إذا كسب المرتزقة الفاشر يعني ذلك وضع حجر أساس دولة العطاوة    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    عيساوي: البيضة والحجر    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    ماذا قال دكتور جبريل إبراهيم عن مشاركته في مؤتمر مجموعة بنك التنمية الإسلامي بالرياض؟    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالفيديو.. في مشهد خطف القلوب.. سيارة المواصلات الشهيرة في أم درمان (مريم الشجاعة) تباشر عملها وسط زفة كبيرة واحتفالات من المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علي محمود حسنين في حوار مهم : لسنا سماسرة سياسة..ننادي بفرز وطني ونضالي
نشر في الراكوبة يوم 10 - 06 - 2014

في نفس العنوان.. في منطقة "ابن سندر" في القاهرة يبقى علي محمود حسنين في مقر لا يعتبره ثابتا، لأنه يتنقل بين مصر وبريطانيا، آخر مرة زرناه قبل نحو ثلاث سنوات، فاستقبلنا من جديد بذات الحفاوة والكرم؛ بالعصائر والشاي والفواكه، وأهم ما لفت نظري في المائدة هو الحمص. بعد إجراء الحوار كان البلح الذي جاء به من بلاد الحجاز. بدا حسنين بصحة جيدة، متابعا لكل تفاصيل الأمور بالسودان وكأنّه لم يخرج منه. كيف لا والرجل مستخدم بارع لمواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، وشبكة الواتساب.. يتواصل مع الجميع رغم البعد. ناقشنا معه كل قضايا الراهن السياسي في البلاد وكان حاضرا فيها ولديه موقف ثابت منها، لم يتغير.. رغم مرونة السياسيين، إلا أنه ظل قابضا على جمر آرائه؛ قال إنّه لن يعود الآن، ولا يخشى أحدا، وسيظل يناضل حتى النهاية.. رفض الحوار، وسمّى المشاركين فيه (مهرولين نحو السلطة)، مبديا عدم ثقته بأيذ شيء سوى بديل ديمقراطي يملك رؤيته الخاصة لتحقيقه. علق على الأوضاع في الحزب الاتحادي بحديث مثير، وأدلى بدلوه في كل الأمور، وفي ما يلي نص إفاداته:
* بداية نريد أن نطمئن عليك أستاذ علي محمود؟
- أنا بخير والحمد لله.
* منذ متى وأنت في القاهرة؟
- أنا في القاهرة منذ ما يقرب من الخمسة شهور، وسأظل بها فترة أخرى، ثم أتجه إلى لندن، وسأعود مرة أخرى إلى القاهرة، فليس لي مقر ثابت؛ مقري بين بريطانيا ومصر، ثم أذهب إلى بلاد أخرى لعرض القضية السودانيّة.
* "مقاطعة": هل تعرضها للمجتمع الدولي؟
- أنا أعرض القضية السودانية للسودانيين في الخارج، وليس للدول الأجنبية، بقدر عرضها على السودانيين الموجودين في دول المهجر، وهم عدد كبير يتجاوز 8 ملايين سوداني، منتشرون الآن في كل بلاد الدنيا، وإن كان هناك تركيز في بعض البلاد كالسعودية، ومصر وبريطانيا والولايات المتحدة والسويد وألمانيا وهولندا وأستراليا.
* ماذا تفعل في القاهرة طيلة 5 أشهر؟
- عملنا لقاءات وندوات واتصالات، والآن نعدّ العدّة لتجميع المعارضة السودانيّة كلها لتتوحد تحت منبر واحد، حتى يكون هناك اتفاق حقيقي وفعلي لتجميع المعارضة السودانية، وهذا ما نسعى إلى تحقيقه؛ ماذا تريد المعارضة و....
* "مقاطعة"... هل تقصد كيان الجبهة العريضة التي كوّنتها من قبل؟
- الجبهة العريضة ليست كيانا سياسيا، وليست حزبا سياسيا، وليست بديلاً عن الكيانات السياسية، وإنّما هي مظلة جامعة لكل المعارضين؛ فيها أحزاب، وشخصيات غير منتمية لأي حزب، وبها شباب.. كل هؤلاء يحتفظون بمواقعهم في كياناتهم الأصلية، ثم يأتون للجبهة الوطنية العريضة ليناضلوا لإزالة النظام، وتحقيق أهداف الجبهة.
* هل للجبهة العريضة مقرّ بالقاهرة؟
- لدينا مكان نجتمع فيه، بدلا من أن نجتمع في منازلنا، وهذا المكان قيد الإعداد الآن، فهو ليس مقرّاً بمعنى محل نشاط، وهذا التقليد ظل موجوداً من زمن الرئيس حسني مبارك.. كل المعارضين لديهم دور.. نحن لسنا كيانا سياسيا؛ فلسنا حركات تحارب أو حزباً.. نحن عبارة عن فريق قومي للسودان، يأتي إليه لاعبون من كل الفرق المختلفة، فالجبهة الوطنية هكذا تستقطب كل المعارضين وتسعى لبديل ديمقراطي.
* ولكن الجبهة العريضة كيان غير موجود على الأرض الآن! أين هذه الجبهة التي تتحدث عنها؟
- الجبهة موجودة في كل مكان؛ داخل السودان وخارجه، وكثير من المظاهرات التي تخرج بالخرطوم خلفها الجبهة الوطنية العريضة، نحن لا نتنافس مع الآخرين في إثبات الوجود، نحن ندفع ونتعاون مع الآخرين لكي يتجمعوا لإسقاط النظام، فنحن لسنا حزبا سياسيا لكي يكون متميّزاً بوجود فاعل لينافس الأحزاب الأخرى، لا نتنافس إلا في إسقاط النظام، فليست عضويتنا محصورة على فصيل معين، بل هي تجميع للمعارضة من اسمها جبهة ووطنية وعريضة، هناك 60 % من أبناء السودان غير منتمين للأحزاب، هؤلاء الناس نستهدفهم للدخول في الجبهة، والجبهة تقوم على ركيزتين الأولى إسقاط النظام والثانية عدم التحاور معه، نرفض التحاور مع النظام مبدئيا واستراتيجيا.
* حتى مع دعوة الحوار الموجودة الآن بالخرطوم؟
- نحن نرفض الحوار مبدئيا واستراتيجيا، هناك قوى سياسية ترى محاورة النظام دون قيد أو شرط، وقوى لا ترفض الحوار من حيث المبدأ ولكن لها اشتراطات منها تهيئة المناخ، وإطلاق الحريات، نحن لسنا مع الاثنين.
* لماذا؟
- لنا أسبابنا، الأول إن التحاور معناه الاعتراف بشرعية النظام، ونحن لا نعترف بهذه الشرعية، السبب الثاني التحاور مع النظام معناه التعايش معه، ونحن لا نريد ذلك أيضا، ومعناه أيضا أن النظام جزء من الحل، ونحن لا نريد أن يكون جزءا من الحل، فهو المشكلة أساسا، ويعني ذلك أن ينافس النظام القوى السياسية الأخرى في الانتخابات وغيرها، ونرى أن ذلك يجب ألا يكون، لأن النظام الحالي ظل في السلطة ربع قرن من الزمان، وله تجارب كثيرة وخبرات في الحكم، وله كادر مدرب، ويسيطر على كل أموال البلد، ويسيطر على كل الإعلام، والمعارضة ليست لها مثل هذه الإمكانات الإعلامية، والنظام يكشف خارطة السودان كله، يعرف جميع القبائل، وجميع مناطق القوى والضعف بالداخل، فبالتالي النظام إذا ما نافس القوى السياسية وهو بالسلطة قطعا هو أقوى منها، والتحاور معناه إعفاء النظام من أي مساءلة، فالحوار هو تحصين النظام، ونحن نرى ضرورة المساءلة العادلة، ولذلك نرفض مبدئيا الحوار، وأن النظام لو سقط فسوف يتلاشى مثلما تلاشى الاتحاد الاشتراكي في زمن مايو، وهذه الأموال ستعود لخزينة الدولة، وهذا الإعلام سوف يتمتع به الجميع، ومزايا النظام التي يملكها الآن سيفقدها عندما يسقط، ولكن بهذه المزايا وفي ظل وجوده في السلطة ينافس أحزابا مشتته شرذمها النظام، فالحوار مع النظام معناه تقوية النظام.
* هل الظروف المحيطة بالسودان لا تستوجب مثل هذا الحوار؟
- الظروف الضاغطة الآن هي أن يذهب هذا النظام، ويقوم نظام ديمقراطي بديل بعد مساءلة عادلة.
* إذن أنت ترفض هذا الحوار جملة وتفصيلا؟
- نعم أرفضه كموقف مبدئي واستراتيجي.
* ألا ترى أن إسقاط النظام سيكون مكلفا جدا للسودان؟
- "بصوت عال".. هذا أمر يثيره المتخاذلون والمهرولون لهذا النظام، لن تكون هناك تكلفة، فوجود النظام هو المكلف، والأحداث في دارفور والمنطقتين دليل على هذا التكلفة.
* هل أنت مع إسقاط النظام عسكريا؟
- الشعب السوداني قادر على إسقاط النظام؛ جربنا هذا في أكتوبر 64، وفي أبريل 85، وجربته دول أخرى كمصر واليمن وغيرها، فنحن لا نسعى لإزالة النظام بالقوّة، نريد ذهابه بالثورة الشعبية الشاملة.
* هل تم الاتصال بك للانضمام للحوار؟
- لا.. لا يوجد اتصال، فهم يعرفون موقفنا، ولكننا على اتصال بالمعارضة لرفض الحوار.
* أمازلت نائبا لرئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل؟
- نعم، مازلت.
* وكيف تعارض الحوار وحزبك منخرط فيه وأيضا مشارك في الحكومة؟
- الحزب غير منخرط، فلديه مبادئ، برغبة جماهيره وقواعده يرفض الحوار مع النظام والمشاركة في الحكومة.
* ولكن القيادة منخرطة ومشاركة؟
- أي قيادة؟ ماذا تعنين بالقيادة؟
* مولانا محمد عثمان الميرغني والهيئة القيادية بالحزب!
- أنا أرى أن دستور الحزب في المادة 3 منه ينص صراحة على إلزام أي عضو في الحزب بمقاتلة أي نظام شمولي؛ مدنيا كان أو عسكريا، بكل صلابة وتصميم.. إذا من يخرج عن هذا هو خروج عن دستور الحزب الاتحادي.
* إذاً، أنت ترى أن مولانا الميرغني خارج عن الحزب؟
- "بصوت عال": كل هؤلاء الناس وكل الذين أيدوا الحوار والمشاركة فيه خارجون عن دستور الحزب الاتحادي، كل من شاركوا في الحكومة وشاركوا في الحوار قد خرجوا عن الحزب، وخرجوا عن الإرث النضالي للحزب، وعن رغبة جماهير الحزب، فالحزب لم يشارك.
* مولانا خارج عن الحزب؟
- "بصوت أعلى": مولانا وغير مولانا.. لماذا تريدين أن تخصصي؟، أي إنسان شارك لم يعد عضوا في الحزب الاتحادي الديمقراطي، فالحزب ليس أفرادا، هو عبارة عن تاريخ ومثل ومواقف ودستور.
* متى قابلت مولانا الميرغني آخر مرة؟
- قبل أن يشارك في النظام في القاهرة.
* في ماذا تحدثتم وقتها؟
- قال لي بالحرف الواحد إنه لن يشارك في هذا النظام أمام أولاده وحاتم السر وآخرين، وقلت له هذا يكفيني، أما أنا فسأعمل على إسقاط النظام.
* وهل هناك اتصالات بينكما بعد هذا اللقاء؟
- في الأفراح والأحزان فقط، لكن لا يوجد في العمل السياسي، ماذا أقول له؟ فهم شاركوا في السلطة ولم يعودوا أعضاء بالحزب.
* كيف ذلك؟ مولانا مازال رئيسا للحزب؟
- أنا القيادة التاريخية للحزب الاتحادي الديمقراطي، لا يوجد من سبقني في الحزب، والحزب يمكنه أن يختار قيادة، ولكنني سأظل القيادة التاريخية لهذا الحزب.
* ما هو مستقبل الاتحادي مع حديثك هذا؟
- الحزب الآن هو القيادة السياسية في السودان، وعندما يسقط النظام، سيلملم أطرافه، والشباب الذين صقلتهم التجارب سيقودون الحزب، وسيعيدون الحزب سيرته الأولى، والآن الشباب الذين يقيمون الندوات من أجل ذلك بمباركة منا، هم النواة الحقيقية للاتحادي.
* علي محمود حسنين يرفض حوارا اجتمع حوله قرابة مئة حزب وكيان سياسي مختلف بالبلاد في مائدة مستديرة بقيادة الرئيس البشير. بماذا تعلق على ذلك؟
- تعليقي أنها كانت "عزومة" من الحكومة، كل يريد أن يأكل من هذه المائدة، وأن يكون جزءا منها وأن يتعايش مع هذا النظام، إما لأنه قد تعب من مشوار النضال الطويل، وإما أنه فقد قوته داخل كيانه السياسي، أو لأنهم خلت جيوبهم من المال، ويريدون ملأها من جديد، لكنهم في جميع الحالات، لا يعملون لمصلحة الأمة السودانية، والذي يريد أن يبقي على النظام ويحصنه من أي مساءلة وأن يجعله جزءا من الحل، ليسوا في خدمة الوطن السوداني.
* كيف قرأت مشهد القبض على الصادق المهدي؟
- أدنت اعتقال الصادق المهدي، وأدين اعتقال أي إنسان.
* وما هي رؤيتك كقانوني لقضية الصادق المهدي؟
- الصادق سيطلق سراحة في الأيام القليلة القادمة.
* في تقديرك السياسي لماذا تم القبض عليه في هذا التوقيت؟
- لأسباب كثيرة؛ هناك من يقول إن الصادق المهدي أخذ مواقف مرفوضة من قبل حزب الأمة، ويريدون أن يقوي من موقفه باعتباره رجلا معارضا ومناضلا، فقد يكون لإعادة تقوية بناء الصادق المهدي داخل كيانه، هذه آراء وليست رأيي، إما أن الحكومة تريد أن تثبت للناس أن الصادق لم يعد الزعيم، والدليل على أن جماهير الأنصار وهو إمامهم، قبل أن يكون رئيس حزب الأمة فهو إمام الأنصار وهذه تقوم على البيعة والطاعة والدفاع بشراسة عن الإمام، وهو الآن معتقل –الامام ولا أقول رئيس حزب الأمة- وردة الفعل داخل كيان الأنصار ليست بالقوة التي يزعمها، واحتمال ثالث أنهم يريدون عقد صفقة مع الصادق المهدي ويطلقون سراحه بعد ذلك، حتى لا يتشدد في مسيرة الحوار، ولا أستطيع أن أتبنى أيا من هذه الأطروحات، أحلل فقط سياسيا، لكنني أجزم أن الصادق سيطلق سراحه قريبا.
* وما رأيك في اعتقال إبراهيم الشيخ؟
- يؤكد لنا أن المؤتمر الوطني لا يحتمل أي قدر من الحريات التي أطلقها، والشيخ من الشخصيات المعارضة سلميا، ولكن النظام ضاق به.
* وما هي رؤيتك لموقف المؤتمر الشعبي الذي تبنى الحوار مع الحكومة بعد أن كان أشد الأعداء لها؟
- هذا أمر لا يتماشى مع ما كان يدعو له المؤتمر الشعبي، فقد كان يتحدث بوضوح عن إسقاط النظام منذ عام 2002 تحديدا، والترابي اعترف أنه أخطأ خطأ كبيرا بالمشاركة في انقلاب 89، وقال لي ولغيري، إنه تاب إلى الله على ذلك، وإن ما حدث للشعبي هو ابتلاء ومعاقبة من الله على هذه المشاركة، وقال إنه مستعد لأن يخضع لمساءلة سياسية حول مشاركته في الانقلاب وليست مساءلة قانونية. الآن عادت المياه، ويريدون أن يحاوروا النظام لأسباب كثيرة، وأقول أيضا في إطار التحليل وليس المعلومات، إنهم يرون أن هناك هجمة شرسة على الإسلام السياسي في المنطقة العربية بدءا من مصر والسعودية والإمارات، والحرب التي تدور رحاها الآن في ليبيا، وموقف المجتمع الدولي من الحرب في سوريا، كل هذا يشكل هجمة على ما يسمى بالإسلام السياسي، هذا التحاور هو مدخل لتوحيد الإسلاميين في منبر واحد في محاولة لاسترداد مجدهم القديم، ولصد هذه الهجمة، فهم يتحاورون في إطار الحركة الإسلامية، أكثر من إطار الحوار الوطني السياسي، السبب الثاني أن الحوار في إطار العمل الداخلي يصعد للمؤتمر الشعبي في أن يكون جزءا من السلطة الموجودة، ولو اشتركوا فسيكسبون أراضي ذهبت عنهم، خصوصا وأن كثيرا من قيادات الشعبي في مراحل سابقة تركوا الحزب وأصبحوا جزءا من الوطني لمعاناتهم من التعب والفقر.
* هل تقصد أن الحوار غرضه توحيد الوطني والشعبي أكثر من كونه حوارا وطنيا؟
- هذا بالنسبة للمؤتمر الشعبي، لكن هناك آخرين ليسوا جزءا من الشعبي مثل الصادق المهدي وغيره وإن كانوا أيضا لا يستريحون للهجمة على الإسلام السياسي، لأن هذه الكيانات أيضا عندها جذور إسلامية، ولكن ليس بأجندة المؤتمر الشعبي.
* وما تعليقك على موقف الحزب الشيوعي من الحوار؟
- الحزب الشيوعي في حافظته لا يريد حوارا، ولكنه لا يريد أن يقول هذا، وهذه الصيغة لا أوافق عليها، فأنا أرفض الحوار كمبدأ.
* المجتمع الدولي أيضا يشجع هذا الحوار؟
- إننا لا نعمل لاسترضاء المجتمع الدولي في السلطة، ولذلك هو يؤيد الحوار، لأن النظام متآكل ومتهالك، ومن مصلحة المجتمع الدولي أن يظل نظام الإنقاذ في السلطة.
* أنت سياسي فكيف ترفض الحوار؟
- هذا حديث غريب جدا، السياسي لا يرفض الحوار إذا كان ينطلق من مبادئ ثابتة، فرفض الحوار جزء من العمل السياسي، خصوصا إذا كان منطلقا من مبادئ، أما إذا كان منطلقا من مصالح فيمكن أن تجلس مع أي سمسار، ونحن لسنا سماسرة سياسة.
* هل لديكم اتصالات بالجبهة الثورية؟
- لدي علاقة بجميع المعارضين أيا كان مدى التوافق والاختلاف، فأنا مع أي شخص يريد أن يسقط النظام.
* كيف ترى حل المنطقتين؟
- الحرب في المنطقتين نشأت بسبب وجود النظام.
* هل ننتظر إسقاط النظام وهناك مآس إنسانية فيهما؟
- كلما استمر النظام كان هناك مزيد من المعاناة والقتل، نريد حل القضية مرة واحدة، ففي الجنوب تم حله بمفرده وفقدناه وتحول إلى دولة متصارعة، لأن الحس الوطني القومي لم يتبلور بالصورة المطلوبة بعد، للانتماء القبلي والإثني الطاغي والذي أدى للحرب في الجنوب، لا نريد أن يحدث هذا الآن، فقرنق حاور النظام، وكان يستطيع أن يسقط النظام في إطار التجمع الوطني الديمقراطي، ولكن الحركة الشعبية لم تكن تريد إسقاط النظام، بل كانت تريد أن تصل إلى اتفاق، نحن ليست لدينا مطالب، نمثل الأمة السودانية كلها، لا نمثل إقليما أو جهة أو حزبا بمفرده
يتحدّث علي محمود عن إسقاط النظام.. السؤال التقليدي؛ ما هو بديلك؟
- لدينا رؤية شاملة لكيف يحكم السودان وبديلي نحن نرى أنّ مشكلة السودان في نظام الحكم، فالموجود الآن في ظاهره نظام فيدرالي وفي باطنه نظام قابض. نرى قيام نظام ديمقراطي تعدّدي بالسودان، يقوم على ستّة أقاليم؛ دارفور، كردفان، الأوسط، الشرق، الشمال، والخرطوم.. يكون هناك نظام فيدرالي بين هذه الأقاليم الستة، كلّ إقليم يحكم شأنه بالطريقة التي يريد، دون الاستعانة بالمركز أو بأيّ أقليم آخر، وتعطى السلطة بالكامل لكل إقليم، وتكون هناك أيضا سلطة اتحادية، ويكون بها رئيس جمهورية ينتخب من كل أبناء الشعب السوداني لدورة انتقالية واحدة، مدتها 6 سنوات؛ في كل دورة المرشحون يكونون من إقليم واحد يصوت عليه كل السودان، والدورة الثانية من إقليم آخر وهكذا، وبالتالي يتم تداول الرئاسة بين الأقاليم الستة، ويكون مع الرئيس 6 نواب له ينتخبون من أبناء الأقاليم لقطاعات مختلفة، يكون مجلس سيادي تنفيذي قيادي، وهذه تكون السلطة المركزية، وبهذه الطريقة تكون كلّ الأقاليم أخذت حقها في إدارة شأنها، وساهمت في السلطة المركزية. أما الثروة فكلّ الثروات -في باطن الأرض أو خارجها- يأخذ كل إقليم 30% من عائد هذه الثروات، 70% للسلطة الاتحادية لإعطاء الأقاليم الأخرى، التي ليس بها مثل هذه الثروات، هذا طرحنا. ونرى إعادة بناء الأحزاب وفق قانون جديد لخلق مؤسسات ديمقراطية؛ ليس هناك رئيس له صلاحيات محددة.. ليس هناك رئيس مدى الحياة؛ دورتان فقط لكل قيادة بالحزب، ومدة كل دورة لا تتجاوز أربع سنوات، وألا يوجد توارث في الأحزاب وهكذا.
* وهل تعتقد أنّ الشارع يتوافق مع البديل ويتفاعل بهذا القدر مع أطروحة إسقاط النظام؟
- الشعب السوداني قادر في أيّ لحظة على إسقاط النظام، ولكن هناك المخذّلون والمتخاذلون من القيادات السياسية، والآن ظهر أيضا مهرولون نحو السلطة، فهؤلاء هم من أثاروا الإحباط في الشباب السوداني، وهم يريدون أن يكونوا جزءاً من كافة السلطة، وأنا سعيد جداً بذلك، لأنّ الشعب لابد أن تحدث فيه عملية فرز وطني ونضالي، أولهما معسكر السلطة وأعوانها والمتعاونين معها، والشعب السوداني هذا معسكر آخر، أما المندسّون (في النصّ) ومن يأخذون المنطقة الرمادية، فهؤلاء هم المنافقون، وهم أشرّ من المشركين أنفسهم، وفي الإسلام - نتحدث أيضا لغة الدين - ربّنا جعل المنافقين في الدرك الأسفل من النار، ولو قرأت سورة البقرة تجدين الآيات الأربع الأولى عن المؤمنين، ثم آيتين عن المشركين، ثم 14 آية عن المنافقين، ما يعني أنّ المنافقين هم المهدد الحقيقي، فهؤلاء جميعاً ينشرون أن الثورة ستفرط عقد السودان، وستفتته، وتجعله صومالاً آخر، وهذا غير صحيح، الصومال إثنيّة واحدة وليست متعدّدة الإثنيات وحدثت بها هذه المعارك، فالتعدّد ليس مانعاً من التمزّق.
* حسناً، يبدو أنّ الحكومة أيضاً تعي حجم المأزق ومضت في طريق استصلاح الأرضية السياسية وقد قامت مؤخراً ببذل قدر من الحريات حتى وإن...؟
- تتحدّثين وكأنّ النظام هو المانح، ونحن الذين نتلقّى هذه المنحة! النظام لا يمنح. هو متهم، لابد أن يساءل.
* ولكن ينافح البعض بالحديث عن قضايا فساد تمّ تفجيرها مؤخراً و...
- هذا كله إعلام، والدليل أنه يتمّ تفجير هذا الأمر ثم يحظر النشر فيه، والحريات كأنها منحة يستطيع أن يسحبها في أي وقت! حدث هذا في 2005.. كانت هناك حريات وصحافة حرّة وندوات بالشوارع، وما أن انتهى الأمر حتّى عاد كل شيء إلى المربّع الأول.
* طيّب كيف فسّرت خروج علي عثمان ونافع؟ البعض يقرأه ضمن النسق الإصلاحي ذاته!
- هو جزء من صراع النفوذ، وخروجهم ليس جزءا من تغيير القيادة كما يقولون، وإنما حسم لصراعات كانت موجودة داخل المؤتمر الوطني، وسوف تقوم صراعات أخرى من نوع آخر في داخل القيادة الجديدة في المؤتمر الوطني.
* وهل الاتحادي لا يعاني من هذه المشاكل؟
- الاتحادي قيادته في السلطة لا نعتبرهم أعضاء بالحزب.
* متى نتوقع مؤتمراً عاماً لحزبكم؟
- إذا كنت تتحدثين عن الجماهير العريضة للحزب، فسنناقش هذا الأمر بطريقتنا، أما إن كنت تتحدثين عن الذين يشاركون في السلطة، فهم وشأنهم، ولن نشارك في مؤتمرهم.
* هل هناك استعدادات على مستوى القاعدة بالاتحادي لقيام مؤتمر عام؟
- أصدرت نداء قبل شهر لكل القيادات الاتحادية بكافة منابرها وأسمائها، وطلبت منهم التوحد على مبدئين؛ إسقاط النظام وعدم التحاور معه، وقلت لهم: إذا اتفقتم على ذلك، فأنتم كيان واحد، و(مافي داعي للتشرذم)، وقد لاقى هذا البيان ترحيبا كبيرا، وجاءتني إفادات كثيرة يؤيدون البيان، ويوافقون على التوحد.
* إذن ماهي الخطوة القادمة؟
- عندما تكتمل هذه المواصفات، سنبحث في أسلوب كيف نجمع كل هؤلاء الناس لخلق قيادة نضالية للحزب ملتزمة بالإرث النضالي وبمبادئ الحزب.
* وربّما سيعود علي محمود إلى السودان مثل مبارك الفاضل؟
- مبارك الفاضل لم يرفض الحوار مع الحكومة، أنا رفضته.. والقبض في المطار ليس هو ما يمنعني من الرجوع للسودان، فقد مكثت 12 عاماً في المعتقلات.
* بصورة مباشرة؛ هل تفكر في العودة قريبا؟
- إن شاء الله سأعود قريباً، عندما نحتفل في الخرطوم بعودة الحرية، وأنا على يقين أن النظام سيسقط وسريعاً.
* وقبل ذلك، حتى لزيارة شخصية لأسرتك لن تعود؟
- لا... ليس في الوقت الحاضر، لديّ اتصالات عديدة بأسرتي.
* حسناً، على ذكر الخاص، البعض يتساءل؛ ماذا يعمل علي محمود حسنين الآن، وكيف يعيش؟
- أعيش من مصادري الخاصة؛ عندي عقارات، فأنا رجل محام ناجح، ولدي مكتب محاماة بالخرطوم، وعملت بالمحاماه مدة 55 عاما من عمري، وطفت السودان كله.
* وهل هذا يكفي لنشاطك السياسي؟
- أنا أصرف بالحدّ الأدنى، فلم ننل دعماً من أيّ دولة أو منظمة في العالم، ونموّل من مصادرنا الخاصة من الاشتراكات، ونحن لا نتحرّك بالمال.. نتحرك بالنشاط، وأتحدّى أي شخص بالعالم يقول أدّاني 10 جنيهات.
* لنبق معك في الخارج إذن، ما هو تعليقك على التغيير الذي حدث بمصر؟
- التغييرات التي حدثت في مصر نرى أنها تصب في القضية السودانية، ونحن نأمل في أن نسرع الخطى في إقامة نظام ديمقراطي تأمينا لأمن السودان ومصر والمنطقة العربية كلها، ومن بينها الخليج
اليوم التالي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.