تسود مخاوف حقيقية بالولاية الشمالية من فشل الموسم الزراعي الشتوي وانهيار زراعة القمح، الأمر الذي يلقي بظلاله على مستقبل مخزون البلاد من هذه السلعة الإستراتيجية العام المقبل، ونقل عدد من المزارعين بأنهم شرعوا في مستهل ديسمبر الجاري في زراعة القمح، رغماً عن أن هذا التوقيت(بالتحديد) هو ميعاد "الريَّة" الثالثة للقمح سنوياً، الأمر الذي يعني تأخر زراعة القمح بمعدل ثلاثة "ريَّات"، وأضافوا بأن المزارع البسيط أصبح غير قادر على تحمُّل تكلفة الزراعة من تحضير وسماد وتقاوي، مما جعله يقع فريسة لشروط إنتاج مزرية يفرضها أثرياء المزارعين ومالكي المشاريع الزراعية، بحيث يحصل المزارع على نسبة(17%) من إنتاج حواشته مقابل تمويل الرأسمالية الطفيلية لتكاليف العملية الزراعية، وكشفوا عن عدم قدرة المزارعين البسطاء على دفع تكاليف كهربة المشاريع الزراعية، حيث تبلغ قيمة المولد الكهربائي(17) ألف جنيهاً والقيمة الكلية للتوصيلات والأسلاك وخلافه حوالي(26) ألف جنيهاً، الأمر الذي وضع الأراضي الزراعية بالولاية الشمالية تحت سيطرة أثرياء المزارعين والرأسمالية الطفيلية- بحسب تصريحاتهم- وأبدوا عدم تفاؤلهم بنجاح الموسم الحالي وفشل زراعة القمح بالولاية جراء شروط الإنتاج القاسية وارتفاع تكاليف الإنتاج وغلاء أسعارها. الميدان