يقوم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى بجولة فى بعض الدول العربية بدأها بالأردن ثم السودان فتونس والجزائر، ولا بأس أن يزور رئيس دولة عربية نظراءه فى دول عربية شقيقة، ولكن إذا كان المقصود بالزيارة هو عملية انتقاء تؤدى إلى استقطاب إقليمى، فهنا يكون القلق والتساؤل، وكأننا نسعى إلى خلق محاور داخل المجموعة العربية، إننا ندرك حجم الضغوط التى تتعرض لها دولة «قطر» فى هذه المرحلة، وأنها تريد أن تكسر العزلة التى بدأت تشعر بها جراء الخلافات الطارئة بينها وبين شقيقاتها فى «مجلس التعاون الخليجى»، والتى أدت إلى سحب سفراء «السعودية» و«الإمارات»و«البحرين» من العاصمة القطرية«الدوحة»، والأجدى لنا جميعاً هو أن نتمسك بالتضامن العربى من خلال سياسة الانفتاح الكامل على الجميع، دون أن نخص ونمنع، حيث تبدو المنح المادية أقرب إلى مفهوم «الرشوة السياسية» منها كمساعدةٍ أخوية. ولا يزال رأيى هو أن «قطر» تستطيع أن تمارس دوراً إيجابياً على المستوى العربى إذا سخرت إمكاناتها لخدمة «التضامن القومى» و«العمل العربى المشترك» والأمر هنا ينسحب على غيرها مثلما ينسحب عليها، فتلك مسؤولية عربية يشترك فيها الجميع، لقد كان أمير قطر يستطيع أن يجعل من زيارته تعبيراً جديداً عن دعم الأشقاء، والتركيز على المستقبل بدلاً من أن يتحول الأمر إلى دولة علاقاتِ عامة، تصاحبها إمكانات مادية هائلة، فمشكلة مياه نهر النيل التى سوف تبرز فى السنوات القادمة، تستحق من أشقائنا فى الخليج أن يمارسوا ضغطاً اقتصادياً واستثمارياً على «إثيوبيا» لتبدأ التفاوض فى جدية مع «مصر» بدلاً من اللعب بعنصر الوقت. اليوم السابع