نيويورك/واشنطن (رويترز) - أدانت الولاياتالمتحدة هجوما قام خلاله حشد من مدنيين مسلحين تظاهروا بأنهم محتجون سلميون يقدمون إلتماسا الي بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان باقتحام قاعدة تابعة للمنظمة الدولية تؤوي حوالي 5000 مدني وفتحوا النار يوم الخميس. وقال مصدر بالأممالمتحدة تحدث شريطة عدم نشر اسمه إن 48 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 60 آخرون في الهجوم الذي وقع على القاعدة الموجودة في مدينة بور بولاية جونقلي حيث يتمركز جنود من الهند وكوريا الجنوبية ضمن قوة حفظ السلام الدولية. وحذر المصدر من أن عدد القتلى من المرجح ان يرتفع. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريتش إن عشرات المدنيين أصيبوا في الهجوم لكن لم يتأكد بعد العدد الدقيق للقتلى والجرحى. وقال دوجاريتش إن اثنين من أفراد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أصيبا أثناء التصدي للحشد المسلح. وقتل آلاف الأشخاص وشرد أكثر من مليون منذ اندلاع القتال في جنوب السودان في منتصف ديسمبر كانون الأول نتيجة صراع على السلطة بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق ريك مشار. ولجأ عشرات الآلاف الي قواعد تابعة للأمم المتحدة في أنحاء البلاد طلبا للحماية. وقال دوجاريتش "هذا الهجوم على موقع توفر فيه الأممالمتحدة الحماية لمدنيين هو تصعيد خطير." "جاء المهاجمون -وهم حشد من مدنيين مسلحين- إلى القاعدة بزعم أنهم متظاهرون سلميون يعتزمون تقديم التماس الي يونميس (بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان)." وأضاف قائلا "اقتحم هؤلاء الدهماء المسلحون الموقع وفتحوا النار على النازحين الذي يلوذون بالقاعدة... كان هناك وقت الهجوم نحو خمسة آلاف نازح مدني... داخل القاعدة." وأدانت سامانتا باور السفيرة الامريكية لدى الاممالمتحدة جميع الهجمات التي وقعت مؤخرا على مدنيين وقواعد للامم المتحدة في جنوب السودان قائلة "الهجوم المسلح اليوم (الخميس) على مجمع يونميس في بور من مجموعة مدججة بالسلاح استخدمت قذائف صاروخية هو شيء فظيع بشكل خاص." واضافت باور قائلة في بيان "يجب على جميع الاطراف ان يعتبروا مواقع يونميس لا يجوز الاعتداء عليها وينبغي ان يقدموا حماية للمواطنين الذين يلوذون بتلك المواقع." وقالت "ستعمل الولاياتالمتحدة مع شركائنا الدوليين لتحديد من المسؤولين عن -أو المتواطئين في- هذا الهجوم المروع والسعي لتقديم الجناة الي العدلة." وفي الثالث والعشرين من يناير كانون الثاني اتفقت الاطراف المتحاربة على وقف للاعمال العدائية لكن القتال استمر في اجزاء من جنوب السودان الذي انفصل عن السودان في 2011 بموجب اتفاقية أنهت حربا اهلية استمرت عقودا. وفي وقت سابق قالت ماري هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية في بيان "نجدد دعوتنا لحكومة جنوب السودان لانهاء العنف والوفاء بمسؤوليتها الاساسية للحفاظ على القانون والنظام وتقديم دعم كامل لبعثة يونميس لحماية المدنيين." وأدان البيان ايضا هجمات وهجمات مضادة وقعت مؤخرا في بلدة بنتيو بين قوات معارضة للحكومة واخرى مؤيدة لها في انتهاك لاتفاق 23 يناير كانون الثاني. وقالت هارف "الاستهداف المتعمد للمدنيين اثناء هذه الهجمات غير مقبول ويجب محاسبة اولئك المسؤولين عن مثل هذه الاعمال." ودعا البيان طرفي الصراع كليهما الي تنفيذ اتفاق 23 يناير كانون الثاني والدخول في حوار سياسي شامل. وقال متمردون في جنوب السودان يوم الثلاثاء انهم استولوا على بنتيو عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط وطلبوا من الشركات النفطية حزم امتعتها والرحيل في غضون اسبوع. وعطل الصراع الحالي انتاج النفط الذي يساهم بنسبة ضخمة في ايرادات الحكومة