تعيش معظم مناطق ولاية الجزيرة وتحديدا حاضرتها ودمدني تعيش هذه الايام في حالة من الرعب بسبب اسراب الجنادب التي غزت الولاية منذ قرابة الاسبوعين حيث تحلق في سماء الولاية بصورة مرعبة يعجز القلم عن وصفها مهما كتب لدرجة انها دخلت البيوت من كل الاتجاهات اتخذت من (حيطانها ) متكئا لها ليس ذلك فحسب بل دخلت حتي (الدولايب والاوان المنزلية و...) كل ذلك ( كوم )لكن يبقي ال(الكوم ) الاخر والمدهش حقا هو اقتحام هذه الجنادب للمؤسسات الحكومية المنوط بها تحقيق الامن للرعية من كل شئ بما فيها (الجنادب ) لكن ذلك لم يحدث البته والدليل هو ان غزو (الجنادب ) وصل (مرمي ) وزارة الصحة الولائية بودمدني . (تسع سنين طويلة ) !! السؤال الذي يحق لنا ان ننطلق من ( منصته ) هو : هل هذا هو اول عام لغزو (الجنادب ) الي ولاية الجزيرة ؟ والاجابة بكل صدق لا والف لا فالتاريخ يحفظ عن ظهر قلب ويوثق ان اول ان أول ظهور لحشرة الجنادب بولاية الجزيرة كان في العام 2004 ووقتها أحدثت أضراراً صحية كبيرة خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بأمراض الحساسية والأزمة والرئة وكان في تلك السنة 2004م أُصيب عدد كبير من المواطنين وظل قسم الحوادث في مستشفى مدني التعليمي يستقبل اعداداً من المصابين في عدد من الاحياء بجانب العاملين في الحقول الزراعية وامتدت الحشرة في الظهور علي مر السنوات الفائته حتي يوم الناس هذا متسببة في اصابات المئات هذه خلافا لمن تسببت في نقلهم الي الدار الاخرة . غزو الوزارات الجديد في امر (الجنادب ) هذا العام انها وكما اسلفنا غزت السادة المسئولين في عقر وزاراتهم فلم يكن امامهم من سبيل سوي ان يغضو ا عنها البصر ويسمحوا لها بالتسكع والتلكع في ظل عجز شاب الجهات المسئولة مكافحتها في هذه الولاية المنكوبة نحو زهاء العشر سنين منذ ظهورها في العام 2003 وفي كل عام تجدد المعناة علي مواطني ولاية الجزيرة الذين صعبت حياتهم واصبحوا يعيشون في ظلام دامس وذلك لتخوفهم من جذب الانارة لحشرات الجنادب في ظل غياب تام لمختلف مظاهر الحياة خصوصا في دور العبادة والنوادي وتبادل الزيارات المسائية اضافة الي العزلة التي فرضت بأمر سيادة (الجندب ) والعنوان ظلام حالك يسود ارجاء مدينة ودمدني وقري ولاية الجزيرة في الفترة الليلية وهي الوضعية التي تجبر المواطنيين علي التزام منازلهم مع غروب الشمس وذلك خوفا من هجوم مضاد للجنادب التي ا دخلت الرعب في قلوب المواطنيين . شكاوي الرعية ويقول المواطن عبدالرحمن صالح ان الجنادب المنشرة في واية الجزيرة بصورة عامة وفي حاضرتها ودمدني علي وجه التخصيص هي للعلم فقط مشكلة موسمية تتجدد في مثل هذه الايام من كل عام وقد تتسبب في امراض ومضاعفات كثيرة وخطيرة تؤدي الي (الموت ) احيانا ومضي بقوله هذه المشكلة لاتعاني منها مدينة ودمدني وحدها بل هناك عدد من القري بولاية الجزيرة تشكو من انتشار كثيف لافة (الجندب ) ماجعل المواطنيين يعيشون في حالة من الرعب منذ عدة ايام بسبب غزو اسراب الحشرات الليلية لاسيما الجنادب علي المدينة التي تحولت الي ظلام دامس بعدما اضطر السكان الي اطفاء الانوار حتي لاتتسبب في جذب الحشرات . وفي ذات الاتجاه مضت المواطنة فايزة عبدالرحمن حي مايو نص حيث اكدت ان المدينة اصبحت شبه مهجورة وغارقة في ظلام دامس و انهم اضطروا الي اطفاء المصابيح الكهربائية بالمنازل تحسبا للاضرار التي تسببها افة (الجندب ) خصوصا امراض الربو بجانب ظهور موجات من الحساسية بسبب اختناقات من المادة التي تفرزها هذه الحشرة بعد موتها وقد حدثت في السنوات الماضية عدد من حالات الوفاة بسبب هذه الحشرة . وطالبت المواطنه فايزة السلطات المسئولة بالاسراع بعمل حملة بالمضخات الرزازية بمبيد ذو ااثر مباشر ذو فاعلية في مكافحة الافة والقضاء عليها للقضاء علي هذه الافة والقضاء عليها . سجن المنازل ويزداد الامر تعقيدا عندما ترتفع اصوات مرضي الحساسية والازمات من عدم توفر ادوية ((serofide inhaler و (symbicert بالصيدليات بودمدني وعزا احد اصحاب الصيدليات ل(السوداني ) ان عدم توفر ادوية الحساسية والازمات وشحها في الصيدليات وذلك بعدم التزام الوكلاء بتسديد الديون للشركات الخارجية ومتوقعا ان تصل هذه الادوية خلال اليوم او غدا لاهميتها وحوجتها لمرضي الازمات . ويقول المواطن محمود عثمان يسكن مارنجان حلة حسن ان الامر لايطاق واصبحت الحياة جحيم منذ انتشار الكثيف للجنادب الاسبوع الماضي فتحول الغرف الي سجن كبير يمنع الخروج منه بامر الجنادب وتمنعنا من فتح المنافذ فنختنق داخل الغرف من بشاعة منظر الجنادب في الحوش معلنا بمخاوف المواطنيين من تكرار وفيات الاعوام الماضية بودمدنى مشير الى انتشار داء الربو والحساسيه جراء التوالد الكثيف للجنادب التى اجتاحت المدينة . خسائر بالارقام ونتجت عن الظاهرة وفاة شخصين وبلغت حالات الاصابة بالامراض التنفسية بنقل 387 حالة مصابا بضيق التنفس الي مستشفي ودمدني وكشف مصدر طبي بمستشفي ودمدني التعليمي ل(السوداني ) انتشار امراض الحساسية والاختناقات التنفسية مشيرا الي ارتفاع نسبة المترددين علي المستشفي خلال الاسبوع الماضي اذ استقبلت المستشفي ( 387 ) حالة بمرض (الازمة ) وعزا ذلك للانشار الكثيف لافة الجندب خلال الاسبوع الماضي بسبب المادة التي تفرزها هذه الافة ووصفها بالارتفاع الاضطراري مقارنة بالاسابيع التي سبقتها الا انه قلل من خطورتها وقال ان الوضع بالمستشفي تحت السيطرة وذلك بتوفر جميع ادوية الاسعافات والطواري التي تقدم للمريض وكشفت احصائية للمستشفي تحصلت (السوداني) علي نسخه منها عن استقبال( 26 ) حالة بالازمة منذ ظهور الجنادب بتاريخ( 23)نوفمبر الماضي وكانت اعلي نسبة استقبال للمستشفي( 63 ) حالة بتاريخ( 26) نوفمبر اضافة الي ( 58 ) حالة بتاريخ 27 نوفمبر وكانت اخر احصائة امس الاول 1/12 الجاري باستقبال( 30) حالة . جريمة بلا متهم !! مصدر بوزارة الصحة قال ل(السوداني ) ان مكافحة افة الجندب ليست من صميم عمل وزارة الصحة وانما مهمة وزارة الزراعة مبينا ان الوضع (غير وبائي ) بل عرضي ترتكز علي توفير الاحتياجات من الادوية والعلاجات وبعض المبيدات معلنا عن ان هناك تنسيق مع وزارة الزراعة وفق نتائج المسح للحشرات وقال انتشار حشرة الجندب ليست صحية بل بيئية . فيما اقرت وقاية النباتات ومكافحة الافات بوزارة الزراعة بولاية الجزيرة عن بطء في مكافحة افة الجندب داخل ودمدني وموكدا في ذات الوقت سير عمليات الرش في الاحياء الطرفية وفي غضون اسبوع سيتم الانتهاء من عملية الرش ومكافحة الجنادب والقضاء عليها وقال المهندس عبدالمنعم حسن خليفة مدير الادارة العامة لوقاية النباتات بوزارة الزراعة بالولاية ل(السوداني ) امس في اتصال هاتفي ابلغ الصحيفة بانه الان في طريقه الي الخرطوم لاستجلاب مبيد وشددا علي تدخل وزارة الصحة بعمل حملات رش داخل المدينة وعزا ذلك الي حفاظا علي صحة الانسان مبينا ان عمليات الرش تمت في مناطق توالد الجندب خصوصا المناطق الطرفية وهناك عمليات رش بمبيد ب20 ومبيد ذو اثر باقي تم داخل الاحياء الطرفية وفي المساجد في ساعات النهار معلنا في غضون اسبوع سيتم القضاء علي الافة . اطباء يعددون مخاطر الجنادب يقول د/ وائل نور عثمان اختصاصي الانف والاذن والحنجرة والاستاذ بجامعة الجزيرة ان حشرة الجندب لها اضرار علي الاذن في حالة دخولها وقال انها تحمل ميكروبات وبكتريا وفطريات باعتبار انها تتوالد في اماكن الاوساخ وتتسب في التهابات حادة في الاذن الوسطي وقال ان في الاعوام الماضية تتطلب التدخل الجراحي في بعض الحالات واضاف في حديثه ل(السوداني ) انه من المفترض ان تكون هناك ادارة ازمات لدراسة الظاهرة التي تتجدد سنويا حتي يكون الاستعداد مبكرا للحد من خطورة هذه الافة . اخر مايمكن الاشارة اليه هنا هو اعلان ادارة وقاية النباتات بوزارعة الزراعة بولاية الجزيرة عن انطلاق حملة المسح الثانية لافة الجندب بمدينة ودمدني وضواحيها واعلن المهندس عبد المنعم حسن خليفة مدير الإدارة العامة لوقاية النباتات استعداد ادارته لتنظيم حملات بالتعاون مع وزارة الصحة بالولاية وفق نتائج المسح . [email protected]