لم يكن متوقعاً أن يبدأ السيد " جوزيف بلاتر " رئيس الأتحاد الدولى لكرة القدم حديثه عن المباريات المستقبلية على كواكب أخرى خلاف الأرض ، إنها النظرة البعيدة والأنتصارات الحقيقية التى تستحق أن نفرح لها ، حين قرأت تصريحاته أدركت أنى ( على أقل تقدير ) أسير فى مسار صحيح ، يقول سيد " بلاتر " : يمكننا ان نتسائل هل من الممكن لعب كرة القدم على كواكب أخرى في يوم ما وعندها لن يكون هناك كأس عالم بل ستكون منافسة بين الكواكب . لكن هنالك أيضاً فى المستقبل البعيد ستظهر العديد الأشكاليات ربما التى لا تزال موجودة حالياً من يشاهد ومن يسقط ؟ ، بالطبع لن نذهب فى تحليلات مستقبلية وسنكتفى بالآن المؤلم ، لكن ما يجدر قوله فى هذا السياق أن الأهتمام العالمى والمتوسع بالفيزياء وعلم الكون الذى تدخل فى جميع المجالات يستحق الشعور بنشوة الأنتصار ، بل أنى لازلت أذكر صدمة الفرح العميقة التى تعرضت لها من أقوال سيد " بلاتر " وكنت أود أن يكون الأهتمام بهذه الكلمات التى لا تمر مرور الكرام أن يذهب هباء من كتابنا الرياضيين والمهتمين بهذا الشأن . بعيداً عن بريق المعنى فى كواكب قادمة لنذهب فى جولة للتخوم الرمادية لكأس العالم 2014م حيث تكمن المأساة . اللعبة فى جوهرها تبدو أعمق مما يظهر على السطح فالجماهير الغفيرة حول العالم التى تشجع بلهفة وحماس تعيش حالة لنا أن نوصفها باللاحقيقة حتى داخل الأطار المعرفى ، سبب ذلك يعود لأنها تعيش إنتصارها من خلال آخرين هم اللاعبيين الحقيقين وكذلك هزائمها فما فشل فرد فى تحقيقه فى حياته الرتيبة له أن يعيشه بسهولة ودون جهد من خلال فريق ، وإذا قدر للجانب الذى يشجعه الفوز فلن يتوانى عن التباهى المصطنع أمام الآخرين وهى ذات الأهانة التى تحدث عنها " نيتشة " فى معرض حديثه حول أخلاق السادة والعبيد ، فهنا الأفراد لن يدخروا وسعاً لستر خيباتهم وإنهزامهم الداخلى فى الحياة الواقعية حتى ليتحول النصر عبر لعبة كرة قدم لنصر حقيقى بل أن المتابعين داخل أطار الوهم لن يكتفوا بهذا الأحساس الزائف فتجدهم اليوم التالى يتسابقون لمتابعة التحليل الرياضى لمباراة كانوا هم أنفسهم شهوداً عليها . التحقير الذى كان " أمبرتو أيكو " يكنه لهذه الرياضة هاهو اليوم يتجلى بكل وضوح ، نحن نحب تكرار ما نفعله ونقوله دون وعى وأدراك ودون الخوض فى تفاصيل من الصعب سردها ، لنعد للأنتصار والهزيمة المتوهمة فأى منهما إنما تعود على اللاعب وحده دون المتفرجين فتسجيل هدف تاريخى يسجل بأسم من قام بالفعل وليس الجمهور وكذا نلاحظ تبعات الأمر من أموال تتدفق عليه حتى أصبح نجوم الكرة هم ملوك الأرض ، الأدهى أن الفوز الذى يحققه لاعب ما يلغى فى لحظتها بقية الفريق من ذاكرة الجمهور ( ذاكرة السمك ) والمتابعين حتى ليصبح البقية مجرد ذوات لا تكاد تذكر وهى ذات الأهانة غير المقصودة الموجهة لهم ، بالمقابل تنزل آثار الهزيمة والخيبات على لاعب ما أو فريق ما ويتحملون تبعات الأمر ومعهم جمهورهم ، كما يقول " شتراوس " عن هذه اللعبة إنها حرب تدار بالنيابة عن الجمهور الذى أرتضى طواعية بيع ذاته والعيش بلا أنتصارات وتحمل الأهانات حتى لا يتحمل مسؤولية المحاولة ، لا أعتقد أن " نيتشة " كان سيختلف معى أو مع " أيكو " فى القول . برغم ما تقدم ذكره إلا إننا لم ندخل بعد لأبواب المأساة التى حدثت هذا العام ، حيث تحدثت تقارير عن تهجير عدد كبير من سكان البرازيل بل وصل الأمر لحد محو أطفال الشوارع من قيد الحياة وهو ما ورد فى مقال الكاتب المصرى " وائل عباس " الذى يعد من اكثر العرب تأثيراً بحسب مجلة أرابيان بيزنيس ماجازين 2011م والذى تم حذفه من صحيفة المصرى اليوم لما يحتوى من مضمون صادم ، ما يحدث يستحق التوقف عنده لبرهة ومراجعة جوهر الأشياء بدلاً من التفكير بعقلية القطيع المتفشية . رابط أعتذار عن مقال السيد " وائل عباس " http://www.almasryalyoum.com/news/de...4AXCY.facebook أخيراً أرجوا أن تكون متابعة كأس العالم هى التى منعت مباردة " أنا عاطل " عن الظهور بفعل حقيقى جديد على أرض الواقع ، تمنياتى لهم بمشاهدة طيبة . [email protected]