وافق المجلس الاستشاري لبلدية العاصمة الفرنسية باريس في اجتماعه الأخير، وبالإجماع، على اقتراح بإطلاق اسم الشاب التونسي محمد البوعزيزي على أحد شوارع العاصمة الفرنسية. وكانت حادثة انتحار بائع الخضار الجامعي البالغ من العمر 24 سنة، بإحراق نفسه احتجاجا على مصادرة عربة الخضار الخاصة به وإهانته وسد باب الرزق في وجهه، الشرارة التي أشعلت ثورة التغيير في تونس. عمدة باريس الاشتراكي برتران ديلانويه أوضح في تعليق له «أن البوعزيزي أصبح بفضل عمله الاحتجاجي رمزا لنضال التونسيين من أجل الديمقراطية والعدالة والحرية». وأضاف أن تكريم البوعزيزي «بادرة تآخ بين أهالي باريس والشعب التونسي». وكان ديلانويه نفسه قد ولد في تونس ولم ينقطع عن زيارتها وتمضية إجازاته في منزل يملكه بمدينة بنزرت. وقد حث فريقه على الإسراع في إيجاد المكان المناسب لتخليد ذكرى الشاب الذي رحل في الرابع من الشهر الماضي. واللافت في بادرة تخصيص ساحة أو شارع في العاصمة الفرنسية يحمل اسم البوعزيزي، أنها حظيت بإجماع أعضاء المجلس، بمن فيهم عضو المجلس ووزير الدولة للتجارة الخارجية بيير لولوش، وهو من حزب اتحاد الحركة الشعبية اليميني الحاكم. وبرر لولوش تصويته لصالح القرار بأن «التونسيين يمرون بمرحلة انتقالية وبدلا من أن نختلف فيما بيننا سيكون من المناسب أن نبعث للحكومة هناك برسالة تفيد بنبذ الخلافات». مما يذكر أن بلدية باريس كانت قد أطلقت، قبل ست سنوات، وببادرة من ديلانويه أيضا، اسم الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة على ساحة تطل على نهر السين، وسط العاصمة، بقرب مبنى وزارة الخارجية.
