خلال شهرين فقط صدر عدد من التقارير العالمية احتل السودان في جميعها ذيل القائمة،حيث كان آخر تقرير صدر عن منظمة الشفافية الدولية وصنف التقرير السودان وليبيا والعراق وسوريا واليمن بين الدول الأكثر فسادا في العالم،رغم مفوضية مكافحة الفساد ورغم شهادات رئيس البرلمان في منسوبي الحكومة،ولم يكن الوضع بحاجة إلى تقرير منظمة الشفافية لأن الواقع اليومي وحده يكفي،لكنه تثبيت للحقائق،تقرير آخر صدر قبله تصدر فيه السودان إقليم الشرق الأوسط وشمال افريقيا فى أعداد المصابين بفيروس نقص المناعة "الإيدز" على الرغم من المشروعات والبرامج التي تصرف عليها المنظمات الأممية، تقرير قبله أصدرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة حيث احتل السودان ذيل قائمة الدول العربية التي يعاني سكانها من سوء التغذية وأشارت الدراسة إلى أن غالبية الدول العربية حسنت من مؤشرات الجوع، ففي الفترة من 1995 إلى 2013 قلت معدلات الجوع إلى أكثر من النصف في دول مثل مصر وتونس حسب التقرير كما حققت موقعا متقدما دول الأردن والكويت ولبنان والسعودية وتونس والمغرب وليبيا وتركيا غير أن السودان فضل أن يبقى رقم (74) القائمة،والفترة من 1995 حتى 2013 لو عددنا البرامج والمشروعات التي تبنتها الحكومة في هذا الشأن لن نستطيع،والناتج صرف أموال بلا ثمرة..تقارير الجوع يتصدر السودان فيها ذيل الترتيب رغم الصراخ والتحدي بتأمين الغذاء للمنطقة العربية والأفريقية،وتقارير الجوع تصدر رغم أنف شعارات نأكل مما نزرع، وقبل تقرير الجوع هذا احتل السودان المرتبة رقم "170" من مجموع"179" دولة هي الأقل احتراما للصحافة التقرير أصدرته منظمة "مراسلون بلا حدود" شهر أكتوبر وهو تقرير سنوي..الأسبوع الفائت وصف السفير البريطاني بالأردن مطار الخرطوم بأنه أسوأ المطارات التي زارها في العالم،حيث يحتاج لكل شيء حتى الابتسامة.. معلومة أخرى قالها رئيس حزب الأمة أول من أمس،ثلث ميزانية الأممالمتحدة تذهب دعماً لوقف الحرب بالسودان..أيعقل كل هذه مؤامرات دولية تُحاك ضد السودان لأنه يطبق الشريعة الإسلامية،لماذا لا ترحمونا ،لماذا لا نواجه واقعنا مرة واحدة،لماذا تؤمن حكوماتنا بالمؤامرة لهذه الدرجة البلهاء..السودان لم يفشل في تحقيق أمن غذاء مواطنيه فحسب بل فشل في تحقيق قوت يومه،يحدث هذا بينما العالم لا يزال يصنفه سلة غذاء العالم،ويحدث هذا بينما يتبنى السودان مبادرة عربية وأفريقية..وحيثما يوجد الجوع يوجد المرض والفساد،حيث لا غرابة في أن نتذيل قائمة الشفافية وقائمة الأيدز وقائمة عدم احترام الحريات،محبط مبكي أن يصل السودان هذا الدرك من الفشل والهوان،وسوء السمعة بل أصبح السودان عبئاً على العالم ولا نزال تحت سيطرة نظرية المؤامرة،واجهوا الواقع مرة واحدة فقط حتى لو كانت مؤامرة. الجريدة