جوده السودان أ ف ب البعض وصلوا مشيا وهم لا يحملون شيئا سوى ملابسهم، وآخرون كانوا اوفر حظا وجدوا وسيلة نقل.. لكن في نهاية الرحلة ينتظر هؤلاء جميعا تحت الشمس في نقطة حدودية، ليتمكنوا من عبور الحدود السودانية. وفي نقطة جوده الحدودية التي يعلق فيها مئات الفارين من منطقة اعالي النيل في جنوب السودان التي شهدت قتال عنيف الاسبوع الماضي، للانتقال ولاية النيل الابيض السودانية المحاذية، بكاء مئات الاطفال وانتظار للكبار المتعبين. وذكر شاهد ان عدد هؤلاء يقدر بحوالى عشرة الف شخص يريدون الوصول الى السودان، مقابل ثمانين الفا فروا من القتال الذي بدأ منذ شهر بين حكومة جنوب السودان والمتمردين. وقالت احدى النساء ضمن الفارين من القتال طالبة عدم كشف اسمها فررت من منزلي قبل غروب الشمس وقضيت الليل في غابة ، موضحة انها وصلت الاربعاء بشاحنة. وهذه السيدة واحدة من مجموعة قدمت من مدينة ملكال عاصمة اعالي النيل التي تبعد عن الحدود حوالى 300 كلم باتجاه الجنوب الغربي. واضافت المرأة البالغة من العمر 25 عاما هناك قتال عنيف في ملكال . من جهته، قال صموئيل جون الذين كان يعيش في ملكال ننتظر هنا منذ اربعة ايام . واضاف لم نتلق مساعدات كما لم يسمحوا لنا بعبور الحدود . وتابع هذا الرجل ما زلنا ننتظر في النقطة الحدودية لان السلطات السودانية طلبت منا وثائقنا الثبوتية لكنها ليست بحوزتنا لاننا فررنا من الحرب . واعلن جيش جنوب السودان الجمعة انه بات عاجزا عن الاتصال بقواته التي تقاتل في مدينة ملكال النفطية ما قد يدل على انها سقطت بين ايدي المتمردين. وصرح الناطق باسم الجيش فيليب اغوير ان التواصل مع قيادة ملكال اصبح غير ممكن منذ امس دون مزيد من التفاصيل. واصبحت ملكال بولاية اعالي النيل شمال شرق من ميادين القتال الاكثر ضراوة في النزاع الدائر رحاه منذ اكثر من شهر بين الجيش الموالي للرئيس سلفا كير وحركة تمرد غير متجانسة يقودها نائب الرئيس السابق رياك مشار منذ 15 كانون الاول»ديسمبر. وشنت قوات التمرد الاثنين هجوما على ملكال التي سبق واحتلها المتمردون قبل ان يستعيدها الجيش، لكن كل طرف يزعم انه يسيطر عليها. وفي جوده، ربط عدد من هؤلاء المدنيين الفارين الذين ينتظرون عبور الحدود اغطية الاسرة بالشجيرات الصغيرة لتصبح غطاء يقيهم حرارة الشمس. ويأمل هؤلاء اللاجئون ايضا في الحصول على وسيلة نقل الى اي مكان في السودان. وقدرت مفوضية الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين بالآلاف عدد الذين فروا من المعارك في جنوب السودان شمالا الي اقليم كردفان. لكنها اكدت انها لا تستطيع الوصول الى المكان لتحديد العدد بدقة. من جهتها، ذكرت وكالة الانباء السودانية الرسمية سونا الخميس ان ثلاثة الف من اللاجئين الجنوب سودانيين وصلوا الي النيل الابيض وجنوب كردفان. وقالت ان النائب الاول للرئيس السوداني بكري حسن صالح امر بتقديم المساعدات لهم. واكد رجل فر من ملكال ايضا يدعى ديفيد جيها جئنا الى هنا لاننا سمعنا ان الرئيس امر السلطات بفتح الحدود لنا لكن المعبر مازال مغلق . ومع ذلك، يبدو حظ العالقين في المعبر افضل من غيرهم. فقد اعلن المتحدث باسم جيش جنوب السودان ان مئتي شخص غرقوا في نهر النيل الابيض عندما كانوا يحاولون الهروب من المعارك في ملكال الثلاثاء الماضي. واكدت الاممالمتحدة الثلاثاء ان شخصا واحدا قتل وجرح العشرات في اطلاق نار على معسكر الاممالمتحدة في ملكال الذي لجأ اليه عشرون الف شخص بحثا عن السلامة. وقال جيها الذي كان يتحدث في المعبر الحدودي الواقع في ارض مكشوفة تتناثر فيها اشجار قصيرة ندعو الاممالمتحدة والمنظمات الدولية الى تقديم المساعدات لهؤلاء النسوة والاطفال