عاشت العاصمة الجنوبية جوبا أوضاعا عصيبة أمس السبت عقب سماع أًصواتا لاطلاق النار أعادت للاذهان الايام العصيبة التي عاشتها العاصمة في منتصف ديسمبر من العام الماضي عقب إندلاع الاحداث بالحرس الرئاسي وإعلان الرئيس سلفاكير ميارديت عن إحباط محاولة إنقلابية إتهم نائبة المقال رياك مشار وعدد من قيادات الحركة الشعبية التاريخية بتنفيذها. وتناقلت وكالات الأنباء منذ صباح الامس تصريحات هنا وهناك عن نية رياك مشار مهاجمة العاصمة جوبا والسيطرة عليها الأمر الذي أثار هلعاً ومخاوفاً في أوساط المواطنيين بجوبا، وكان مصير المتابعين للشئون السياسية للدولة الوليدة الترقب الواضح. وربما رفعت التحركات الأخيرة للإدارة الامريكية (في نقل رعاياها وتحذيرهم من التواجد بجوبا وحثَّهم على إٍستئجار طائرات تجارية لمغادرة العاصمة الجنوبية ووصف الوضع بأنه غير آمن) من درجة المخاوف. وذكر مشار نفسه في تصريح لقناة "إسكاي نيوز " عربية أن هدف قواته هو "السيطرة على العاصمة جوبا باعتبارها مركز الحكم في البلاد وأكد في ذات التصريح أن قواته استولت على أربع مناطق على تخوم العاصمة. خطوط العودة يؤكد القيادي في الحركة الشعبية والمحاضر حالياً بجامعة هارفت الامريكية د لوكا بيونق ان أي خطوة يتخذها مشار في مهاجمة العاصمة جوبا والاستيلاء عليها سيقود لعزله من المنبر القومي الذي أتفق عليه وتنباه مع مجموعة السياسيين المعتقلين حالياً على خلفية المحاولة الانقلابية، والتي تبنت جملة قضايا اصلاحية لمؤسسات الحزب لتعزيز الديمقراطية داخل مؤسسات الحركة، ولم تشر إطلاقا في البيان الذي أعلنتة في السادس من ديسمبر الماضي للعنف او لإبعاد الرئيس سلفاكير ميارديت من سدة الحكم. وأكد أن تلك المجموعة السياسة لا تقف إطلاقا مع مبدأ الاستيلاء على السلطة بالعنف وذكر بيونق أن الهجوم على جويا سيسهم في إذكاء التيار العرقي الذي لن يكون في مصلحة أي طرف. وأكد ان مشار ليس في مصلحته سياسياً او دبلوماسياً مهاجمة جوبا والإستيلاء عليها بالقوة واضاف "السؤال الذي يفرض نفسه إذا نجح مشار في الاستيلاء على المدينة فماذا هو فاعل هل سيعلن نفسه رئيس وهل شعب الجنوب سيقبل الحكم بالعنف والمجتمع الدولي أم سيقود ذلك الى عزله. "وشدد " لا اعتقد ان مشار سيستفيد من دخوله جوبا وأكد على ضرورة أن تكون لمشار رسائل تتماشى مع المواقف التي تبناها مع المعتقلين التسعة في السادس من ديسمبر الماضي باعتبار ان أي خروج عنها سيعزله عن تلك المجموعة لكنه رجع وأشار الى أنه من الممكن أخذ تحركات مشار الأخيرة بشأن انتهاج العنف كوسيلة للتغيير وان لم يكن ضمن برنامجه الأساسي في أنه قد أُجبر على إستغلال التناقضات داخل الجيش الشعبي. وشدد على أهمية توقف مشار عن العنف عبر الاتفاق على وقف العدائيات، واطلاق النار، للمنبر الذي يدعو له المعتقلين والتاكيد على أن العنف لايمكن ان يكون وسيلة للتغيير، واشار لضرورة أن تكون لمشار رسائل تصب في إطار اعلان السادس من ديسمبر وان يعي جيداً ان النجاحات العسكرية قد لا تتماشى مع النجاحات السياسية. لكن بيونق رأي ان حديث مشار قد يدخل في اطار مجرد التهديدات لكنه لم يستبعد ان تكون هناك نوايا لمهاجمة جوبا من قوات لا تقع تحت ادارة مشار وتخلق اشكالية داخل جوبا وشدد على ضروزرة ان يكون للامم المتحدة دورا في حماية المدنيين عر التفويض المممنوح لقواتها بجوبا . لعبة الامم ويقول الخبير بالشأن الجنوبي علاء الدين بشير انه في السابق كان يحدث ان يزحف متمردين من الاطراف الي العاصمة نحو مركز السلطة وتمت دول افريقية كثيرة بتشاد ويوغندا وغيرها ولكن حاليا حدثت تطورات عدة وفي القانون الدولي جعلت من ذلك أمرا غير مقبول واضاف اذا كان حاليا الانقلاب العسكري من داخل السلطة غير مقبول دوليا واقليما فهذا يعني أن الزحف اصبح خطا احمر واكد ان ارتباط الانظمة بمراكز القوى الاقليمية والدولية تصعب ذلك واشار لما تم مؤخرا بدولة تشاد عندما وصلت المعارضين لنظام الرئيس ادريس دبي ودارت المعارك امام القصر الرئاسي وإجهضت المحاولة الانقلابية اقليميا وايضا ماتم في الخرطوم عندما وصلت حركة العدل والمساواة لقلب العاصمة الخرطوم "امدرمان " واجهضت ايضا واشار الي ان كل ذلك يؤكد انه لم يعد مسموحا بالزحف نحو مركز السلطة واسقاطها بالقوة وهو امر مرفوض دوليا واقليما واكد ان ذلك يقلل من فرص نجاح مشار في تحقيق مكاسب على مستوى الاستحواز على السلطة اذا نفذ تهديد الدخول الي جوبا واكد بشير ان مشار من الناحية العملية والعسكرية ليست لديه امكانية اصلا لاسقاط جوبا مالم يكن لديه حلفاء بداخلها وشار الي تماسك الجيش الشعبي حتى الان ودعمه اقليميا ودوليا واعتبر تحالف مشار الحالي هشا باعتباره يجمع المتناقضاتن الامر الذي يصعب معه الصمود طويلا ورجح أن تكون تهديدات مشار مجرد تكتيكات وعملية محسوبة بالاخذ بنظرية "الدمنو " في السياسية الدولية اي ان تكون هناك قوة دولية تنوي تعديل السلطة بدولة الجنوب وتديرها بتلك الطريقة بحيث تشكل ضغوطا على الرئيس سلفاكير ميارديت وتحدث تدخلات في اللحظات الاخيرة واعتبر الاجتماع السري الذي عقد بقامبيا بغرب افريقيا وربما يدخل في تلك النظرية الخاصة بلعبة الامم وتساءل لماذا احيط الاجتماع بالسرية وعقد في دولة مغمورة ولم تظهر نتائجة للعلن ورجح ان يكون اتخذ خلاله قرارات متعلقة مالات الاوضاع في الجنوب . قتال الملائكة الحكومة في جوبا قللت من الخطوة وإعتبرت حديث مشار يدخل في باب المستحيلات ولكنها في الوقت نفسة أكدت ان لمشار خطة بالزحف نحو جوبا وقال الناطق الرسمي باسم الجيش الشعي فليب أقوير ل"الشرق الأوسط" اللندنية الصادرة، اليوم السبت، " كانت للمتمردين خطة للزحف نحو جوبا، ولكن هذا مستحيل إلا في حال حاربت معهم الملائكة، لأننا نسيطر على كل الطرق المؤدية إلى جوبا، والطريق الرابط بين العاصمة وبور " .