذا ما جعلها على حد تعبيرها في الاتصال الذي جمعها أمس ؛أن تقول بالتأكيد الأجوز زهيدة جداً (مادايرة إتنين تلاتة) ولكن حبنا وتقديرنا للمستمع هو الذي يجعلنا نتحمل هذا الوضع خاصة وأن الدراما الاذاعية يعشقها الكثير من المستمعين. مجلس للقلع والجباية الممثل الكندي الأمين الذي دخل الاذاعة وهو لازال طفلاً؛ والفضل يعود في ذلك الى معتصم فضل مدير الهئية القومية للاذاعة ومثل بها منذ نعومة أظافره العديد من الأدوار بدا الاستياء عليه من خلال حديثه ل(الأهرام اليوم) والكندي يرى إنه اذا رفض أن يمثل نسبة للأجر الضعيف هذا غيره سيقبل؛ ومضى بالقول بما أن المجلس الموسيقي المسرحي جاء من أجل الارتقاء بالممهنة كان الأجدى أن يسعَ لزيادة أجور الدراميين العاملين بالاذاعة؛ ولكن للأسف هذا الأمر ليس من أولوياته فهو يهتم للحصول على (قروش الترخيص فناس المجلس شغالين جباية وقلع) هذا من جهة؛ ومن أخرى معتصم فضل هو أستاذنا خاصة وإنه في الأصل مخرج في مجال الدراما فكنا نتوقع منه أن ينصفنا؛ وألايغض الطرف عن مشاكلنا التي نعاني منها؛ وبالتأكيد هذا سيؤدي الى انقراض الدراما الاذاعية مثل التلفزيونية التي من واجب المجلس المسرحي أن يبحث في المشاكل التي أوقفتها ليشرع في حلحلتها. متى سيرفع الظلم عنا؟؟ عاد غدير ميرغني وطرح سؤالاً على إدارة الاذاعة وعلى رأسها معتصم فضل مديرها العام وهو لماذا يقدمون الى الموسيقيين استحقاقاتهم المادية أول بأول؛ اما نحن الدراميين فتتأخر للدرجة التي تتداخل فيها الشهور مع بعضها البعض رغم ضعفها الذي لايمكننا من مجابهة الظروف الاقتصادية الصعبة؛ وأين ادارة الدراما التي يديرها كل من دفع الله حريكة وابراهيم الطيب بانقا؛ وزاد بالقول نحن مظلومون ولاندري متي سيرفع الظلم عنا؟؟ الاهرام اليوم