بمناسبة الذكرى السابعة لرحيل ملكة المايكرفون وسيدة الشاشة الفضية السودانية الأستاذة الراحلة ليلى المغربي أعيد نشر الحوار الوجداني الرومانسي الذي أجريته معها في ربيع العام 1994م بصحيفة «الخرطوم» التي كانت تطبع وتوزع بجمهورية مصر وعدد من البلدان ليس من بينها السودان، فلنقرأ معاً إفادات ليلى بشيء من التأني لأنها سكبت درر الحديث في حوار استثنائي.. كيف تتخزين قراراتك؟ - في حياتي أشياء استشعرها، وقراراتي دائماً تبعثها قيمة تحررية، بمعنى أنني أعمل للقرار.. هل تشركين الآخرين في قراراتك؟ - أصافح دائماً حسن النوايا، وأتصرف بالمشورة مع من يهمهم أمري فقط. هل قراراتك كلها صائبة؟ - لا أعتقد، ولكني أحاول البحث عن اليقظة دائماً في الأمور الإنسانية. هل أنت معتدة بعقلك؟ - عقلي في طيران مستمر، وأسعى لاكتساب المزيد، وقد أكد عقلي قيمته وأنا أعيش في بستان من شوك العزلة، وتطيب نفسي بالاستئناس بالعقل ولا أستطيع تذوق الغد بدونه. ما هو حجم التلقائية في سلوكك؟ - أنا عفوية وتلقائية 100% وبسيطة النفس والاتصال بالآخرين وعندي شارات المعزة للناس. هل تكررين أخطاءك؟ - قد يحدث، بغير قصد. هل تحاكمين نفسك بهدوء؟ - أنا - والحمد لله- متصالحة مع نفسي، وبيني وبين نفسي حساب والدليل الثرثرة الدافئة. هل أنت انفعالية؟ - لكي أتعامل مع الأشياء لا بد أن انفعل بها، والانفعال سلوك حضاري، ولا أعني الانفعال المشوش، أقصد الانفعال الذي يستمد قوته من العقل وعصارة الجهد. هل تحبين معاملة الأذكياء؟ - لا أتعامل بقصد إلا مع الأذكياء. هل تحبين المعارك؟ - أنا إنسانة مسالمة، ورغبتي دائماً السماح. هل تحبين الاستعراضية؟ - لا أحب الاستعراض، لكن في حقولي بعض الندى. متى تبكين وتحسين أن دموعك ضعف امرأة قوية؟ - عندما يجرحني شخص عزيز لدى نفسي وخاطري وأعماقي، وأبكي -أيضاً- عندما تتحقق إرادتي وحريتي. في بكائك نشيج أم نهنهة؟ - أبكي بنهنهة، فالنهنهة أجمل. يقول جبران «الرجل أرجوحة بين ابتسامة المرأة ودموعها» ما رأيك؟ - المرأة أرجوحة بين قلق الرجل وحاجته. الندية بالرجل، هل هي مبدأ عندك؟ - أعشق بصمات الرجل في حياتي، وأحجم عن القول بالندية، لكني أحتفظ بشخصيتي المتميزة في السلوك معه، فمهما كان الأمر، وحتى لو كبرت، فالرجل لايزال هو الرجل، ودائماً أود أن أكون تحت مظلته، وهو الذي يعمل معي لتحقيق آمالي. ليلى رستم تقول: كل امرأة قوية، هي ضعيفة تنقذ نفسها من ضعفها.. مرة بادعاء القوة، ومرة بسلاطة اللسان ومرة بالسخرية، إنها أقنعة مختلفة!! - لا توجد أبداً امرأة قوية مهما ادعت، ومهما اختلفت أساليب حياتها، المرأة قوية معنوياً وصلدة، نعم ولكنها ضعيفة برقة، وفي حاجة مستمرة لسند وزند وراع، المرأة المتزنة نفسياً في رأيي تحتاج للملاذ والتراضي وحياكة الجمال المشترك. هل تستمدين احترامك من رجل محترم في حياتك؟ - عبارات الحب كنز، والتعلق ببساتين الورود فوح، حتماً احترامي نابع من احترام نفسي لنفسي، وزيادة على اكتظاظ الخرز الملون، استمد احترام الرجل ويتلون المجد. هل باستطاعتك مواجهة الحياة دون اعتماد على ذراع الرجل؟ - الرجل عندي في ماء العيون، فكيف بدونه أستطيع أن اخطو قيد أنملة؟! بالكلمات الجميلة، هل تداعب أوتار الخجل عندك في أعماقك أم أنغام الزهو فيها؟ - بالكلمات الجميلة، يرتفع صوت الإحساس عندي، وتجعلني أتحدث أكثر وضوحاً، وبقلبي ازداد غنى، ونشترك في عزف سيمفونية الرحابة الكونية.. أوتار القلب، وهمسات البوح وخيلاء الزهو. ما هو الذي يرضي غرورك كأنثى؟ - الذي يجعل سكوتي يضج