تشهد عدة محافظات مصرية حالياً أزمة في توفير الخبز، الأمر الذي إلى تدخلت المخابز التابعة للقوات المسلحة للحد من شدة الأزمة، فيما تفاوتت أسعار السلع والمواد الغذائية وكمياتها من محافظة لأخرى، في ظل عدم استقرار الأوضاع حتى الآن. فيما ذكر مسؤولو الشؤون المعنوية بالجيش الثالث أن القوات المسلحة تواجه الأزمة بطرح 25 ألف رغيف بسعر 5 قروش للرغيف، و2 طن طماطم بسعر جنيهين للكيلو، وطرح خضراوات للبيع عبر منافذ بيع تابعة للجيش بمناطق النمسا والتوفيقية والغريب والمثلث وفيصل، فضلاً عن قيام جهاز الخدمة الوطنية بطرح كل الاحتياجات المعيشية من أرز ومكرونة وزيت وسكر بأسعار زهيدة للمواطنين. طوابير الخبز وبحسب تقرير نشرته صحيفة "المصري اليوم"، فقد شهدت محافظة الإسكندرية ثاني أكبر المدن المصرية، تبايناً في أسعار السلع الغذائية والخضراوات خلال اليومين الماضيين، وواصلت أسعار الأسماك ارتفاعها بنحو 50٪، بينما انخفضت أسعار العديد من الخضراوات، خاصة في أعقاب ضخ كميات منها من جانب التجار، فيما شهدت أزمة طوابير الخبز غرب المدينة "انفراجة" تدريجية عقب الاستعانة بكميات من المخابز التابعة للقوات المسلحة، لتلبية احتياجات الأماكن الأكثر احتياجاً. وأرجع البعض ارتفاع أسعار الأسماك إلى امتناع عدد كبير من الصيادين عن الصيد خلال الأيام الماضية، ووصل سعر كيلو البلطي إلى 12 جنيهاً بدلاً من 6 جنيهات، وارتفع كيلو السمك البوري إلى 30 جنيهاً، ووصل سعر كيلو البربون إلى 40 جنيهاً، و60 جنيهاً للدنيس. وقال عادل أحمد، تاجر أسماك بسوق المنشية، إن الإقبال على الأسماك ارتفع خلال اليومين الماضيين بنسبة كبيرة، والكميات الموجودة في الأسواق لا تكفي احتياجات المستهلكين، ما دفع عددًا كبيرًا من التجار إلى رفع الأسعار، الذين أكدوا أن استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي وفرض حظر التجول سيؤدي إلى استمرار ارتفاع الأسعار. جشع التجاروشهدت أسعار الخضراوات والفواكه انخفاضاً ملحوظاً بعد طرح كميات كبيرة منها خوفاً من تلفها، وقال محمد مجاهد، تاجر خضراوات بسوق المنشية، إن قيام التجار خلال الأيام القليلة الماضية بتخزين كميات الخضراوات الموجودة لديهم خوفاً من سرقتها أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير، مشيراً إلى أن مخاوف التجار من تلف السلع بسبب طول مدة التخزين وطرحها في الأسواق ساهم في تراجع أسعارها بشكل ملحوظ، أمس الأول. وأضاف: "تراوح سعر كيلو الطماطم بين 1.5 جنيه إلى 3 جنيهات، بعد أن كان 6 جنيهات قبل يومين، ووصل سعر كيلو الخيار إلى جنيهين بدلاً من 4 جنيهات، وجنيهين للبصل، و5 جنيهات للكوسة، و4 جنيهات لكيلو البسلة". وأشار مجاهد إلى أن الحالة الاقتصادية السيئة التى يعاني منها المواطنون خفضت الكميات التي يشترونها، وعادت ظاهرة شراء نصف كيلو من كل سلعة من جديد - حسب تأكيده. وتوقع حسن نور الدين، رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة بالغرفة التجارية بالإسكندرية، استقرار أسعار الخضراوات والفاكهة خلال الأسبوع المقبل، بسبب بدء التجار في طرح كل الكميات الموجودة لديهم بالأسواق. وشهدت أزمة الخبز بالمناطق الواقعة غرب المدينة انفراجة، بعد أن استعانت فروع مديرية التموين بكميات ضخمة من الخبز الذي تنتجه مخابز القوات المسلحة. وقال عبدالعال دروى، رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالإسكندرية، إنه تمت زيادة حصص الدقيق للمخابز التي تشهد زحامًا من قبل المواطنين، فضلاً عن فتح 15 من المخابز المغلقة. نقص الخضراوات والفواكهوقال صالح خليل، مدير إدارة تموين العجمي والدخيلة، إن مشكلة نقص كميات الخضراوات والفواكه بالأسواق بدأت "تتفاقم"، مبرراً إياها باستمرار مشكلات النقل وتخوف الموردين من تعرضهم للنهب خلال الطرق، نظرًا لعدم تأمينها بشكل كافٍ. وفي محافظة 6 أكتوبر، ساد ارتباك واضح في وسائل المواصلات مع تفاقم أزمة اختفاء البنزين، فاختفت سيارات السيرفيس التي تقل المواطنين من 6 أكتوبر إلى ميدان رمسيس، خوفًا من المرور بالقرب من ميداني التحرير وعبدالمنعم رياض، كما اختفت سيارات الميكروباص التي تقل المواطنين إلى ميدان المؤسسة في شبرا الخيمة، بينما تواجد سيارات الميني باص، باستثناء خطوط قليلة إلى ميدان الجيزة. وفي البدرشين والعياط هدأت حركة المواصلات إلا من بعض السيارات القليلة من وإلى الجيزة، وتكرر نفس الشيء في كرداسة ومنشأة القناطر، بينما شهدت سيارات الأقاليم من وإلى أكتوبر تناقصًا شديدًا بعد مغادرة العديد من الأسر، وضاعف بعض السائقين أجرة الركوب قبل حلول موعد حظر التجول، بينما أغلقت العديد من محطات الوقود أبوابها، وعلقت لافتات بعدم وجود بنزين أو سولار. وأوضح حمدي درويش، وكيل موزعين، أن انقطاع الإنترنت لعدة أيام وتوقف البنوك عن العمل تسبب في توقف ضخ البنزين إلى معظم المحطات والتي تتعامل بالدفع أولاً عن طريق إجراء تحويلات للشركات الأم وإرسال البيان عن طريق الإنترنت قبل أن تتسلم حصتها، مشيرًا إلى أن عودة الإنترنت لم يحل الأزمة لأن البنوك لم تعمل بعد، كما أن أعمال الشغب والسلب والنهب تسببت في دفع العديد من المحطات إلى التوقف عن العمل خوفًا من السرقات وأعمال التخريب. وفي السويس، ظهرت أزمة غذائية بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة واختفاء العديد من السلع التموينية، في ظل توقف عملية نقل البضائع إلى المحال، إضافة إلى نهب وسرقة المجمعات الاستهلاكية والمحال التجارية الغذائية الكبرى بحي الأربعين. واستغل الغالبية العظمى من التجار الأزمة في رفع أسعار المواد التموينية والخضراوات وكروت شحن الموبايل، فوصل سعر الطماطم إلى 8 جنيهات، بينما ارتفعت أسعار الفاكهة والخضراوات والسكر والأرز والزيت. كما اختفت كروت الشحن في العديد من السنترالات، في حين واصل بعض التجار بيع كارت فئة 10 جنيهات مقابل 15 جنيهًا. ووصل سعر رغيف الخبز الآلى في بعض المناطق بالسويس إلى 75 قرشًا، في الوقت الذى يعاني فيه أصحاب المخابز من نقص شديد في الدقيق، في ظل تزاحم المواطنين أمام مخابزهم، وأدى نقص البنزين والسولار إلى تزاحم السيارات أمام عدد من محطات الوقود التي أغلقت طوال أيام المظاهرات العنيفة. وفي الإسماعيلية، انتظمت أسواق الخضر والفاكهة وتراجعت أسعار السلع، فوصل سعر الطماطم 1.5 جنيه بعد أن بلغ 7 جنيهات، الأمر الذى أرجعه البعض إلى مرور لجان من التموين على الأسواق وتسجيل اسماء المخالفين. وفي بورسعيد، استمر وجود الطوابير الطويلة للسيارات والأفراد على محطات الوقود، التي ينظم العمل فيها أفراد من الشرطة العسكرية يفتشون كل سيارة قبل الدخول للتموين، فيما استمرت الطوابير أمام سيارات توزيع أنابيب البوتاجاز وسط إشراف قوات الجيش التي فرضت البيع بالسعر الرسمي. وفي دمياط، استمرت زيادة أسعار المواد الغذائية، خاصة الأسماك الطازجة والمجمدة والدواجن والزيوت والسمن والعدس والأرز والبيض، فارتفعت أسعار أسماك البلطي من 10 جنيهات إلى 15 جنيهًا، وبلغ البوري 30 جنيهًا، والماكريل والهورس ماكريس 12 جنيهًا، وارتفع سعر زجاجة زيت عباد الشمس (1 لتر) إلى 12 جنيهًا، ووصل سعر كيلو العدس إلى 13 جنيهًا، وطبق البيض 18 جنيهًا، والأرز 4 جنيهات، وكيلو الدواجن الحية 14 جنيهًا. محطات البنزين وشهدت محطات البنزين زحامًا شديدًا بعد وصول البنزين إليها، وامتدت طوابير الخبز إلى مسافات طويلة مع عدم السماح بشراء خبز بأكثر من جنيه واحد للشخص الواحد، كما اختفت السجائر المحلية والأجنبية من الأسواق. وكثفت منافذ البيع بالمحافظة والمجمعات الاستهلاكية كميات المعروض من السلع الغذائية، حيث يباع السكر الحر المعبأ بسعر 5 جنيهات للكيلو، والمكرونة عبوة 350 غرامًا بسعر 1.5 جنيه، والزيوت تبدأ من 8 جنيهات للزجاجة الخليط، واللحوم المجمدة تبدأ بأسعار 27 جنيهًا للكيلو، والأسماك المجمدة تبدأ من 10 جنيهات للكيلو. في البحيرة، ظهر نقص حاد في السلع الأساسية، بسبب توقف الشركات عن الإنتاج وتوقف حركة النقل، وارتفع سعر طن الدقيق إلى 3300 جنيه، والسكر إلى 5 آلاف جنيه للطن، والزيت إلى 8 آلاف جنيه للطن، بينما واصل الأسمنت ارتفاعه إلى 1300 جنيه للطن. وفي كفر الشيخ، ارتفعت أسعار مواد البناء بعد أن استغل بعض المواطنين حالة الانفلات والفوضى، للبناء دون استخراج تراخيص البناء، وقال البعض إن ذلك جاء تهربًا من سداد التبرعات الإجبارية التي يفرضها المحافظ على المواطنين الراغبين في استخراج تراخيص البناء بواقع 100 جنيه عن كل متر من مساحة الأرض المطلوب البناء عليها، بخلاف الرسوم المقررة قانونًا، ووصل سعر طن حديد التسليح إلى 10 آلاف جنيه في بعض المناطق، وتجاوز طن الأسمنت ألفي جنيه بدلاً من 500 جنيه. ورفع السائقون تعريفة السيارات بعد الارتفاع في أسعار البنزين والسولار وندرة وجوده. وفي الدقهلية، تواصلت أزمة الغذاء، وارتفع سعر الطماطم إلى 6 جنيهات للكيلو، وارتفع سعر كيلو الفراخ إلى 18 جنيهًا، وكيلو البلطي إلى 10 و15 جنيهًا، وكيلو اللحم من 58 إلى 70 جنيهًا. وارتفعت أسعار السجائر بنسبة تتراوح بين 30٪ إلى 50٪، فارتفع سعر المارلبورو من 10 جنيهات إلى 15 جنيهًا، والروزمان من 7 إلى 9 جنيهات، والكيلوباترا من 4 جنيهات إلى 5.5 جنيه.