قال الصحفي عثمان شبونة أن ما ورد في بعض الصحف مؤخراً من إهانات بالغة للشعب السوداني ومحاولات لضربه في شرفه وأرضه هو نتاج سياسة ممنهجة وحقيرة للرقابة الصحفية التي يسأل عنها مدير جهاز الأمن محمد عطا، مشيراً إلى أن مقال الهندي عز الدين عن حلايب والذي هلل له المصريون هو مسؤولية مباشرة لمن يتولون أمر الرقابة على الصحف ويروجون لفشل النظام بصرف الأنظار عن الكارثة (العامة) التي تشهدها البلاد. واتهم شبونة محمد عطا مدير جهاز الأمن بالخيانة لكونه يستعين برقباء يفتقرون إلى حب الوطن وهو حفى بهؤلاء الرقباء، ولا أدل على ذلك من السماح لتسويق (حلايب) بأسلوب مهين لكل سوداني، وقبل ذلك سماحهم لإحدى الساقطات بالنيل من شرف كل سوداني. وقال علينا عدم الطعن في الظل حين نتحدث عن حلايب، فضياعها يثلج صدر نظام مهزوم في (الدين الأخلاق) لا يقدس الأرض وشعبها، إنما يهمه كرسياً واحداً في القصر، مشيراً إلى أن جهاز الأمن الذي يتلاعب عبره الرقباء بأسلوب بيوت الليل ليس كله شياطين بل في أوساطه أشخاص ينظرون لما يجري بعين السخط. إلى ذلك اعتبر شبونة إن التقليل من قيمة حلايب وغيرها عبر بعض صحف النظام ليس رأياً ولا هو وجهة نظر بل نزول خطير يرقى إلى الجريمة لو كان ثمة نظام وطني بحق وحقيقة ويؤمن بالقانون كإيمانه بالشرف. وتساءل شبونة: بأي ذنب يعتقل البطل تاج الدين عرجة وهو لم يسئ للرئيس حين قال الحقيقة في وجهه: (أنتم سبب أزماتنا)، بينما جهاز الرقابة على الصحف يسمح بإساءات لا تغتفر ضد أكثر من 30 مليون سوداني بينهم الرئيس ذاته ومدير الجهاز ورؤساء أفرعه، ومنهم الرقيب الذي يكيل بعدة مكاييل ويمارس (الخمج) والتخريب السياسي والإعلامي والإجتماعي على حد تعبيره. إلى ذلك رصدت (الراكوبة) تعليق الكاتب عثمان شبونة بموقع (اليوم السابع) المصري، معلقاً على مقال الهندي، وجاء فيه: * حلايب هي (الخط الأحمر الرفيع)..!!! إذا كان نظامنا السوداني (الإخواني) الفاسد واللا وطني يرى أرضنا رخيصة ؛ فإن (حلايب شلاتين) ولو كانت رماداً فهي أحب إلينا من (أنفسنا) ولا نبدلها بالجنة.. على الأشقاء في مصر أن يعوا بأن نظام الخرطوم وكتبته لا تعنيهم (كرامة شعبهم) لكن الشعب أوعى من هذه الخطرفات المهينة.. فحلايب لن تكون قرباناً سهلاً كما حدث في حلفا التي ذهبت من أجل عيون مصر ورحل قومها النبلاء الميامين على مضض ؛ انطمرت حضارتها العظيمة تحت الماء... على ماذا ولماذا..؟؟؟؟!!!! محبتنا للشعب المصري البسيط ومكانته وقيمته لا تعني بأن ننحني هكذا (هواناً).. فلتذهب (طيبتنا) إلى سقر إذا كان الثمن (حجراً من حلايب أو ذرة رمل من شلاتين)... وقبل أن نسترد حلايب علينا استرداد بلادنا من فك نظام إسلاموي قذر وخائن سيبيعنا كافة من أجل أن يبقى... لعنة الله على البشير وعلى جهاز الأمن الرقابي الذي يسوّق لذل شعب كريم عبر صحف الخرطوم... بل اللعنة علينا جميعاً إذا رضينا هذا البؤس. حلايب وشلاتين سودانيتان (تاريخ وجغرافيا) إلاّ لمن أراد (الفهلوة) أو الطمع.